الوقت – ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، ان دولاً عربية إتفقت سراً مع الكيان الصهيوني الغاصب لدعم استقلال كردستان العراق المزعوم والمُقرر اقامته في 25 سبتمبر، وينطبق على هذا الإجراء المثل المشهور القائل ان "عدو عدوي هو صديقي".
ووفقاً لصحيفة تايمز، لقد دعمت إسرائيل بشكل علني، والسعودية بشكل سري، الاستفتاء المزعم اقامته في كردستان العراق، معتبرة أن كلا البلدين يعتقدان أن انفصال كردستان سيجعلهما يحظيان بمزايا وجود وكيلٍ لهما يشارك إيران حدوداً جبلية ممتدة.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بشأن استقلال الاقليم عن المركز: " ان اسرائيل تدعم الجهود الكردية المشروعة من أجل الوصول الى دولتها المستقلة".
كما صرح وأعلن مسؤولون إماراتيون، بمن فيهم ابتسام الكتبي، رئيسة مركز الإمارات للسياسات، التي وقّعت على مذكرة تفاهم مع إقليم كردستان في العراق في الفترة التي سبقت الاستفتاء، موقفها المؤيد لدعم إنفصال كردستان والمساعدة في تنظيم عملية الاستفتاء.
وقالت هذه المسؤولة الاماراتية في تصريحاتها، إن أبوظبي ستعترف بهذا الاستقلال في حال تم الإعلان عن قيام دولة كردستان في شمال العراق.
أما تركيا التي تستقر دباباتها على الحدود المشتركة مع العراق، فقد دعا أكبر أحزاب المعارضة بها، الى إمهال مسعود بارزاني، رئيس المنطقة الكردية في العراق، فرصة لمدة 24 ساعة لوقف الاستفتاء.
واضافت الصحيفة: "تكمن صعوبة هذا الموضوع في أنه اذا تم إجراء الإستفتاء فذلك لن يؤدي الى إعلان الاستقال فورا، بل ستؤدي الى مفاوضات طويلة مع بغداد".
واضافت الصحيفة: ان الجدل الدائر في الازمة حول المصالح التي تتنافس عليها الدول لا يعود بالنفع على الشرق الاوسط ولا يحل الازمة.
هذا وقد ظهرت مؤخرا تصريحات ومواقف من قبل المسؤولين في الكيان الصهيوني تتماشى مع رغبة الاكراد في الانفصال، حيث قالت وزيرة القضاء الإسرائيلية إيليت شاكيد، في وقت سابق، إن وجود دولة كردية يعتبر مصلحة إسرائيلية وأمريكية. ويأتي ذلك بعد إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تأييده لاستقلال إقليم كردستان العراق. حيث أبلغ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الكونغرس الأمريكي بأنه يدعم استقلال إقليم كردستان عن العراق، خلال لقاء جمعه مع وفد مكون من 33 عضواً في الكونغرس بقوله أنه "يؤيد إقامة دولة كردية مستقلة في أجزاء من العراق".
كما صرّح وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان سابقاً، خلال لقائه في باريس بوزير الخارجية الامريكي، جون كيري، بأن "قيام دولة كردية شمالي العراق بات حقيقة". وجاء ذلك بعد ساعات معدودة من تصريح مشابه للرئيس الإسرائيلي المنتهية ولايته، شمعون بيريز، الذي طالب خلال لقائه الرئيس الامريكي باراك أوباما، بالاعتراف بدولة كردية مستقلة، لأن الأكراد اليوم يبيعون النفط بشكل مستقل، وهو ما قد يعرضهم لعقوبات قانونية دولية في حال عدم انفصالهم واستمرارهم ببيع النفط بالطريقة هذه.
كذلك رحب الوزير الإسرائيلي السابق جدعون ساعر بقرار الأحزاب الكردية في العراق اجراء استفتاء في الخامس والعشرين من شهر سبتمبر / أيلول الوشيك بعد إعلانهم عن ذلك، بخصوص الانفصال عن العراق وإعلان استقلال الإقليم الذي يحظى بحكم ذاتي. وحث جدعون ساعر المنتمي لحزب الليكود الحاكم، والذي شغل منصب وزير التربية ووزير الداخلية في حكومة نتنياهو قبل ان يستقيل من منصبه بعد خلاف معه، حث الحكومة الإسرائيلية الحالية " لدعم محاولات الاكراد الانفصال".