الوقت- لم يتوقف شريان العلاقات "الإيرانية-الإفريقية" عن الحياة يوماً، وما زال ينبض بالعلاقات الثنائية المشتركة، وتأكيداً على استمرار العلاقات الاقتصادية والتجارية القديمة التي تجمع إيران والدول الإفريقية وصل محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني يوم الأحد الفائت على رأس وفد سياسي واقتصادي كبير جمع كبار مديري الشركات الإيرانية، إلى دكار عاصمة السنغال سعياً لتطوير العلاقات الثنائية وتعزيز العلاقات الاقتصادية التي تجمع البلدين.
إيران ماضية بتعزيز العلاقات الاقتصادية
هذا وشرح ظریف في تصریح أدلی به للصحفیین الإيرانیین الموجوديين في السنغال أهداف زیارته لأربعة بلدان إفریقیة وأمريكا الجنوبیة، بأنها تتمثل في تطویر العلاقات الثنائیة وتعزیز العلاقات الاقتصادیة .
رافق ظریف وفد کبیر من مديري القطاعین العام والخاص خلال هذه الزیارة. وقال: "وفضلاً عن إجراء المفاوضات السیاسیة والإقلیمیة تباحثنا مع هذا البلد حول توسیع العلاقات الاقتصادیة.
وتابع وزیر الخارجیة الإيراني إن:" إیران لدیها وجود واسع في قطاع صناعة السیارات في السنغال ونأمل بحسم الظروف لتصدیر السلع غیر النفطیة والخدمات التقنیة والهندسیة" .
وفي ذات السياق أشار ظريف، خلال لقائه رئيس البرلمان السنغالي، إلى الاشتراكات الثقافية الواسعة بين إيران والسنغال، داعياً البلدين للتعاون في مواجهة ظاهرة التطرف الخطيرة، وكذلك في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل الظروف الحاليّة التي تتزايد فيها جرائم النظام الصهيوني.
ومن جهته أشار وزير الخارجية السنغالي خلال لقائه بنظيره الإيراني في داكار إلى أن تاريخ العلاقات بين البلدين يمتد لعدّة عقود، معتبراً أن زيارة الدكتور ظريف تؤدي إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين طهران وداكار.
واعتبر وزير الخارجية السنغالي أيضاً في هذا اللقاء أن عقد اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين في الأشهر القليلة القادمة فرصة لطرح ومتابعة مختلف مجالات التعاون بين البلدين، بما في ذلك النفط والغاز، معرباً عن تقديره لتقديم إيران العديد من المنح التعليمية إلى السنغال في مجال النفط والغاز.
بدوره أشار وزير الخارجية الإيراني الدكتور محمد جواد ظريف إلى عقد مؤتمر اقتصادي بين البلدين، معتبراً أن هذا المؤتمر إطار مناسب لمواصلة التعاون بين البلدين. وفي معرض إشارته إلى أهمية السنغال في غرب إفريقيا ومكانتها في العالم الإسلامي وحركة عدم الانحياز، دعا إلى تعزيز العلاقات مع ذلك البلد أكثر فأكثر.
استعداد إيران لنقل تجاربها إلى السنغال
في السياق ذاته، أشار الدكتور ظريف إلى حضور الوفد السياسي والاقتصادي والتكنولوجي رفيع المستوى لبلاده في السنغال، معلناً استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لنقل تجاربها إلى السنغال، خاصةً في مجال التكنولوجيات الحديثة.
وأشار إلى دور البلدين المهم في نشر الازدهار الاقتصادي والاستقرار الاقليمي قائلاً:" يمكن للجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية السنغال، بوصفهما البلدين الرئيسين في غرب آسيا، غرب أفريقيا والعالم الإسلامي، أن يكونا جسراً للتواصل بين هاتين المنطقتين وبإمكانهما لعب دور مهم في التنمية والازدهار الاقتصادي لهاتين المنطقتين المهمتين وكذلك توسيع نطاق السلام والاستقرار الإقليمي والدولي ووحدة وتماسك العالم الإسلامي. "
وأضاف قائلاً:"إنّ المحاولة لزيادة التجارة بين البلدين وفق "رابح – رابح" لا تقتصر على تصدير السلع والخدمات الهندسية ونقل التكنولوجيا من الشركات الإيرانية إلى السنغال فحسب، بل توفر أيضاً احتياجات الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولاسيما في قطاع الزراعة والتعدين من قبل الناشطين الاقتصاديين السنغاليين."
وزير الخارجية وفي معرض إشارته إلى دخول تعاون الدولتين في مجال إنتاج السيارات مراحله التنفيذية، قال: "إن التعاون بين الدولتين في مجالات أخرى مثل النفط والغاز، الدواء، الصحة والتعليم يمكن أيضاً توسيعه بين البلدين".
كذلك اعتبر الدكتور ظريف في هذا اللقاء أن أهم قضية في العالم الإسلامي هي قضية حقوق الشعب الفلسطيني وجرائم النظام الصهيوني، مؤكداً أن حل مشكلات العالم الإسلامي يعتمد على الوحدة الإسلامية والحوار بين العالم الإسلامي.
خلاصة القول.. إن الجمهورية الإسلامية لم تنقطع يوماً عن التواصل مع دول العالم في شتى المجالات الاقتصادية، الصناعية، التجارية والزراعية التي تزدهر يوماً بعد آخر، لتشكل ركيزة أساسية وصلبة للانفتاح نحو الأسواق العالمية وتبادل الخبرات في مختلف المجالات التي من شأنها المساهمة في تطوير القطاعات الصناعية وتعزيز أواصر العلاقات بين إيران والبلدان الأخرى ونشر السلام والاستقرار الإقليمي والدولي.