الوقت- أعلنت البعثة الآثارية الوطنية السورية، الاربعاء، عثورها على لوحة فسيفساء تبلغ مساحتها نحو 50 مترا تعود للقرن الرابع للميلاد، في بلدة برهليا بوادي بردى التابعة لمنطقة الزبداني.
وبحسب المتخصصين الأثريين السوريين، فأن اللوحة كانت تشكل أرضية لقاعة كبيرة لها باب عريض مؤلف من مدخل واسع في الوسط ومدخلين جانبيين أضيق وتتضمن مشاهد فنية وزخارف هندسية ونباتية ورمزية نفذت بقطع حجرية صغيرة الحجم ذات ألوان متعددة وبتقنية عالية المستوى حيث تدل هذه الزخارف على أن تاريخ اللوحة يعود إلى نهاية العصر الروماني وبداية العصر البيزنطي وتشير إلى غنى الموقع الأثري بالعمارة من قصور ومعابد وأديرة وكنائس وغيرها.
من جانبه قال مدير آثار ريف دمشق، محمود حمود، أن أهمية اللوحة تأتي من كونها الأولى من نوعها في منطقة دمشق وريفها وتدل على أهمية الموقع الأثري الذي كان عاصمة لمملكة عرفت باسم أبيلينيه خلال عصر الدولة السلوقية في القرون الثلاثة قبل الميلاد ثم باسم أبيلا خلال العصرين الروماني والبيزنطي.
وأضاف المتخصص السوري أن هذه الدولة أسسها الأيطوريون وهم قبيلة عربية سكنت منطقة سلسلة جبال لبنان الشرقية واتخذت من عنجر مقراً ومن بعلبك مركزا دينيا لها ووصل نفوذها من الحرمون جنوبا وحتى قارة شمالاً وتدل كثافة الآثار التي تمتد على ثلاث قرى متجاورة في الوادي هي سوق وادي بردى وبرهليا وكفر العواميد على أهمية هذه العاصمة وعلى كثافة السكن فيها، لافتا إلى أنه تم العثور في نفس الموقع على لوحة مشابهة نقلت إلى المتحف الوطني بدمشق قبل سنتين.
يذكر أن الموقع تعرض لعمليات واسعة من التنقيب غير الشرعي خلال السنوات السابقة ما أدى إلى الكشف عن مئات المدافن والقبور الأثرية ونهب محتوياتها.