الوقت- تحولت فلسطين مرة أخرى إلى ساحة للمغامرات الصهيونية. ولربما سرقت الأحداث في سوريا والعراق جميع الأضواء، فلم يعد هنالك من فسحة للإهتمام بالقضية الفلسطينية، إلا أن سلسلة الأحداث الأخيرة في المسجد الأقصى أتت لتؤكد مرة أخرى على أن القضية الفلسطينية ما تزال أهم القضايا والقضية الأولى في العالم الإسلامي.
ففي هذا الصدد أغلق الجنود الإسرائيليين بأوامر من رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" أبواب المسجد الأقصى بوجه الزائرين والمصلين الفلسطينيين منذ يوم الجمعة 14 حزيران إلى يوم الأحد الماضي، ورغم إعادة فتحه إلا أنهم نصبوا بوابات لتفتيش المصلين على مداخل المسجد. وأغضبت إجراءات الكيان الإسرائيلي التعسفية الفلسطينيين بينما قام جنود كيان الإحتلال بإطلاق النار على المتظاهرين، وإرتقى العديد من الشهداء والجرحى الفلسطينيين خلال هذا القمع الدموي. في حين سافر ممثل الحركة الإسلامية في فلسطين "ناصر أبو شريف" إلى طهران وإلتقى عدداً من مسؤولي الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتباحث معهم حول الأوضاع الحالية للقدس والمسجد الأقصى.
وبدون أدنى شك إن أكبر خطر يواجه العالم الإسلامي وخاصة القضية الفلسطينية هو الغفلة عن مخاطر الكيان الإسرائيلي وتهديده المنطقة. التهديدات التي بدأت بإغتصاب أرض فلسطين و تهجير شعب من وطنه. وفي سياق هذه المؤامرة، تمثلت الخطوة التالية في حركة منظمة للإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، في حين مال تزال الخطة الثالثة تتبلور في تنفيذ خطة تخريب وتدمير المسجد الأقصى أولى القبلتين عند المسلمين. وتعبر هذه المؤامرات عن حقيقة تحول الكيان الإسرائيلي إلى مقر للتخطيط وتصدير الإضطرابات والقلاقل وإنعدام الإستقرار والأمن في المنطقة والعالم ومصدر أساسي لبث الخطر فيهما. وتكفي هذه القرائن لجذب الإنتباه حول ضرورة وأهمية القضية الفلسطينية. والتي سعت الجمهورية الإسلامية دائماً لعدم طمسها وساعدت في بقائها قضية العالم الإسلامي الأولى. فما إقامة يوم القدس العالمي كل عام والمساعي الإيرانية في الهيئات والمحافل الدولية لإيصال رسالة المظلومية الفلسطينية إلا بياناً للمسؤولية التي حملتها إيران على عاتقها.
وفي هذا السياق، فقد أكد "آية الله السيد علي خامنئي" قائد الثورة الإسلامية في شباط 2017 خلال الخطاب الذي ألقاه في مراسم إفتتاح المؤتمر الدولي السادس لدعم الإنتفاضة الإسلامية في طهران على أن الفتن والحروب الأهلية المفروضة على المنطقة تهدف إلى تضييع القضية وإضعاف التمسك بالغاية السامية والمقدسة والتي تتمثل بتحرير القدس، حيث قال: "أولئك الذين أنشأوا الكيان الصهيوني في المنطقة ليحولوا دون إستقرار وثبات وتطور المنطقة من خلال فرض صراع طويل المدى، وهذا ما نراه موجوداً في بنية هذه الفتن الحالية".
وبلا شك إن مؤامرة نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس والتوسع الإستيطاني والتوسع في إحتلال الأراضي الفلسطينية ومنع رفع الأذان في الأراضي المحتلة وتكثيف الإجراءات التعسفية الحالية التي تهدف إلى تقييد دخول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى، ماهي إلا أجزاء أخرى من المخطط الصهيو-أمريكي. لكن الحقيقة شعشعت عالياً على لسان "بهرام قاسمي" المتحدث بإسم وزارت الخارجية الإيرانية عندما صرح بأن القدس الشريف والمسجد الأقصى يعود للشعب الفلسطيني ولجميع مسلمي العالم دائماً وأبداً.