الوقت- بعد ظهور الشيخ إبراهيم الزكزاكي زعيم الحركة الاسلامية في نيجيريا في أول إطلالة إعلامية بعد عامين من الاعتقال، والتي نشرت للملأ عبر فيديو مسجّل، ظهر فيه الشيخ وقد وضع ضمادات حول رقبته، وذلك خلال حضوره في مستشفى في العاصمة ابوجا. تساءل الكثيرون عن صحة التسجيل وتاريخه، لكن يبدو أنه صحيح، فما الذي حصل؟
في اتصال هاتفي للشيخ الزكزاكي مع ابنه محمد تحدث عن الفيديو الذي انتشر أمس قائلا: "عندما غادرنا، أردنا أن نذهب إلى المختبر لإجراء بعض التحاليل، ولكن بدلا من ذلك أحضرونا إلى هنا، ونحن تفاجئنا".
وأضاف: "لكن عند سؤالنا لهم عن سبب نقلنا إلى هذا المكان بدلا من المختبر، أجابوني بأن الطبيب الذي يعالج والدتك موجود هنا، وبعدها سنذهب لإجراء التحاليل."
وتابع: "وبعد أن عاينها الطبيب، وهممنا بالذهاب إلى المختبر أخبروني أن بعض الأشخاص يريدون رؤيتنا، لم أكن أعرف أنهم إعلاميون، لكن بمجرد خروجنا تفاجأت بالكاميرات مسلطة علينا."
وأوضح: "سألوني عن الأخبار التي تحدثت عن تدهور وضعي الصحي، فأخبرتهم أنني أصبت بجلطة دماغية يوم الجمعة من الأسبوع الماضي(5 كانون الثاني) وكانت المسألة جديّة حتى يوم الإثنين(8 كانون الثاني)، وهذه المرة سمحوا للأطباء بمعاينتي، وأن حالتي تتحسّن."
وتابع: "أخبرتهم أنه لم يكن مسموح للأطباء معاينتي قبل هذه الحادثة، فقط أطباء جهاز الأمن كانوا يعاينوني، وهذه المرة الأولى التي أقابل أطبائي."
وحول مرضه قال الشيخ: "قلت أن مضاعفات ما بعد السكتة الدماغية لا تزال تظهر عليّ، إلا أن حالتي في تحسن، وشكرا لكم على دعائكم لي، كان هذا كل ما قلته لهم."
علق محمد على كلام والده: "فهمت من ما شرحته، أنهم كانوا قد خططوا لعقد المؤتمر الصحفي من أجل تصوير ماحصل."
وتابع الشيخ إبراهيم: "أنتم شاهدون على أن أحدا لم يشر إلى موضوع الجلطة، أنا قلت فقط أنني أتعافى، وتشكّرت من دعى لي."
وحول وضعه الصحيّ أضاف: "أنا مضطر في الوقت الذي أكلمك فيه أن أستلقي لكي أستطيع الكلام براحة، وأصلي أيضا وأنا جالس لأنني لا أستطيع الركوع ولا السجود، لكنني أشكر الله بأن كان لدعاء عباده تأثير كبير، كنا شاهدين على تأثير تلك الأدعية."
وأكّد الشيخ: "لا أقدر عمل القوى الأمنية، فهم لا يستحقون ذلك تحت أي شرط من الشروط، لقد سجنوني دون أي سبب قانوني، حتى المحكمة أعلنت أن سجني ليس له أساس قانوني ومخالف للدستور وليس له أساس من الصحة. لا يوجد أي قانون في هذا البلد يقبل بهذه الشروط، ويجب عليّ تقديرهم؟!"
وتابع: "أشكر الله، وأقدّر الأشخاص الذين يدعون لنا. مرّ عامين على اعتقالنا، وعام على إقرار المحكمة بأن ليس لهم الحق بذلك، ولا زالوا يعتقلوننا، ومستمرّون بقتل الناس، ويجب أن أشكرهم؟!"
وختم قائلا: "الحمد لله، إذا كان هم من رتبّوا ما حصل ليثبتوا للناس أنني لا أزال على قيد الحياة، فهذا جيد، لكن أن يظهروا للناس أنني أقدّرهم فهذا عمل غير صحيح. أشكر الله أنهم لم يصلوا معي لأهدافهم، وأشكر كل من يدعون لي، وجميع الإخوة والأخوات على جهودهم، سائلا المولى التوفيق لهم."
يذكر ان الجيش النيجيري هاجم في عام 2015 حسينية مدينة زاريا، وتم اعتقال الشيخ ابراهيم الزكزاكي مع زوجته، وذكرت المصادر المحلية ان قرابة 1000 شخص قتلوا في تلك المذبحة من بينهم ابن الشيخ الزكزاكي.
وكما يرى مطّلعون، يبدو ان الجماعات الصهيونية والوهابية في نيجيريا كانت تضغط علي السلطات النيجيرية من اجل التخلص من الشيخ الزكزاكي باي شكل كان ، كما تخلصت من أبنائه الثلاثة من قبل ، احمد، وحميد، وعلي عندما أقدمت الشرطة النيجيرية علي إطلاق النار عليهم خلال مشاركتهم في مسيرة يوم القدس العالمي عام 2014 ، الا ان السلطات تراجعت تحت ضغط التظاهرات التي لم تتوقف منذ عامين في العديد من مدن نيجيريا والمطالبة باطلاق سراح الشيخ الزكزاكي والتي كانت ستتحول الي كابوس للسلطات اذا ما رضغت لضغوط الجماعات التكفيرية والصهيونية المتنفذة في نيجيريا.