الوقت- شهد الاقتصاد التركي نمواً كبيراً في عام 2017 وبلغ النمو الاقتصادي في فيها حوالي 5% في النصف الأول من عام 2017 ولقد كان لهذا النمو تأثيراً كبيراً على مؤشرات الأسهم في أسواق البورصة وفي هذا السياق تتوقع مؤسسة "فيتش" الدولية وهي من أهم مؤسسات الاعتماد الدولية للتصنيف الائتماني، بأن الاقتصاد التركي سيشهد نقلة نوعية وسينمو اكثر خلال الفترة القادمة.
ووفقا لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية "تي آر تي"، فلقد شهد الاقتصاد التركي نمواً بنسبة 5.6٪ في عام 2017 ومن المتوقع أن يصل النمو الاقتصادي في تركيا في عامي 2018 و 2019 إلى 4.1٪. لقد بدا للعالم بأن النمو الاقتصادي التركي سينهار بسبب ذلك الانقلاب الذي وقع في الـ 15 تموز / يوليو الماضي في تركيا وتلك التوترات السياسية التي حصلت بين تركيا وروسيا خلال العام الماضي، ولكن المؤشرات الاقتصادية في تركيا أظهرت خلاف ذلك وسجلت خلال تلك الفترة نمواً اقتصادياً كبيراً. وحول هذا السياق، سنستعرض في تقريرنا هذا جميع المؤشرات الاقتصادية المختلفة، لنناقش وندرس الوضع الاقتصادي الحالي لتركيا.
استعراض ودراسة مؤشر الناتج المحلي الإجمالي GDP في تركيا:
يُظهر الرسم البياني لمؤشر الناتج المحلي الإجمالي GDP في تركيا أنه منذ عام 2000، شهد مؤشر هذا الناتج المحلي قفزة نوعية كبيرة وارتفع مستوى هذا المؤشر من 200 مليار دولار في عام 2000 ووصل إلى 857 مليار دولار في عام 2016، ووفقا لبعض الخبراء الاقتصاديين فإن هذا النمو الكبير يتزامن مع وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة وارتفاع معدل التبادلات التجارية لتركيا مع دول العالم المختلفة. ووفقا لتقرير صندوق النقد الدولي "IMF"، فإن مؤشر الناتج المحلي الإجمالي لتركيا سيصل في نهاية عام 2017 إلى 841 مليار دولار.
الرسم البياني لمؤشر الناتج المحلي الإجمالي GDP لتركيا منذ عام 1980 وحتى 2017، كالتالي:
مصدر الرسم البياني:knoema.com
المؤشر التالي يتعلق بالنمو الاقتصادي أو نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي " Real GDP Growth". لقد شهد هذا المؤشر منذ عام 2000 وحتى آلآن، تذبذب في الأداء صعوداً وهبوطاً في أسواق البورصة التركية و لقد كان السبب الرئيسي لحدوث مثل هذه التذبذبات، هو تفاعل تركيا السياسي ومشاركتها في المعادلات السياسية الإقليمية والدولية. فعلى سبيل المثال كان لبعض الأحداث التي وقعت خلال السنوات الماضية أثراً سلبياً على استقرار الأوضاع السياسية في تركيا، كقضية منع تركيا من الالتحاق بالاتحاد الأوروبي وانهيار معاهدة السلام بينها وبين قوات حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" وتوسع وانتشار الهجمات الإرهابية في بعض المدن التركية والتواترات الأخيرة بينها وبين روسيا ومحاولتها للتدخل عسكريا في سوريا.
الجدير بالذكر هنا أن هذا المؤشر شهد ارتفاعاً ملحوظاً من 3.2 في المئة في عام 2016 ووصل إلى 5.6 في المئة في عام 2017، وهذا الأمر يعكس النمو الهائل وغير المتوقع في الاقتصاد التركي، ويقول الخبراء إن سبب هذا النمو هو استئناف العلاقات الاقتصادية التركية مع روسيا وزيادة الصادرات التركية إلى دول الاتحاد الأوروبي وخاصة ألمانيا. وفي ظل تلك المشاكل والتوترات السياسية الداخلية والخارجية التي عانت منها تركيا خلال العام الماضي، فلقد كان من المتوقع أن يتراجع مستوى هذا المؤشر وينخفض ولكن مخطط الرسم البياني أشار إلى أن الناتج المحلي الإجمالي لتركيا شهد نمواً إيجابي في عام 2017.
الرسم البياني لنمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لتركيا ( Real GDP Growth)
مصدر الرسم البياني: knoema.com
يبين الرسم البياني التالي الناتج المحلي الإجمالي لتركيا ويقارنه مع الناتج المحلي الإجمالي لكلٍ من السعودية وإيران وهنا تجدر الإشارة إلى أن تركيا استطاعت أن تحتل المرتبة 17 في ترتيب الناتج المحلي الإجمالي العالمي GDP.
