الوقت- اعلن موقع ديبكا فايل الاستخباراتي الإسرائيلي يوم الثلاثاء الماضي بأن القوات العسكرية الروسية تتجهز من اجل التقدم نحو مدينة القنيطرة السورية خلال الأيام المقبلة للتمركز في مناطق الحدود بين سوريا وإسرائيل.
واعرب هذا الموقع الاستخباراتي الإسرائيلي بأن هذا العمل الذي يقوم به الجيش الروسي يدل على عدم احترامه لإسرائيل، حيث كتب : يجب على القوات الروسية مراقبة المنطقة الثانية بدون إيجاد التوترات في المناطق الواقعة في جنوب شرقي سوريا وذلك من اجل رعاية ومراقبة عملية وقف إطلاق النار التي تم الاتفاق عليها بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء عقدهما جلسة مباحثات في مدينة هامبورغ الألمانية في السابع من شهر تموز الحالي.
ويجدر الإشارة هنا بأن مدينة القنيطرة تقع على بُعد خمسة كيلومترات من الحدود الإسرائيلية وفي هذه المنطقة تتمركز قوات الجيش الإسرائيلي.
ومن ناحية أٌخرى أشار موقع "ديبكا" الاستخباراتي الإسرائيلي في وقت سابق إلى أن روسيا بدأت في بناء قاعدتها الجديدة في بلدة رأس الوعر جنوب شرقي سوريا، والمحاذية للحدود العراقية، مشيراً أن القاعدة ستتيح لروسيا السيطرة على المناطق الواقعة جنوبي شرقي سوريا المضطربة وعلى حدودها. وفي السياق نفسه أشار هذا الموقع أيضا إلى أن روسيا لم تجهز القاعدة العسكرية بالكامل حتى الآن، بل اقتصر العمل فيها على تحصينها من خلال بناء سواتر ترابية وإسمنتية في محيطها، إضافة لوضع تجهيزات اتصالات ومراقبة، كما تحتوي أيضاً على مدرعات وآليات ومدافع ثقيلة وراجمات صواريخ. وأضاف أنه يوجد في القاعدة حالياً خبراء روس وإيرانيين، إضافة لعناصر تابعة للمليشيات الإيرانية والعراقية. والجدير بالذكر أنه حتى الآن لم تعلن روسيا بعد عن تأسيس تلك القاعدة، كما لم يصدر أي تعقيب من أمريكا على القاعدة التي لا تبعد كثيراً عن قواتها الموجودة في جنوب سوريا.
ومن ناحية أٌخرى كتب موقع "ديبكا فايل" الإسرائيلي أيضا : لقد أجرت الحكومة الإسرائيلية في تل أبيب اتصالات مكثفة مع كلا من الحكومة الأمريكية والروسية وأبلغتهما بأنها ترفض بشدة تواجد أي قوات روسية في مناطق الحدود القريبة من مدينة القنيطرة. وعلى الرغم من ذلك، فان القادة العسكريين الأمريكيين والروس الذين يقومون بتنسيق تنفيذ وقف إطلاق النار اتفقوا على المضي قُدما في هذا الانتشار الروسي، بفرضه على إسرائيل وضد إرادتها. وكانت الحجة التي قدمها الجانبان هي أن وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه الأسبوع الماضي ليتم تطبيقه في المنطقة الأولى، أي في جبهة درعا على الحدود الأردنية، معرض للانهيار في أي وقت إذا لم يتم دعمه في المنطقة الثانية أي في القنيطرة. ولكن المنطقتين تختلفان في جوانب رئيسية، كما تؤكد المصادر العسكرية والاستخباراتية.
وفي الوقت الذي أشار هذا الموقع الإسرائيلي إلى تصريحات وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" التي صرح بها يوم الاثنين الماضي لوسائل الإعلام خلال عقدة مؤتمر صحفي، فلقد كتب هذا الموقع: لقد تم إلغاء البند الذي يجبر إيران والمليشيات التي تقوم بدعمها على التمركز في مناطق تبعد مسافة 40 كيلومتر من منطقة القنيطرة، من هذا الاتفاق بدون الاهتمام ومراعاة الطلبات العاجلة التي قدمتها الحكومة الإسرائيلية.
وفي الختام كتب موقع ديبكا الإسرائيلي : نظرا لعدم وجود التزام جدي بين ترامب وبوتين حول هذا المسألة، فلقد صارت إسرائيل مكشوفة تماما لقوات إيران وحزب الله في المنطقة الحدودية الواقعة على مرتفعات الجولان وأيضا صارت مكشوفة لقوات الجيش الروسي الموالية لهذه القوات الإيرانية في المناطق الجديدة التي صار يسيطر عليها. وتجد الإشارة هنا بأن هذا الخطر هو الذي دفع برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى التعبير عن المعارضة الإسرائيلية لقرار وقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها إلى باريس يوم الاثنين الماضي، بعد محادثات أجراها مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. وفي محاولة واضحة لتهدئة مخاوف إسرائيل، أدلى وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف ببيان غير اعتيادي لدبلوماسي روسي أذ قال: "أجزم باننا فعلنا كل ما بوسعنا، كما أن الجانب الأمريكي بذل كل ما بوسعه لضمان بأن المصالح الأمنية الإسرائيلية في هذا الإطار سيتم آخذها بعين الاعتبار".