الوقت- داخل الكيان الاسرائيلي الذي يلفظ أنفاسه تظاهر المئات في تل أبيب خلال اليومين الماضيين، احتجاجا على بطء سير التحقيقات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المتهم في قضايا فساد.
وتمرّ الحكومة الصهيونية بحالة التقوقع وتغير المفاهيم والنظريات الامنية بعد هزائمها في حروب غزة ولبنان، لم تعد تحتمل بقاء شخص بمواصفات نتنياهو المتهم بالفساد، الأمر الذي دفع المعارضة الاسرائيلية الى المطالبة برحيله.
فساد شامل
وفي هذا السياق كتبت صحيفة "يديعوت أحرنوت" إن تظاهرة ضمّت المئات، نظّمت أمام منزل النائب العام والمستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيخاي مندلبليت، في مدينة "بيتاح تيفكا"، بالقرب من تل أبيب، احتجاجا على بطء سير التحقيقات ضد نتنياهو، متهمين المسؤولين بالمشاركة في عرقلة العملية.
وفي مدينة "العفولة" شمال الاحتلال انطلقت تظاهرة أخرى في ساحة الاستقلال، ضمّت العشرات ممن طالبوا بتسريع التحقيقات مع بنيامين نتنياهو، في قضايا فساد.
وتعمل حكومة تل أبيب على تبطيء التحقيقات بشأن فساد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إذ لم توجه له أي اتهامات رسمية حتى الآن.
وتمثّلت اتهامات فساد نتنياهو بتلقيه هدايا من رجال أعمال أثرياء خلافا للقانون، واتفاقه مع ناشر صحيفة "يديعوت أحرونوت" "أرنون موزيس" على أن يقوم بتغيير نمط تغطية أخبار رئيس الوزراء مقابل التضييق على صحيفة "إسرائيل هيوم" المنافسة.
ولائحة الإتهام بـ"فساد نتنياهو" تشمل أيضا، قضية متعلقة بصفقات شراء غواصات وسفن حربية من ألمانيا بشكل غير قانوني.
وكان قد نفى نتنياهو على الدوام أن يكون ارتكب أي أعمال فساد، معتبرا ما يجري محاولة من الإعلام وخصومه السياسيين لإسقاط حكومته.
ثقة نتنياهو المعدومة
يذكر أنه في وقت سابق توعّد زعيم المعارضة الإسرائيلي "اسحاق هرتسوغ"، بأنه سيجري اتصالات من أجل حشد واسع داخل الكنيست لسحب الثقة من الحكومة الإسرائيلية.
وكان هرتسوغ قد أكد أن المعسكر الصهيوني يعمل على تغيير بنيامين نتنياهو برئيس وزراء معتدل وذي مسؤولية.
آخر فرص نتنياهو
كما توقّع أعضاء في كنيست الإحتلال إجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل، وقال عضو الكنيست، عمير بيرتس، إنه يتوقع أن تجري الانتخابات خلال عام 2018.
وتعرّض نتنياهو لهجمات شنيعة من قبل معارضة بلاده، حيث أشار "يعكوب بيري" وزير العلوم السابق وعضو الكنيست عن حزب "هناك مستقبل" المعارض، الى أن تواصل التحقيقات ضد نتنياهو يجب أن يؤدي به إلى مكان واحد هو الإستقالة.
وفي وقت سابق من العام الماضي وجّه "بيري" كلامه لنتنياهو قائلا: لا يمكن لأي مسؤول أن يدير قضايا دولة إسرائيل الحساسة والمعقدة في وقت ينشغل فيه مع محاميه ومحققيه، موضحا أن توجيه لائحة اتهام ضده يعتبر سببا كافيا للطلب منه تقديم استقالته من قيادة إسرائيل.
كما وجّه عضو الكنيست عن حزب العمل المعارض "إيتان كابل" نقدا لاذعا لنتنياهو، قائلا فيه أنه الوحيد القادر على الانتصار على نتنياهو في حال أجريت انتخابات برلمانية مبكرة، لأن أيا من المرشحين الآخرين لرئاسة حزب العمل مثل "يتسحاق هرتسوغ" و"عمير بيرتس" لن يستطيعا التفوق على نتنياهو في الانتخابات القادمة.
وأما رئيس الائتلاف الحكومي الصهيوني "ديفد بيتان" فقد لفت الى أن التحقيقات التي تُجرى مع نتنياهو لم تسفر عن شيء، زاعما أن المعارضة تريد إسقاطه بدون إجراء انتخابات، لكنه سيبقى في منصبه وسيقاتل من أجل إثبات براءته وسينتصر في هذه المعركة، متوقعا ألا توجه ضد نتنياهو لائحة اتهام.
إلا أن المحامي "إلداد يانيف" الذي سيترشح لزعامة حزب العمل الصهيوني ردّ مؤكدا: إن نتنياهو يعمل على تخريب الديمقراطية الإسرائيلية، داعيا إلى تنظيم انتخابات مبكرة داخل المعارضة الإسرائيلية لاختيار زعيمها لرئاسة الحكومة القادمة.