الوقت - سكان الشوارع ومحطات مترو الأنفاق، "المشردون" الذين بات البعض يراهم بثوراً على واجهات المدن ليس لهم مأوى يحميهم من برد الشتاء وليس لديهم ما يكفي من الطعام ليسدّ جوعهم، ومن المعروف عند العديد من الناس، بأن معظم أولئك المشردين، هم من المدمنين والفقراء ولكننا في مقالنا هذا سوف نسلط الضوء على شريحة أخرى من المشردين لا يعرفها الكثير من الناس وهم طلاب الجامعات المشردون الذين ينتشرون بكثرة في الولايات المتحدة، هذه الشريحة المثقفة تقودنا إلى عدم الاستخفاف بالمشردين دائماً، فمن الجدير تأمل رحلتهم العسيرة في الحياة، لذا لا تستغرب إن اكتشفت أن أحد هؤلاء المشردين يتمتع بذوق وبأخلاق رفيعة المستوى، ويتميز بالأدب الجم.
فبعدما كانت الولايات المتحدة تتباهى يوماً بعد يوم بأنها الدولة القوية التي تمتلك أقوى اقتصاد وأفضل تعليم في العالم وبأنها تتصدّر المراتب الأولى في كثير من الأشياء مقارنة بباقي دول العالم، كشفت التقارير مؤخراً بأن هذا البلد يتصدر أيضاً دول العالم في عدد السجناء، والديون الحكومية، وانخفاض الدخل الأسري للكثير من العوائل الأمريكية، وعدد الأشخاص المشردين الذين ليس لهم مأوى، حيث إن عدد المشردين في الولايات المتحدة مرتفع جداً إلى درجة أنك تستطيع أن ترى معظمهم ينامون في الشوارع وفي محطة مترو الأنفاق وفي مجاري الصرف الصحي.
وفي الآونة الأخيرة وللمرة الأولى، تم نشر إحصائيات مثيرة لا تصدق عن عدد الأشخاص والطلاب الجامعيين الذين يعيشون كمشردين في الولايات المتحدة، وقد أصدرت جامعة "CSU" الأمريكية التي تُعدّ واحدة من أكبر وأهم الجامعات في ولاية "كاليفورنيا"، أول إحصائيات متعلقة بالأوضاع المؤسفة التي يعيش فيها طلابها ولقد أظهرت تلك الإحصائيات بأن هناك 57.000 شخص بلا مأوى من إجمالي عدد الطلاب في الجامعة الذين يبلغ عددهم 474.000 طالب ولقد أعرب أولئك الطلاب بأنهم ينامون ليلاً في محطة مترو الأنفاق أو أنقاض المباني وأكدت تلك الإحصائيات أيضاً بأن هناك 114 ألف طالب في هذه الجامعة العريقة ليس لديهم ما يكفي من الطعام.
وبعد قيام جامعه "CSU" بنشر هذه الإحصائيات التي كشفت عن عدد طلابها المشردين الذين ليس لهم مأوى، كشفت أيضاً جامعة "UC" إحدى جامعات ولاية "كاليفورنيا" الأمريكية عن إحصائيات مروعة تتعلّق بحالة التغذية الطلابية وأكدت تلك الإحصائيات بأن هنالك ربع الطلاب الدارسين في تلك الجامعة ليس لديهم ما يكفي من الطعام وأن 30٪ منهم أعلنوا بأنهم يواجهون الكثير من المشكلات بسبب الضغوطات والتوترات التي يسببها لهم الجوع وهناك 25٪ منهم ذكروا أنهم مجبرون على أن يختاروا بين شراء الطعام أو الكتب أو دفع تكلفة السكن الجامعي وهنا ينبغي عليكم ألّا تنسوا بأن هذه الاحصائيات لا تتعلق بعدد المدمنين الذين ينامون في الشوارع وإنما هي إحصائيات متعلقة بالطلاب الأمريكيين الذين يدرسون في أعرق الجامعات الأمريكية والذين يعيشون في حالة يرثى لها وليس لديهم الطعام الكافي.
وفي الواقع لو سمحت السلطات الأمريكية لباقي الجامعات الموجودة داخل الولايات الأمريكية المختلفة، بإعداد تقارير تتعلق بالأوضاع المعيشية التي يعيشها الطلاب، لوجدنا أن أعداد الطلاب الذين يعيشون من دون مأوى سوف تكون مرتفعة جداً (وبالنظر إلى العدد الإجمالي للطلاب الدارسين في الجامعات الأمريكية، فإن هناك على الأرجح 2.5 إلى 3 ملايين من أولئك الطلاب بلا مأوى ويعيشون في محطات مترو الأنفاق والشوارع)، وتجدر الإشارة هنا أن هنالك الكثير من التقارير التي نشرت مؤخرا، ذكرت بأن الوضع الذي يعيش فيه الطلاب في كثير من بلدان الشرق الأوسط أفضل بكثير مما هو عليه في الولايات المتحدة وأكدت تلك التقارير بأن جمهورية إيران الإسلامية بلد يدعم المؤسسات التعليمية ويعتبرها الطريق الأمثل لتنمية الإبداع وأفكار العلماء الشباب وأن الولايات المتحدة لو أنها كانت في يوم من الأيام بلداً يدعم المؤسسات التعليمية والطلاب (والتي كشفت التقارير بأنها لم تكن كذلك حتى يومنا هذا!)، لتوجّب عليها في المقام الأول أن تؤمن الطعام الكافي والمأوى النظيف لطلابها.
ولقد أظهرت الحقائق التي تم استنتاجها من الإحصائيات الأخيرة، أن الولايات المتحدة لم تشهد أي تحسُّن في قضايا حقوق الإنسان الموجودة لديها ولاسيما الاهتمام أكثر بالأوضاع المعيشية للطلاب الجامعيين الذين يدرسون في مختلف الجامعات الأمريكية في العام 2017 وما بعده، في وقتٍ أظهرت فيه تلك التقارير، وجود العديد من المشكلات الجديدة التي تسببت حكومة "ترامب" في خلقها.