الوقت- حاول وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون جهده لإبراز قوة حاملة الطائرات الجديدة "الملكة اليزابيث" فبدل أن يتحدث أن قدراتها العسكرية أشار إلى جمالية تصميمها في مقابل الحاملات الروسية، فأتى الجواب الحاسم من داخل بريطانيا ليؤكد له أن حاملة الطائرات البريطانية الباهظة التكلفة عاجزة أمام الصواريخ الرخيصة الروسية والصينية والسبب جمالها.
فقد نقلت صحيفة "ديلي ميل" عن المعهد الملكي للخدمات الدفاعية الموحدة (RUSI) تقريرا يسلط الضوء على قدرة حاملات الطائرات البريطانية التي كلفت 6.2 مليار جنيه استرليني، حيث يقول التقرير أن هذه الحاملات باهظة الثمن ضعيفة أمام الصواريخ الرخيصة بعيدة المدة الروسية والصينية.
حسب تقرير المؤسسة فإن خصوم بريطانيا التاريخيين ومن خلال تكنولوجيات بسيطة يستطيعون تعطيل البرامج الدفاعية البريطانية، ومن ضمن هذه المنظومات الدفاعية حاملة الطائرات الجديدة الملكة اليزابيت التي يمكن لهم استهدافها وتعطيلها.
تضيف المؤسسة: صواريخ تبلغ كلفتها أقل من 500 ألف جنيه استرليني تستطيع تعطيل حاملة طائرات قيمتها 3.1 مليار جنيه استرليني، والحكومة البريطانية بدل التركيز على رفع إمكاناتها الدفاعية تركز على تجهيزها بأنظمة هجومية. تعتبر المؤسسة وهي من أهم مراجع الفكر والتخطيط الدفاعي في بريطانيا أن توسيع دائرة التكنولوجيات العملياتية الهجومية أدى لايجاد خلل في التوازن التجهيزي بين النظم الدفاعية والهجومية.
هذا وقد ذكر تقرير المؤسسة أن إيران واحدة من الدول التي حصلت من روسيا على صواريخ بعيدة المدى مضادة للسفن والأهداف البحرية. ويضيف التقرير إيران تمتلك وتصنع أيضا صاروخ هرمز-2 الذي يتمتع بسرعة ما فوق الصوت وهو صاروخ بالستي مضاد للسفن، ويجب أخذه بعين الاعتبار في برامج التطوير الدفاعي الخاص بالقوات البحرية البريطانية.
يقول التقرير أن القدرات الدفاعية البريطانية التي استُثمر فيها 16 مليار جنيه استرليني بدأت تصبح ضعيفة وبشكل متزايد في مواجهة أسلحة رخيصة وبتقنيات متدنية روسية وصينية، من خلال صواريخ بعيدة المدى ودقيقة الإصابة، تستهدف تدمير وتعطيل إمكانات معدودة وضخمة يمتلكها الغرب.
حسب هذا التقرير الصادر عن أهم مراكز التحقيق في الأمور الدفاعية في بريطانيا، فإن العامل الآخر المقلق هو الوضعية البريطانية الدفاعية فيما يخص الفضاء، فبريطانيا تمتلك القدرة على صناعة الأقمار الصناعية التجسسية وإرسالها إلى الفضاء وهي تستفيد من هذا الأمر دفاعيا، يقول التقرير أن هذا الأمر بات موضع بحث يومي وفي حالة منافسة مع آخرين مما يضعف هذه القدرة البريطانية.
يُذكر أن بريطانيا كانت قد أطلقت أكبر حاملة طائرات إنكليزية في أواخر حزيران يونيو الماضي بعد استكمال بنائها وتجهيزها في قاعدة بحرية في اسكتلندا شمال البلاد، وقد أعلن مسؤولين بريطانيين أن هذه الحاملة يمكن لها نقل 24 طائرة مقاتلة كما أن رادارت مقاتلات الـF35 والرادارات المجهزة بها تستطيع تحديد هدف بحجم كرة البيليارد عن بعد 20 كيلومتر. كما أنها مجهزة برشاش فالانكس (Phalanx) بقطر 20 مم الذي يستطيع إطلاق ثلاثة آلاف طلقة في الدقيقة.
يُشار إلى أن حاملة الطائرات "الملكة إليزابيث" يبلغ طولها 280 مترًا، وتزن 65 ألف طنً، وعرفت بأنها أطول قطعة بحرية في تاريخ الأسطول البريطاني البحري وقد استغرق بناؤها ثمان سنوات. وحسب مكتب المراجعة الوطنية البريطاني فإن الإعلان عن إبحار هذه الحاملة لا يعني إدخالها الفعلي في الخدمة بل إن تشغيلها يبدأ عام 2026م بسبب مشاكل فنية لا زالت تعاني منها هذه الحاملة.
هذا وكان "إيغور كوناشينكوف" المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية وتعليقا على كلام لوزير الدفاع البريطاني الذي أشاد بالحاملة الجديدة وبقدراتها وجمالية تصميمها مهاجما نظيرتها الروسية "كوزنيتسوف". قد اعتبر أن الحاملة الجديدة ليست سوى هدف سهل وضخم الحجم في البحر بعكس حاملة الطائرات الروسية التي تم تجهيزها بنظام دفاع جوي ونظام مضاد للغواصات إضافة لصواريخ مضادة للسفن.