المصدر: البنك الدولي
استعراض ودراسة المؤشرات الاقتصادية لتركيا في عام 2017
في الجدول أدناه، سنتطرق إلى أهم المؤشرات الاقتصادية التي تدخل في رسم الوضع الاقتصادي العام لبلدان العالم، وذلك من اجل توضيح الوضع الاقتصادي الحالي لتركيا.
2017 |
المؤشر |
841 مليار دولار |
إجمالي الناتج المحلي (GDP) |
۲ تريليون دولار |
إجمالي الناتج المحلي (GDP) يعادل تكافؤ القوة الشرائية (PPP) |
5.1 في المئة |
معدل النمو الحقيقي لـ(GDP) |
2.8 مليار دولار |
تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة (FDI) |
الرسم البياني لمؤشر تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة FDI إلى تركيا
دراسة حالة النشاط التجاري في تركيا:
ذكر تقرير صدر مؤخراً عن وزارة الجمارك والتجارة التركية، بأن صادرات البلاد نمت خلال عام 2017 ووصلت إلى 157 مليار دولار أمريكي متجاوزة الرقم الذي كان متوقع لها في هذا العام وبالمقارنة مع عام 2016، فلقد ارتفعت صادرات تركيا ووصلت إلى 10.22 في المئة في عام 2017. وحول هذا السياق اعلن المعهد التركي للإحصاء بأن هذا النمو في الصادرات كان مصحوبا بنمو سريع على مدى الفصول الثلاثة المتتالية من عام 2017 واعرب هذا المعهد بأن هذا النمو الاقتصادي، هو أسرع نمو اقتصادي بين اقتصادات مجموعة العشرين وخاصة بعد تحقيقه نمو غير متوقع بنسبة 11٪ في الربع الثالث من عام 2017. ولقد كان متوسط معدل النمو الاقتصادي التركي خلال الفصول الثلاثة الأولى لعام 2017 هو 7.4٪. وفي هذا العام ارتفعت واردات تركيا بنسبة 17.92 في المئة ووصلت قيمتها إلى ما يقارب 234 مليار دولار وتعتبر وسائل النقل والمحركات من اهم السلع التي صدرتها تركيا في هذا العام، حيث بلغت قيمتها 23.96 مليار دولار أمريكي، بحصة تبلغ حوالي 15.2٪ من إجمالي صادرات كل السلع وبلغ نمو هذا النوع من الصادرات حوالي 21٪ مقارنة مع عام 2016 . ولقد نجحت تركيا أيضا في تصدير الكراسي المتحركة والكهربائية والآلات الكهربائية وتمكنت من الحصول على ما يقرب من 22 مليار دولار من هذا السلع المتعلقة بهاتين المجموعتين في عام 2017، أي بنسبة زيادة تقدر بـ 12 في المائة و 3.7 في المائة على التوالي بالمقارنة مع عام 2016.
الرسم البياني لحالة التجارة في تركيا خلال عامي 2016-2017 (مليار دولار)
الجدول التالي يُظهر ابرز علاقات تركيا التجارية مع أهم شركاءها التجاريين خلال عامي 2016-17 ومعدل التغيير(مليار دولار)
وجهة التصدير |
2016 |
2017 |
النسبة المئوية للتغيير |
ألمانيا |
13.998 |
15.136 |
8.13 |
بريطانيا |
11.660 |
9.616 |
17.53- |
العراق |
7.637 |
9.060 |
18.64 |
إيطاليا |
7.606 |
8.481 |
11.5 |
الولايات المتحدة |
6.623 |
8.654 |
30.66 |
باقي البلدان الأخرى |
95.009 |
106.148 |
11.72 |
المجموع |
142.532 |
157.094 |
10.22 |
الدول الموردة |
2016 |
2017 |
النسبة المئوية للتغيير |
الصين |
25.441 |
23.371 |
8.14- |
ألمانيا |
21.475 |
21.302 |
0.81- |
روسيا |
15.162 |
19.546 |
28.91 |
الولايات المتحدة |
10.889 |
12.018 |
10.37 |
إيطاليا |
10.218 |
11.321 |
10.79 |
باقي البلدان الأخرى |
115.390 |
146.598 |
27.05 |
المجموع |
198.576 |
234.156 |
17.92 |
وفقا لهذه المؤشرات، يعتقد الخبراء الاقتصاديون بأن تركيا شهدت خلال عام 2017 نقلة اقتصادية جيدة وتمكنت من إيجاد موضع قدم لها بين أكبر 20 قوة اقتصادية في العالم واستطاعت رفع مستوى نشاطها التجاري على مستوى العالم وذلك من خلال زيادة مستوى علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع دول العالم الأخرى. وتجدر الإشارة هنا إلى أن مؤشر التجارة ارتفع خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2017، بين تركيا وإيران بنسبة 16٪. ويعتقد المحللون السياسيون إنه إذا استمرت مغامرات تركيا في المنطقة (كمحاولتها للتدخل في المعادلات السياسية في مناطق شمال سوريا)، فإن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع حدة التوترات في العلاقات السياسية بينها وبين الولايات المتحدة وهذا بدوره قد يؤدي إلى حدوث نتائج عكسية لهذا الاتجاه الاقتصادي المتنامي.