الوقت- فضحت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية جرائم السلطات السعودية بحق أهل العوامية أنها حصلت على معلومات حول ما يجري في العوامية، بناء على ما أفاد به نشطاء سعوديون محليون أجرت معهم مقابلات استثنائية.
وكتبت "الإندبندنت": إن تلك "المعركة السرية" بدأت منذ وصول الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى السعودية في مايو الماضي، وسط تغطية إعلامية قليلة جدا لتلك الأحداث سواء من داخل المملكة أو خارجها.
ونقلت "الإندبندنت" عن سكان البلدة قولهم، إنه قتل نحو 25 شخصا جراء قصف المدينة ونيران القناصة، مشيرة إلى أنه "من الصعب التحقق من المعلومات المتعلقة بالعوامية، لأنه من غير المسموح لوسائل الإعلام الأجنبية الاقتراب من تلك المنطقة دون مرافقة مسؤولين حكوميين"، موضحة بأن : هذا يعني أن العالم يعتمد في تغطية أحداث العوامية على ما تنقله وسائل الإعلام الحكومية السعودية، خاصة وأن مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي لا يمكن الاعتماد عليها كمصدر للمعلومات".
وقد نشر نشطاء محليون صورا مزعومة للشوارع وهي تغطيها الأنقاض ومياه الصرف الصحي، التي تبدو وكأنها ساحة معركة في سوريا لا مدينة لدولة خليجية متخمة بالنفط، ما يثير شكوكا حول مصداقيتها.
عندما وصل ترامب إلى السعودية بَذَلَ المسؤولون جهداً هائلاً لترويج فكرة وحدة العالم المُسلم، وأشار النقاد آنذاك إلى أن التحالف المُساهم في بؤس اليمن بقيادة السعودية قد قضى بالفعل على فكرة العالم المُسلم، وفق تقرير لصحيفة الإندبندنت البريطانية.
وبالنظر لما هو أقرب من اليمن، كانت الحكومة السعودية قد بدأت لتوّها آنذاك حرباً على بلدةٍ في شرق المملكة المتململ - وهي معركة مازالت دائرةً حتى الآن رغم تلقيها قدراً ضئيلاً من التغطية الإعلامية سواء داخل المملكة المحافظة أو خارجها.
طُوِّقت بلدة العوامية المعروفة بسُكَّانها الشيعة - وهي بلدة موجودة منذ 400 عام في محافظة القطيف شرقي المملكة ويقطن بها 30 ألف شخصٍ تقريباً - بحواجزٍ وضعتها أجهزة الأمن منذ أدّت محاولاتٍ لإخلاء بعض السكان لنشوب عنفٍ في العاشر من مايو/أيار الماضي.
ومنذ ذلك الوقت تدهور الوضع سريعاً في العوامية. ويُفيد السكَّان المحليون بأنَّ 25 شخصاً على الأقل قد قُتِلوا جرَّاء القصف أو برصاص القناصة، وتبدو صورٍ يُزعَم أنها لشوارع العوامية المتناثرة بالأنقاض والطافحة بمياه المجاري أقرب لمشهدٍ من سوريا وليس من مدينة خليجية ثرية بالنفط.
ويفيد تقرير إعلامي لـbbc بأن مئات من السكان يفرّون حالياً من بلدة العوامية بعد أسابيع من الاشتباكات بين بعض المسلحين وقوات الأمن.
ويَصعُب التأكُّد من صحة أية معلومات آتية من بلدة العوامية، إذ لا يُسمح لوسائل الإعلام الأجنبية بالاقتراب من المنطقة دون مرافقين حكوميين. ما يعني أنَّ العالم يعتمد في هذا الأمر على وسائل الإعلام الحكومية السعودية الخاضعة لرقابة شديدة، وعلى المواقع الإخبارية ذات التوجّه الشيعي، والشبكات الاجتماعية في الحصول على أية لمحة عمَّا يحدث هناك.
وبذلك، لا يُمكِن التأكُّد من صحة الصوّر البشعة لجروحٍ جرّاء رصاص القنَّاصة ولدمارٍ لحق بالمحلّات والبيوت على نحوٍ منفصل.