الوقت- لا يعيش الأدباء والكتاب كغيرهم من الناس لأسباب تتعلق بطريقة فهمهم الخاصة للحياة ومعانيها وأبعادها وكيفية التعامل معها والعيش فيها، وفي كثير من الأحيان يفتح لنا هؤلاء الأدباء والكتاب آفاقا جديدة في أذهاننا ويشيرون لنا إلى مواضيع حساسة ذات أهمية كبيرة لم تكن قبلا محط اهتمامنا، وفي مقابل هذه الحياة الاستثنائية التي يعيشها هؤلاء الكتاب والأدباء نجد أغلبهم يموت بطريقة غريبة واستثنائية أيضاً.
غابرييل غارسيا ماكيز
البداية مع هذا الكاتب الاستثنائي الذي فارقنا منذ قرابة الثلاث سنوات عن عمر ناهز الـ 87 عاما، وعند وفاته أحرق جثمانه دون إعطاء أي تفاصيل أخرى، وبعد حرق جثمانه أعيد رفاته إلى مسقط رأسه في كولومبيا ودفن في ميناء كرتخينا على شاطئ البحر الكاريبي، وقد وضع رفات كاتب الروايات الشهير داخل نصب تذكاري مع تمثال لرأس غابرييل ماركيز من البرونز موضوع عليه.
وأوضحت قناة BBC التلفزيونية أن جزءا من رفات ماركيز نقل إلى كولومبيا بينما أبقي الجزء الآخر في المكسيك حيث عاش الكاتب أكثر من 30 عاما، وتوفي غابرييل غارسيا ماركيز في مكسيكو في 17 أبريل/نيسان عام 2014. وكانت كرتخينا موقعا لأحداث روايته المتمتعة بالشعبية القصوى وهي "الحب في زمن الكوليرا". ولا تزال عائلة ماركيز تمتلك منزلا في ضواحي المدينة.
لوي ألتوسير
الفيلسوف الفرنسي الشهير الذي عاش 32 عاما من حياته مع زوجته بهلن ريتمان إحدى المناضلات وكانت تكبره بثمان سنوات إلا أنهما تزوجا وظلت بهلن رفيقة حياته إلى أن قتلها عام 1980!
ويعتبر ألتوسير أحد أهم الفلاسفة الماركسيين في القرن الماضي، وكان المنظِّر الأهم في الحزب الشيوعي الفرنسي حيث كان عضوًا فيه. بعد مروره بنوبات مرض نفسي وعقلي قام بقتل زوجته خنقًا، لا يوجد شهود في القضية إلا أن ألتوسير قال أنه لا يتذكر ما حدث، قائلًا أنه بينما كان يدلك عنق زوجته اكتشف أنه خنقها فماتت. لم يتم تحميل ألتوسير أية مسائلة قانونية على أعماله ولم يحاكم، أدخل إلى مستشفي سانت ـ آن النفسي، ليموت وحيدا عام 1990.
فريدريك نيتشه
الفيلسوف والشاعر الألماني الشهير نيتشه الذي لم يكن أحد يعتقد أن الحال ستنتهي به مجنونا أو لاجئا في ملجأ بسبب جنونه، حتى نيتشه نفسه لم يكن يعتقد أنه سيصاب بالجنون اذ كان يعتقد أنه شخصٌ عبقري غير بقية البشر، يؤكد في إحدى كتبه أن اسمه سيقترن يوما ما بشئٍ سيكلف الانسانية كلها ثمنًا باهظًا، لكنَّ الجنون كان نهاية نيتشه.
قضى نيتشه آخر11 عاما من حياته مجنونا، بعض الكتاب يرون أن لقصة جنونة علاقة بحبه لـ لوسالوميه، الفتاة التي أحبها حبًا جمًا لكنها رفضته وتزوجت من شابٍ يدعي تشارلز أندرياس. تسببت حادثة لوسالومية لنيتشه بموقف معادٍ للمرأة ـ اشتهرت به فلسفته ـ حيث اعتبرها فخًا صنعته الطبيعة.
قبل وداعها الأخير لنيتشه قبَّل نيتشه قدميها لكي لا تتركه لكنها ذهبت، كانت تلكَ الحادثة ذات تأثير كبير. قبل موته وجد نيتشه يهاجم حصانًا في الشارع بلا أي سبب. توفي عام 1900 وترك عدة مؤلفات مؤثرة في الفسلفة من بعده، إلا أنه لم يكتب عن الجنون بالطبع!
فيديريكو جارثيا لوركا
لوركا لم يكن فقط شاعرا وإنما كان رساما وعازف بيانو وملحنا أيضا، كما أنه كتب عدة مسرحيات، إلا أن مقتله العجيب كان بانتظاره لينهي حياته على يد ديكتاتور أسبانيا.
ذكرت الأسباب الرسمية لإعدام لوركا وهي كونه جمهوري معادٍ لفرانكو وكونه مثلي جنسيا، حسب بعض الكتابات المتأخرة فإن لوركا كان ضحية أعداء والده التاجر الكبير، بعض الكتاب الآخرون يذكرون أن لوركا كان ضحية عداوات بين عشيرته وعشائر أخرى، وقتل لوركا في الثمانية والثلاثين من عمره على يد قوات الديكتاتور فرانكوا في أغسطس 1936 ولكن لم يجدو جثته بعد ذلك.
إرنست همنجواي
إنه الكاتب الذي تتسم شخصياته دوماً بالمثابرة والصبر، تعتبر الشخصية الأساسية في أغلب روايات همنجواي شخصية بطل يتحمل المصاعب دون أدنى شكوى أو ألم. نال همنجواي جائزة نوبل في الأدب عام 1954 بعد كتابته روايته الأشهر “الشيخ والبحر” والتي تنضح بالأمل والصبر والمثابرة.
في آخر حياته بدأ همنجواي في المعاناة من اضطرابات عقلية، في أحد الأيام وجدته زوجته يحمل بندقية في حالة عصبية، قامت بتهدئته وبعثته إلى المستشفي ليعالج. أطلق سراحه من المشفى وبعد خروجه بيومين أطلق النار على نفسه من بندقيته المفضلة لديه.