الوقت- إستهدفت المقاتلات الصهيونية مواقع للجيش السوري جنوب البلاد في الأيام الماضية، تزامنا مع بدأ العمليات التي يقوم بها مسلحو النصرة في مدينة البعث، الواقعة قرب مرتفعات الجولان المحتل.
ولكي يعطي مسلحو القاعدة الحجة لكيان الإحتلال لشن غاراته، قاموا برمي قذيفة هاون باتجاه اراض خالية من السكان في الكيان، قام العدو بعدها بسلسلة هجمات ضد الجيش السوري تحت ذريعة إسكات تلك النيران.
هذا الدعم "الإسرائيلي" لمسلحي القاعدة في الجنوب السوري ليس أمرا جديدا، فهناك تقارير معتبرة تؤكد التعاون بينهما. ووفقا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة بين شهري آذار وأيار من العام 2014، تدعم "إسرائيل" بشكل ملحوظ المجموعات المسلحة على الأراضي السورية.
في الواقع، المسألة اليوم لم تعد في أصل الإرتباط بين الكيان والمجموعات المسلحة، بل يتركز حول عدم الخوف "الإسرائيلي" من إعلان علاقة كهذه وإظهارها أمام الملأ على عكس السابق.
يبدو أن خروج الصهاينة من خلف ستارهم، وعملهم كقوات جوية للقاعدة في جنوب سوريا، يعود إلى التطورات الميدانية والدبلوماسية فيها. ففي السنة الماضية وخصوصا بعد تحرير مناطق شرقي حلب، بدأت انتصارات الجيش السوري وحلفائه تتصاعد بوتيرة كبيرة.
وبالإضافة إلى التطورات الميدانية، شهد الوضع الدبلوماسي تطورا ملحوظا، حيث انخفض العنف بشكل ملحوظ بعد التوافق الإيراني - الروسي - التركي.
وإن مواقف بعض الدول من المجموعات المسلحة قد تبدلت مع مرور الزمن، فالرئيس الفرنسي ماكرون اعلن الاسبوع الماضي أن دولته لا ترى بديلا شرعيا للأسد. في وقت كان الغرب يشترط رحيل الأسد لحل الأزمة على الأراضي السورية.
جميع هذه التطورات بالإضافة الى كونها تخالف ما يسعى اليه الصهاينة، إلا أن الأزمة التي لا زالت قائمة منذ ست سنوات، أدت إلى فتح جبهة جديدة في جنوب سوريا ايضا، مما يشكل عامل خوف للكيان الاسرائيلي. وقد أعلن مسؤولون علانية أن "إسرائيل" لن تسمح بأن يتحول الجنوب السوري إلى جنوب لبناني آخر.
وبالتالي لم يعد هدف كيان الاحتلال في سوريا إزالة الرئيس الأسد، بل بات يسعى إلى منع تواجد جبهة جديدة في الجولان تذيقه المرارة كما حصل في جنوب لبنان. لذلك فإن تل أبيب لم تعد تستطع أن تراقب مجريات الأحداث من خلف الستار، وهي تشاهد كل يوم هزيمة المجموعات التي تدعمها، وعليها أن تتدخل بشكل مباشر في مواجهة الجيش السوري دعما منها لحلفائها.