الوقت-بعد التدهور الكبير لصحة آیة الله الشيخ عيسى قاسم اهتمت الصحف الغربية بهذا الخبر ومن ضمنها صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية حيث أشارت الى تدهور الحالة الصحية للمرجع الديني الشيعي الاعلى في البحرين في ظل استمرار فرض الاقامة الجبرية وتهديده بالترحيل من بلده من قبل أقلية سنية حاكمة".
وذكرت الصحيفة الأمريكية في تقريرها:"ان الوضع الصحي الصعب الذي يمر به الشيخ قاسم وصل الى مرحلة خطيرة في ظل قمع النظام البحريني له ووضعه قيد الاقامة الجبرية ومنع الاطباء من معالجته أو أخذه الى المستشفى لمعالجته ومنع زيارته".
وأضافت الصحيفة قائلة:" ومع ذلك، لم يسمح آل خليفة بنقله إلى المستشفى، ومن غير الواضح ما إذا كان سيسمح أساسا بهذه الخطوة. ويعتقد أنصار هذا الرجل الشيعي البارز أن الحكومة البحرينية اعتقلته عمدا ووضعته قيد الإقامة الجبرية دون خوف من النفي". فأين الانسانية؟!
وبحسب الصحيفة:"يقول ناشطون في مجال حقوق الإنسان إن الشيخ عيسى قاسم، الزعيم الروحي الشيعي البحريني، يحتاج إلى العلاج في المستشفى والعلاج الطبي العاجل لاستعادة صحته والا وضعه الصحي سيتدهور كثيرا".
ولفتت :"انه في مثل هذه الحالة فان تدهور صحة الشيخ عيسى قاسم سيؤدي بالتأكيد الى مزيد من الاضطرابات في البلاد الغنية بالنفط، والحليف المقرب للمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة مما يجر البلاد الى المجهول".
وأكملت قائلة :" الشيخ قاسم ، الذي تخطى عمره اكثر من 70 عاما، يعاني من العديد من المشاكل الجسدية، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والسكري، ويعاني من الإجهاد المستمر والدم، بسبب الشيخوخة".
السلطات البحرينية تضيق الخناق على الشيخ قاسم
وبحسب ما ذكرت الصحيفة :"أن عائلة الشيخ عيسى قاسم طالبت من رجال الشرطة الذين حاصروا منزله خلال الايام القليلة الماضية على الموافقة على وصول الاطباء الى منزل اية الله لكن لم يتم الرد على طلبهم بل العكس تماما، تم جلب المزيد من قوات القمع البحرينية لمحاصرة المنزل".
ومن جهته الشيخ ميثم سلمان رجل دين بحريني بارز آخر، في بيان صادر عن الحكومة البحرينية، (مسؤولا مباشرة عن حماية الشيخ عيسى قاسم) حذر من أنه إذا حدث ذلك بسبب عدم وصول الشيخ الى المستشفى للعلاج، فسيكون النظام الخليفي مسئولا أمام الشعب البحريني.
الاحتجاجات بدأت منذ 2011 ضد أل خليفة
وفي سياق متصل قالت الصحيفة:" ان البحرين شهد احتجاجات واسعة النطاق من الأغلبية الشيعية منذ اضطرابات عام 2011 في العالم العربي، ولكن تم قمع الاحتجاجات دائما من قبل مؤسسات الشرطة والأمن التابعة للحكومة البحرينية ، والمعروفة ب "الإفراط في استخدام القوة". فأين المجتمع الدولي وأين حقوق الانسان في زمن صمت فيه الكثيرون؟
وفي الوقت نفسه": الشيخ قاسم هو واحد من النقاد للنظام البحريني الظالم، وبسبب هذه الانتقادات، رفضته وزارة الداخلية في عام 2016".
وأردفت الصحيفة قائلة" الشيخ قاسم واحد من 480 مواطنا بحرينيا حرموا بشكل غير قانوني من جنسيتهم منذ عام 2012 بسبب احتجاجهم على سلوك آل خليفة الذين عاثوا فسادا وبطشا بشعبهم".
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول :" منظمة "فريدوم هاوس" صنفت البحرين في قائمة الدول “غير الحرة” ومن بين أسوأ دول العالم في حرية الصحافة نظرا للقيود المفروضة على الصحافة وفقر تغطية الإعلام الدولي للأحداث، الأمر الذي يزيد من تعقيده منع عدد من الصحفيين البارزين من دخول البلد".
"هافينغتون بوست": نشطاء اجتماعيون منعوا من مغادرة البلاد
ومن جهتها ذكرت صحيفة "هافينغتون بوست" ان النظام الحاكم يمنع النشطاء من مغادرة البلاد حيث قالت": توجه المدافع عن حقوق الإنسان "نضال السلمان" إلى مطار البحرين بالقرب من العاصمة المنامة ليسافر إلى دبي حيث تم إيقافه و منع من السفر".
لم تكن مفاجأة كبيرة. وقال السلمان للصحيفة إنه قد منع بالفعل من مغادرة البحرين خمس مرات هذا العام، وهو واحد من عشرات النشطاء الذين تريد حكومة البحرين اسكاتهم بسبب ما قد يخبرون العالم الخارجي به عن القمع الكبير في البلاد.
السلمان تحدث للصحيفة قائلا:"فحصوني في البداية، ولكن عندما وصلت إلى الهجرة قيل لي يجب عليك الانتظار. ثم جاء رجل شرطة في منتصف العمر وقال بأدب "عذرا - لا يمكنك السفر. أنت ممنوع من السفر "سألت لماذا فقال انه لا يعلم وينبغي أن تحقق مع النيابة العامة".
إن حظر السفر هو وسيلة مفيدة بشكل متزايد لنظام البحرين لمنع النشطاء من التحدث في الأمم المتحدة، والحكومات الأخرى، وإلى وسائل الإعلام الأجنبية. انها وسيلة سياسية نسبيا من ضرب الناس،وتعتبره الحكومة رادع منخفضة التكلفة لمنع انتقاداتها في الخارج.
صحفي أمريكي:منعت لسنوات من دخول البحرين..والسبب؟!!
وفي ذات السياق كشف الصحفي الأمريكي الكاتب في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية نيكولاس كريستوف أن حكومة البحرين منعته لسنوات من دخول أراضيها معلِّلًا ذلك بخوفها من وجود شهود على قمعها.
وفي تغريدة له على موقع التواصل الإجتماعي تويتر قال كريستوف: “منعتني البحرين من دخولها منذ سنوات، فالحكومة لا تريد أن يقدم شهود تقاريرا عن قمعها لحقوق الإنسان”.