الوقت – ذكر الجنرال الروسي المتقاعد والرئيس السابق لوزارة التعاون الدولي بوزارة الدفاع الروسية، ليونيد ايفا شيف، اليوم الثلاثاء: "لا شك اليوم في ان تنفيذ خطة الشرق الاوسط الكبير التي طُرحت في دورة الرئيس الأمريكي السابق بوش الإبن، لا زالت مستمرة وقائمة حتى يومنا هذا.
واضاف ليونيد: ان واشنطن تؤيد إنفصال كردستان العراق عن هذا البلد، على الرغم من ان المسؤولين الامريكيين يفضلون في العلن دعم الحكومة المركزية في بغداد.
وقال ايفا شيف: ان بعض المسؤولين الامريكيين عارضوا إستفتاء استقلال كردستان العراق، بيد ان ذلك ليس اكثر من حرف وتضليل الرأي العام .
وواصل الخبير الروسي: ان الولايات المتحدة الأمريكية تأمل بتقسيم العراق وسوريا، وهذا هو السبب في أنها تدعم سراً تنظيم داعش الإرهابي. وهناك أدلة غير قابلة للإنكار تُثبت دعم الولايات المتحدة لهذا التنظيم الإرهابي وتُفنّد ادعاءات واشنطن بمكافحة الإرهاب.
كذلك اضاف: ان الولايات المتحدة تدعم ايضا بوضوح وعلناً، بعض الجماعات المسلحة والارهابية بما فيها الجيش السوري الحر وتدعم المسلحين الاكراد وذلك بالتزامن مع خططها الرامية الى تقسيم سوريا الى مناطق عديدة.
وشدد المسؤول الروسي السابق: "إن وجود القوات الأمريكية في العراق وسوريا يشكل خطرا على أمن وإستقرار هذه الدول وسيادتها، وان الادعاء بأنها تكافح الإرهاب وسعيها للقضاء عليهم، هي غطاء وذرائع تستخدمها إدارة واشنطن لتنفيذ مؤامراتها وخططها المشؤومة لتشكيل دول أصغر من خلال اللجوء إلى تقسيم الدول وتفتتها، كي تتمكن من السيطرة على المنطقة وإدارتها وفق سياستها لنهب وسرقة ثروات وموارد الشرق الاوسط.
وواصل حديثه قائلاً: أن جهود الولايات المتحدة وحلفائها في حالات مماثلة أخرى، بما في ذلك أفغانستان وليبيا واليمن، قد أوجدت وضعا سيئا للغاية لهذه البلدان، حيث يستفيد الغرب من هذه الأوضاع المأساوية لتلك البلدان لصالحه.
وقال ايفا شيف ايضاً: ان اهم خطوة تستطيع دول المنطقة القيام بها في الوضع الراهن لمنع تنفيذ المخططات والمؤامرات الأمريكية المشؤومة والمدمرة، هي تنسيق اجراءاتها وسياساتها وتجنب العداء والنزاع فيما بينهم.
وواصل أستاذ الجغرافيا السياسية حديثه في إشارة إلى زيارة رئيس جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان الى جمهورية ايران الاسلامية وقال: "إن هذه الخطوة والمحادثات الهامة التي جرت في طهران، تأتي تماشياً مع التنسيق الإقليمي، وهي خطوة جيدة حيث يمكنها أن تكون عائقا أمام تنفيذ سياسات الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط.
وأضاف الخبير الروسي ايضا: ان روسيا ايضا تقف بوجه المشاريع الامريكية الخبيثة في المنطقة وان موسكو تصُب كافة تركيزها لوقف تنفيذ خطة الشرق الاوسط الكبير.
واستمر قائلا: إن تعاون روسيا مع إيران، وإلى حد ما تركيا، ومساعدات موسكو وطهران إلى سوريا، قضى على فرصة انتصار الإرهابيين المدعومين من الغرب في سوريا حيث تلقت هذه الجماعات الإرهابية هزائم شديدة قصمت ظهرها.
وقال ايفا شيف رئيس مركز الدراسات الجيوسياسية (الجغرافيا السياسية) في ختام حديثه: "ان هذه الجهود يجب ان تستمر حتى انتصار سوريا الكامل وتحقيق السلام والاستقرار فيها، ويجب على الدول الاخرى في المنطقة أيضاً التصرف بنفس الطريقة وإتخاذ ذات الإجراءات حتى يخرج زمام المبادرة في الشرق الأوسط من يد الولايات المتحدة وحلفائها الذين يسعون بدورهم الى تقلُد مفاتيح السلطة والهيمنة في الشرق الاوسط لتنفيذ مخططاتها.
هذا وكان قد حذر بعض الخبراء من زيادة التوترات والتجاذبات بين الولايات المتحدة وجمهورية روسيا حيث حذروا من أن المناورات العسكرية الروسية المتعاقبة، وإعادة توزيع القوات البرية على طول الحدود الغربية لروسيا مع باقي دول أوروبا، وإرسال طائرات مقاتلة إلى سوريا وأسطول روسي كبير إلى المتوسط ودعم الجيش الليبي بقيادة المشير حفتر، إنما هي جميعا مؤشرات على أن فصلا جديدا من الحرب الباردة بين البلدين يستعر تحت الرماد.