الوقت- إنعكست تأكيدات دمشق وحلفائها على مواصلة مهمات مكافحة الإرهاب، على الرغم من أفول نفوذ تنظيم داعش خلال العام الماضي، على المشهد الميداني في مطلع العام الجديد.
وبالتوازي مع إقفال ملف غوطة دمشق الغربية باتفاق تسوية في محيط بيت جن، اشتدت المعارك على جبهات الغوطة الشرقية وريف إدلب الجنوب الشرقي.
فقد تابعت قوات الجيش العربي السوري والقوات الرديفة عملياتها في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وبسطت سيطرتها على قرى ومواقع جديدة بعد معارك عنيفة مع "جبهة النصرة" والفصائل المرتبطة بها.
وأكد مصدر ميداني سيطرة الجيش العربي السوري على قرى "رسم شم الهوا" شمال قرية "ابو عمر" و "الزرزور" غرب "رسم شم الهوا" و "النيحة" شرق القرية و "ام الخلاخيل" شمالها.
وأضاف المصدر أن "عمليات تقدم القوات رافقها قصف جوي مكثف استهدف نقاط تجمعات المسلحين الخلفية في كل من معرة النعمان وخان شيخون وسراقب وتل مرديخ ومحيط معرشورين وكفرسجنة والصرمان."
وكانت القوات السورية سيطرت في وقت سابق، الاحد الفائت، على قرية "الخوين الكبير" شمال غرب قريتي "الجدوعية والسلومية" بعد مواجهات مع "جبهة النصرة" والفصائل المرتبطة بها.
من جانبه، أحصى "المرصد المعارض" مقتل 53 مسلحاً من هيئة تحرير الشام والفصائل المرتبطة بها، بنيران الجيش السوري وحلفائه، في ريفي حماه الشمالي الشرقي وإدلب الجنوبي الشرقي، خلال سبعة أيام الماضية.
واتَّهم ناشطون معارضون الفصائل المسلحة المتواجدة في محافظة إدلب وريف حماة الشمالي والشمالي الشرقي، بأنَّهم لم يرموا بثقلهم في المعركة (التي اعتبروها مصيرية ) مع الجيش السوري في ريفي إدلب الجنوبي الشرقي وحماه الشمالي الشرقي.
وذكرت وكالة "سانا" الحكومية أن وحدات من الجيش رفعت صباح الثلاثاء، علم الجمهورية العربية السورية على أعلى قمة في مرتفعات التلول الحمر وثبتت نقاطها في عموم هذه المنطقة الاستراتيجية الواقعة شرق بلدة حضر، التي تعرضت خلال السنوات الماضية لعشرات الاعتداءات والهجمات انطلاقا من هذه التلول، مشيرة إلى أن "التنظيمات الإرهابية" راهنت على هذه الأراضي "لفرض سيطرتها النارية" هناك.
وأوضحت "سانا" أن إحراز هذا التقدم الميداني المهم تم نتيجة عملية عسكرية نفذها الجيش على مدار 3 أشهر أجبر خلالها "المجموعات الإرهابية المسلحة على الاستسلام والرضوخ لشروطه بتسليم أسلحتها الثقيلة ومغادرة مساحات واسعة إيذانا بإعلانها مناطق آمنة"، مضيفة أن هذه الخطوة اتخذت بعد تمشيط هذه الأراضي من قبل القوات الحكومية و"تفكيك ما زرعه الإرهابيون من مفخخات وألغام."
ومهد الجيش السوري عبر ذلك "عودة العائلات المهجرة إلى منازلها وممارسة أعمالها الاعتيادية بعد سنين من التهجير" في هذه المنطقة.
تبدّد أحلام العدو
وتربط منطقة التلول الحمر بين قرى جبل الشيخ ومنطقتي جباتا الخشب ومشاتي حضر في ريف القنيطرة وتقع على طريق إمداد ومحاور تحرك تنظيمات مسلحة تقول الحكومة السورية إنها مرتبطة بـ"كيان الاحتلال الإسرائيلي" باتجاه خان الشيح ومزارعها بريف دمشق الجنوبي الغربي.
وقالت وكالة "سانا" إن الجيش السوري تمكن، عبر هذا التقدم، من "وضع حد لأحلام العدو الإسرائيلي في إقامة ما أسماه بمنطقة عازلة تحت سيطرة تنظيمات إرهابية تكفيرية تابعة له وتنفذ أجنداته المعادية للسوريين."
وفي وقت سابق من اليوم حذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي أيزنكوت، من "الخطورة الكبيرة" للنجاحات الميدانية التي حققتها القوات السورية وحلفاؤها من إيران وحزب الله اللبناني في مناطق جنوبي سوريا.
وقال أيزنكوت: "إنهم يريدون العودة إلى مرتفعات الجولان لتوسيع النجاح الإيراني وخلق وجود أرضي وبحري لإيران في سوريا وإقامة شبكات استخباراتية، ودرجة الخطورة من هذه التطورات كبيرة."
ويأتي هذا التطور في وقت بدأت فيه وسائل الإعلام الإسرائيلية تدق ناقوس الخطر على خلفية ما وصفته بتكثيف قوات الجيش السوري والقطعات الرديفة لها هجماتها على فصائل المعارضة المسلحة في منطقة سفوح جبل الشيخ على الحدود الشمالية من هضبة الجولان.
ونقلت القناة الإسرائيلية الثانية، الأسبوع الماضي، عن إبراهيم الجباوي، المسؤول البارز في "الجيش السوري الحر" قوله: "لقد أمهلونا 72 ساعة للاستسلام ومغادرة المسلحين إلى إدلب والذين يختارون البقاء، سيتوجب عليهم التوصل إلى تسوية."
ولفتت القناة في تقريرها إلى أن "الأجهزة الأمنية الإسرائيلية كانت حذرت منذ وقت طويل من تمركز القوات الإيرانية في سوريا ولبنان، وفي بداية الشهر الجاري، كشف أن هناك ما يستدعي القلق."
وكانت وحدات الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية استعادت السبت الماضي السيطرة على بلدات وقرى عطشان والحمدانية والسلومية وأبو عمر والناصرية إضافة إلى إحكامها السيطرة على تلال الزعتر ومرق وجدوعة بعد تكبيد المجموعات الإرهابية خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد.
وتنفذ وحدات من الجيش منذ نحو شهرين عملية عسكرية في المنطقة الممتدة بين أرياف حماة وادلب وحلب لاجتثاث إرهابيي "جبهة النصرة" أسفرت حتى الآن عن السيطرة على العديد من القرى والبلدات بعد تكبيد التنظيم التكفيري خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد.