الوقت- منذ اندلاع الثورة البحرينية عام 2011 والمستمرة الى يومنا الحاضر لازال الشعب البحريني يعتمد على وسائله السلمية في التعبير عن رفضه لنظام آل خليفة فالمظاهرات السلمية والاعتصامات الصامتة لم تتوقف رغم ممارسات نظام آل خليفة، هذا النظام الذي تعرض لادانات عديدة من مؤسسات حقوق الانسان نتيجة ممارساته التي استخدمها ضد المدنيين وفي السجون حيث يتعرض المعتقلون فيها الى أشد أنواع التعذيب والاضطهاد حتى أن امريكا وبريطانيا طالبتا بتحسين وضع المعتقلين.
وليست النساء البحرينيات بمستثنيات من التعذيب حيث نقلت صحيفة الاندبندنت عن الطبيبة البحرينية "رولا الصفار" والتي تعرضت للاعتقال نماذج من التعذيب الذي تتعرض له المعتقلات البحرينيات، وذكرت الصفار للصحيفة أن المعتقلات يتعرضن للتعذيب الشديد المتوالي ولصدمات كهربائية ولضرب بالأسلاك ولاعتداءات جنسية خلال استجوابهن في سجون آل خليفة.
ونقلت الصحيفة عن الصفار قولها "لقد كان كابوسا، لقد تعرضت لصدمات كهربائية وللضرب بالأسلاك ولم يسمحوا لي بالنوم لثلاثة أيام".
وأضافت "أنها حصلت على زجاجة مياه واحدة للشرب خلال جلسات الاستجواب التي استمرت أسبوعا أما الإذن بالذهاب إلى دورة المياه فكان يتوقف على مزاج رجال الأمن"، وصرحت الصفار قائلة: شاهدت خلال مدة احتجازي ما لا يقل عن 250 معتقلة، تتراوح أعمارهن بين 13 و 16 عاما، ألقين في السجن دون ان يتم علاج إصاباتهن.
الدكتورة ندى ضيف مثالاً آخر على ممارسات آل خليفة والتي لاحظت بعد أن خرجت من زنزانتها التي احتجزها فيها نظام آل خليفة أن العديد من المعتقلات كُنَّ يتناقلن صفات مشابهة للمرأة التي كانت تعذبها.
ضيف حاولت بالتعاون مع النساء المفرج عنهن جمع صفات تلك المرأة التي كانت تتولى أمر التعذيب للوصول اليها ومحاكمتها في حال الاستطاعة، ومن خلال هذه البحوث والجهود توصلت ندى وصديقاتها الى صفات تلك المرأة حيث كانت قصيرة وبدينة وبعدها اكتشفن أن اسمها نورا آل خليفة وهي أحد أفراد نظام آل خليفة.
ندى بعد خروجها من السجن أسست منظمة لمساعدة البحرينيات اللاتي تعرضن للسجن من قبل نظام آل خليفة وللتخفيف عن مشكلاتهم النفسية، وأجرت مقابلات مع بعضهن حول كيفية اعتقالهن وتعذيبهن في السجون.
أجرت ندى محادثة مع ايات القرمزي وهي احدى النساء اللواتي تعذبن على يدي نورا، وتروي القرمزي: كنت أُلقي الشعر في احدى المسيرات النسائية، فجأة سحبوني واقتادوني الى السجن حيث بقيت اسابيع عديدة دون أن يعلم أحد أي خبر عني، وتتابع القرمزي: حتى أن الكثير من الناس تناقلوا خبر مقتلي.
وعن التفاصيل تتحدث ندى: لم أدرك في الوهلة الأولى أنها امرأة فصوتها كان خشناً وكانت تستخدم ألفاظاً مخلة بالآداب وكانت عيناي مغمضتين، وتتابع القرمزي: لقد كانت تشتمني وتضربني بيدها على وجهي بقوة واحيانا استخدمت المكنسة في ضربي كما كنت أتعرض للتعذيب بالكهرباء. وعن كيفية تعرف القرمزي على وجه نورا تقول: ضربتني على وجهي مرة بقوة فانزاح الغطاء عن عيني فرأيت وجهها.
نورا هي بنت ابراهيم آل خليفة وهي تتولى منصب رئاسة ادارة مكافحة المواد المخدرة في البحرين وهي من عائلة نظام آل خليفة وشاركت بتعذيب العديد من المعتقلات البحرينيات وتسببت بموت امرأتين على أقل تقدير.
وفي النهاية وبعد ثبوت العديد من الأدلة التي تدين نورا آل خليفة، اضطر نظام آل خليفة نتيجة الضغوط الشعبية الى ارسال نورا الى محاكمة نالت فيها البراءة بحجة أن الشاهدين الأصليين لهم سوابق سجن ليكون بذلك قد تم اطلاق العنان للممارسات اللاانسانية التي يستخدمها نظام آل خليفة ضد الشعب البحريني والتي لا تستثني لا رجالاً ولا نساء.