الوقت- كشف المتخصص في الشأن السوري و الخبير الامريكي، جوشوا لانديز، أن سياسة الرئيس الامريكي دونالد ترامب تقوم على أساس اضعاف سوريا من أجل منع ايران وروسيا من قطف ثمار الانتصار على الارهاب.
ويرى لانديز، الذي يعد أحد أبرز خبراء الشأن السوري ورئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما الأمريكية، أن الأكراد كانوا ومازالوا أحد ابرز الخلافات بين حلفاء الأمس، وأهم الأسباب التي غيرت من شكل التحالفات الدولية المنخرطة في سوريا، بالرغم من عدم وضوح ما ينوي الأمريكيون فعله تجاه أكراد سوريا، ولكن واشنطن تصرح دائماً أنها لاتنوي مغادرة سوريا عسكرياً فور هزيمة تنظيم داعش الارهابي، اضف الى ذلك فان التصرفات الأمريكية في المنطقة تؤكد بما لايدعو للشك أن واشنطن ذاهبة نحو خيار تقسيم سوريا ودعم حلفائها الأكراد لاقامة تجربة الإدارة الذاتية في المرحلة الأولى، وهذا ما يسعد الأكراد، لكنه في ذات الوقت سيئ لسوريا، وعليه فان أمريكا ستقف على النقيض من الموقف الحليف السابق "تركيا" مما سيعزز تحول السياسة الخارجية التركية نحو المحور الروسي الإيراني.
ويقول جوشوا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وادارته لم تعد ترى في تركيا كحليف أو طرف يمكن الاعتماد عليه في المنطقة وعليه فقد وضعوا استراتيجية جديدة للتعامل معها.
وشكك الخبير الأمريكي في صحة التحليلات السياسية التي تتحدث عن واشنطن تنوي ايقاف دعمها للأكراد السوريين، ويضيف لانديز" يجادل الكثيرون بأن واشنطن ستتخلى عن الأكراد السوريين لامتصاص غضب الأتراك، ولكن أنا أشك في ذلك، وعلى واشنطن أن تتوقع ان يقوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمزيد من الاجراءات المعادية والمنهضة لها"، وكمثال على هذه "الاجراءات المناهضة للاميركيين"، من المتوقع ازدياد التوجهات الاسلامية المتشددة في تركيا وازدياد حدة الأصوات المعادية لحليفة أمريكا (الكيان الاسرائيلي) في المستقبل القريب.
ويؤكد الخبير الأمريكي أن أنقرة سرعت من وتيرة تقربها من ايران وروسيا لمواجهة الخطر الكردي- الأمريكي كما أن الفاصلة بين تركيا والسعودية ازدادت بعد تضارب الرؤى السياسية بين الطرفين، فتركيا أصبحت تدرك أن الحرب ضد الرئيس السوري لا يمكن الانتصار فيها، وتريد الآن التركيز على التصدي لأكراد سوريا وعدم السماح بتمدد نفوذهم. ومن أجل التصدي للأكراد، يجب أن تنأى أنقرة بنفسها عن فصائل المعارضة، وتركز جهودها مع الحكومة السورية وروسيا وإيران لوقف تمدد النفوذ الكردي، فهذه مصلحة مشتركة بين الأطراف الثلاثة، بحسب مايرى الخبير الأمريكي.
ويرى لاندوز أن الادارة الامريكية تستند في سياسته الخارجية في الشرق الأوسط على نقطتين أساسيتين وهي حماية اسرائيل من جهة ودعم النظام السعودي من جهة ثانية، لافتاً الى أن ترامب وضع استراتيجية الرئيس الأمريكي السابق بارك أوباما المتعلقة بالشرق الأوسط والتي تعتمد على ايجاد توازن بين السعودية وايران جانبا، مؤكدا أن الرئيس ترامب أظهر بوضوح سياسته الجديدة الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط وعلاقتة بحلفائه التقليديين.
ويشير الكاتب الى أن الأداة الرئيسية التي تحرك السياسية الأمريكية ، هي كسب النفوذ في المنطقة، وخاصة في المنطقة الشمالية السورية بالاعتماد على القوى الديمقراطية السورية، وتحريك النزعة القومية الكردية، وهو ما يتعارض مع الاستراتيجية التركية التي كانت تتوقع انسحاب واشنطن بعد القضاء على داعش.
فأمريكا، وبحسب لاندوز، تأمل في إبقاء سوريا ضعيفة ومشتتة، لمنع إيران وروسيا من قطف ثمار الانتصار في الحرب على الارهاب، ولكن تركيا في هذه الحالة ستتحمل الجزء الأكبر من خطر الاستراتيجية الأمريكية على المنطقة.
ويضيف الخبير الامريكي أن السياسات الخارجية الامريكية في سوريا تتعلق بشكل أساسي ببذل الجهود لصد ايران وكبح نفوذها في المنطقة، وعليه فان واشنطن تعمتد على قوات سوريا الديمقراطية لتنفيذ هذا السياسية، ولكن هذه القوات أضعف من القدرة على تنفيذ السياسة الامريكية التي وصفها بانها "قصيرة النظر".
الا ان سيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكياً على نصف مصادر الطاقة السورية وسد الفرات في الطبقة والسيطرة على أفضل الأراضي الزراعية ستمكن واشنطن من الحفاظ على سوريا ضعيفة وبموارد شحيحة غير قادرة على تمويل إعادة الإعمار الذي تحتاجه في المرحلة المقبلة وستنجح واشنطن في تحقيق أهداف القصيرة الأمد وتأمين الكيان الاسرائيلي واضعاف الموارد الايرانية التي ستعتمد عليه سوريا بشكل كبير من أجل عملية اعادة الاعمار بعد أن تضع الحرب وزرها.