الوقت- مسلسل التعديات على الحريات الدينية في البحرين يتكرر والاضطهاد الديني يأخذ مداه، فبعد منعها إقامة صلاة الجمعة في الدراز للأسبوع الثاني والستين، تواصل قوات النظام البحريني لليوم السابع على التوالي حملتها على المظاهر العاشورائية، فالمصلى وعالي وكرزكان والمعامير والدراز ومناطق أخرى من البحرين تشهد غارات يومية على اللافتات والرايات الحسينية، بينما يقابل احتجاج المواطنين على التعديات باطلاق كثيف من قنابل الغاز ورصاص الشوزن، الذين يؤكدون تمسكهم بشعائر عاشوراء معتبرين أن التعديات تعمق قناعتهم بالسعي لتحقيق الحرية والعدل على خطى الإمام الحسين بن علي عليهما السلام.
حقوق يكفلها الدستور
ففي هذا العام وكما كل عام تحارب سلطة البحرين مواطنيها الذين يمارسون حقوقهم الدينية التي يكفلها لهم دستور البلاد والذي ينص على أن الإسلام هو الدين الرسمي وأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، كما تنص المادة 22 من الدستور على حرية الضمير وحرمة العبادة وحرية القيام بشعائر الأديان والمواكب والاجتماعات الدينية وفقا للعادات المرعية في البلد، ومع ذلك فقد وضعت الحكومة قيودا صارمة على ممارسة هذا الحق، بل تتعاطى كدولة بوليسية بامتياز محرضة على الكراهية كما وصفها معارضون.
الدعاء ممنوع
هذا وأكدت بعض المصادر أنه تمَّ التحقيق مع عدد من مسؤولي المآتم والحسينيات من قبل السلطات البحرينية حول الدعاء لأعلى مرجعية دينية في البحرين والجزيرة العربية سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم.
وأفادت قناة اللؤلؤة البحرينية أنه ولليوم الثاني على التوالي يتم استدعاء مسؤولين في مآتم منطقة الدراز والتحقيق معهم لساعاتٍ طويلة وتهديدهم بالاعتقال إذا تم الدعاء لسماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم أو رفع صوره أثناء قراءة المجالس الحسينية أو أثناء المواكب العزائية.
المعارضة تستنكر
من جهته استنكر تيّار الوفاء الإسلاميّ في بيانه الصادر يوم الإثنين 25 أيلول 2017 استمرار اعتداءات النظام الخليفيّ وعناصره على مظاهر عاشوراء، والجماهير المؤمنة، عبر تهديد المسؤولين، وقمع المعزين، وإزالة المظاهر العاشورائيّة من القرى، ومهاجمة مراسم العزاء داخل السجون، معتبرًا أنّ ذلك يدخل في إطار سياسة العداء الممنهج للسلطة الخليفيّة تجاه الشعب الأصيل، وشعائره الدينيّة.
أما جمعية الوفاق البحرينية فقد اعتبرت أن التعديات على المظاهر العاشورائية تعكس حجم العزلة بين الحكم والشعب في البحرين وجاء في بيانها: "نتقدم بأحر العزاء والمواساة لشعبنا الكريم في ذكرى شهادة سيدنا ومولانا أبي عبد الله الإمام الحسين بن علي (ع) سِبْط الرسول الأكرم (ص) ونحيي جماهير أمتنا الذين يستنفرون كل طاقاتهم في إحياء هذه الذكرى العظيمة."
وأكد على "ضرورة الحضور الحاشد في الحسينيات والمواكب والفعاليات العاشورائية واستنهاض الهمم والعزائم بِمَا يعزز كل مفاهيم الثورة الحسينية المباركة التي تشكل مشروعاً إنسانياً رائداً على مستوى الفرد والمجتمع في مختلف مجالات وآفاق الحياة سياسياً وثقافياً واجتماعيا ومعنوياً."
وتابع بيان الجمعية: "في الوقت الذي يسوق فيه النظام للشعارات الفضفاضة داخليا وخارجيا وعبر افتتاح مؤسسات وارسال وفود تتحدث عن احتضان البحرين للتسامح الديني، تشهد عدة مناطق في البحرين استمرار السلطة لسياسة الإضطهاد الطائفي والتعصب العنصري، حيث تم تسجيل 43 انتهاكا للمظاهر العاشورائية، من بينها التعدي على الرايات واليافطات العاشورائية والمضائف في 15 منطقة، والاستدعاء أو الاعتقال التعسفي لتسعة عشر مواطنا من بينهم مسؤولين في الحسينيات وأهالي والإفراج عنهم لاحقا."
إنفتاح على اليهود
اللافت في السياسة البحرينية أن النظام يغازل اليهود رغم أقليتهم، إذ يتراوح عددهم ما بين 36 إلى 40 شخصاً، وقريبا سيترأس الحاخام مارك شناير، وهو حاخام المعبد اليهودي في مدينة هامبتون الأميركية، بعثةً يهودية إلى البحرين، بعد دعوته من قبل الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
شناير في حواره مع صحيفة جيروزاليم بوست الصهيونية، قال: "خلال زياراتي العديدة للبحرين للقاء الملك حمد بن عيسى آل خليفة والعائلة المالكة، دُعِيتُ عدة مرات لجلب طائفتي إلى البحرين، حتى يتسنَّى لهم رؤيتها واختبار مدى إخلاص المملكة لسكانها الأصليين من المجتمع اليهودي، ومدى التزامها بالحوار بين الأديان والتعاون بينها". وقد ناقش الملك أيضاً خطط إنشاء متحفٍ للتسامح الديني في المنامة بحلول عام 2018.
فأين "إخلاص المملكة لسكانها الأصليين" من الشيعة الذين يعانون شتى أنواع التنكيل وسلب الحريات وهم يمثلون الغالبية الساحقة من سكانها!؟ وعن أي تسامح ديني يتحدثون!؟