الوقت- قال موقع غلوبال ريسيرش الكندي اليوم في مقال للكاتب "أليكس غوركا" انه لدى امريكا نية شن حرب مدمرة مرة اخرى في سوريا وذلك عن طريق استغلال الاكراد والاستمرار في تسليحهم.
حيث قال الموقع أنه وفي تشرين الثاني / نوفمبر، وعدت الولايات المتحدة تركيا بوقف تسليح الميليشيات الكردية في سوريا وأوضح بريت ماكجورك، المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص إلى الائتلاف العالمي لهزيمة الدولة الإسلامية، أنه بعد انتهاء القتال الحضري في الرقة "سيتم إجراء تعديلات على مستوى الدعم العسكري". وقال في مؤتمر صحافي خاص في 21 كانون الأول / ديسمبر الماضي: "كان علينا أن نعطي بعض المعدات - وهي محدودة ومحددة للغاية - وكلها كانت شفافة جدا لحليفنا في الناتو، تركيا". وفي يونيو / حزيران، تم تزويد الأكراد ميليشيا وحدات حماية الشعب في شمال سوريا بعدد من الاسلحة بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.
لكن الأسلحة المتطورة سوف تستمر في إرسالها إلى سوريا في عام 2018، بما في ذلك الآلاف من قاذفات الصواريخ المضادة للدبابات وصواريخ حرارية وقاذفات الصواريخ. وكانت وزارة الدفاع الامريكية قد اعدت قائمة بالاسلحة والمعدات كجزء من ميزانية الدفاع لعام 2018 ووقعها ترامب يوم 12 ديسمبر. وتضم اكثر من 300 مركبة غير تكتيكية و 60 مركبة غير قياسية و 30 مركبة والمساعدة في تشييد البؤر الاستيطانية أو مناطق العمليات، ويتضمن مشروع قانون الإنفاق الدفاعي في الولايات المتحدة لعام 2018 ("المبرر لعمليات الطوارئ في الخارج للعام المالي 2018 / الدولة الإسلامية في العراق والصندوق السوري لتدريب وتجهيز المعدات") توفير أسلحة بقيمة 393 مليون دولار للشركاء الأمريكيين في سوريا. وعموما، فإن 500 مليون $، أي ما يقرب من 70 مليون $ أكثر من العام الماضي، تنفق على سوريا بين متطلبات ومعدات. والشركاء هم القوات الديمقراطية السورية التي يسيطر عليها الأكراد اي إن وحدات حماية الشعب - وهي المجموعة التي تشكل مصدر قلق رئيسي لتركيا - هي العمود الفقري لهذه القوة.
ولا تشير الميزانية إلى القوات الديمقراطية السورية، ولكنها تقول بدلا من ذلك "المعارضة السورية" ووفقا لقائمة الموازنة، هناك 25،000 من قوات المعارضة المدعومة كجزء من برنامج التجهيز في سوريا، ومن المقرر زيادة هذا العدد إلى 30،000 في عام 2018. وتسليح المسلحين الأكراد بالصواريخ المضادة للدبابات هو موضوع حساس بسبب اعتماد تركيا على الدبابات المدرعة ليوبارد في شمال سوريا.
وكشف طلال سيلو، وهو قائد سابق رفيع المستوى والمتحدث باسم قوات الدفاع الذاتي التي تدعمها الولايات المتحدة، والذي انشق عن المجموعة الشهر الماضي وذهب إلى تركيا، تفاصيل الولايات المتحدة عن تسليح الجماعة الكردية.
ولا تتضمن القائمة تفاصيل عن المجموعات السورية التي ستحصل على قطع معينة من المعدات. في شمال سوريا، فهناك قوات الدفاع الذاتي، بما فيها وحدات حماية الشعب، والائتلاف العربي السوري- وهي مجموعة من المقاتلين العرب الذين تم دمجهم في قوات الدفاع الذاتي. وتعمل جماعات مغاوير الثورة في الجزء الجنوبي الشرقي من سوريا. ويجري تدريبهم من قبل مدربين أمريكيين وبريطانيين على معبر التنف الحدودي بين سوريا والعراق.
وإلى جانب قوات الدفاع الذاتي والمجموعات التي تم تدريبها فى التنف، تقوم الولايات المتحدة حاليا بإنشاء جيش سوريا الجديد لمحاربة قوات الحكومة السورية. ويجري التدريب في مخيم الحسكة السوري على بعد 70 كيلومترا من الحدود التركية و 50 كيلومترا من حدود العراق.
ورفضت حوالي 40 من جماعات المعارضة السورية في 25 ديسمبر حضور مؤتمر سوتشي المزمع عقده فى روسيا المقرر عقده فى يناير. وقالوا ان موسكو التي تنظم المؤتمر تسعى الى تجاوز عملية السلام التي تقوم بها الامم المتحدة في جنيف بالرغم من ان مبعوث الامم المتحدة في سوريا ستيفان دي ميستورا قال ان خطة روسيا لعقد المؤتمر يجب تقييمها بقدرتها على المساهمة بالدعم بمحادثات جنيف التي تقودها الامم المتحدة حول انهاء الحرب في سوريا، وإذا بدأ القتال، فمن المحتمل أن تنضم هذه المجموعات إلى التشكيلات التي أنشأتها الولايات المتحدة.
لذلك، فإن الولايات المتحدة لا تحتفظ فقط بوجودها العسكري غير الشرعي في سوريا بل تخلق قوى جديدة لمحاربة الحكومة السورية، ويبدو أنها تستعد لحرب جديدة وإن الاستمرار في تسليح وتدريب الميليشيات الكردية لن يحسن علاقات واشنطن مع أنقرة، في حين أن الامر سوف يؤدي إلى تقويض مصداقية الولايات المتحدة كشريك لتركيا.