الوقت- ضمن آخر التطورات الحاصلة على جبهة الموصل مع اقتراب تحرير المدينة من تنظيم داعش الارهابي، قام الجيش العراقي باتباع تكتيكات قتالية جديدة، في حين أعرب رئيس الوزراء العراقي عن أن المعركة أثبتت أن سكان الموصل يرفضون المسلحين والمتطرفين.
وفي الموصل القديمة اتبعت قوات مكافحة الإرهاب العراقي بحسب الفريق الركن "عبد الغني الأسدي"، تكتيكات قتالية تختلف عن غيرها من المناطق الأخرى، الأمر الذي أدى الى دحر إرهابيي تنظيم داعش بشكل سريع .
وفي تصريح خاص لقناة الحرة الأمريكية، كشف الأسدي: إن المدينة القديمة عبارة عن مانع طبيعي، بسبب ازدحام البنايات مايحول دون دخول أي آليات عسكرية إليها، مؤكدا في الوقت نفسه أن بضعة أيام فقط تفصل عن إعلان حسم المعركة ضد داعش في الموصل .
ولفت القائد العراقي إلى أن التنظيم الارهابي أقام موانع أخرى في الموصل القديمة، ماجعل المنطقة بالمصطلح العسكري عبارة عن موانع مركبة، لافتا إلى أن ذلك شكل ثقلا على القوات العراقية التي كانت حريصة على الحفاظ على أرواح وممتلكات المواطنين .
إفلاس داعش
وتابع الفريق الركن الأسدي: إن داعش وصل إلى حالة من الإفلاس ونحن خيرناهم إما الاستسلام أو الموت، وكثير منهم اختار الموت فيما تسلل بعض الدواعش المحليين مع النازحين قبل أن يكشف أمرهم خلال التدقيق الأمني.
والملفت في تحرير الموصل بحسب القائد العراقي أن السكان رحبوا "بحرارة عالية"، بكافة قطعات الجيش وقوات مكافحة الإرهاب المشاركة في العملية إذ كانت لديهم فكرة عن سلوكها.
عودة السكان
من جانبه اعتبر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أن المعركة التي استغرقت شهورا لتحرير ثاني أكبر المدن العراقية من قبضة تنظيم داعش، أظهرت أن سكان مدينة الموصل مع الدولة العراقية ولا يقفون في صف الإرهاب.
وأكد العبادي لسكاي نيوز: إن المعركة أثبتت أن سكان الموصل يرفضون المسلحين والمتطرفين، وأشار رئيس الوزراء العراقي الى أن القوات العراقية واصلت تقدمها نحو آخر معقل لتنظيم داعش في الموصل الاربعاء.
وبشأن إعادة ترميم المدينة المدمّرة من معارك القضاء على داعش، أصدر العبادي تعليمات بإعادة بناء المدينة وإعادة الإستقرار بمناطقها التي تحررت بالفعل من التنظيم الإرهابي.
يذكر أن العبادي أعلن منذ أقل من أسبوع نهاية ما يسمى "تنظيم داعش" بالرغم من أن القتال لا يزال متواصلا في البلدة القديمة بالموصل.
وتبعد القوات العراقية 250 مترا فقط عن نهر الفرات بعد السيطرة على مجمع المستشفى الرئيسي في الموصل يوم الاثنين الماضي.
أفول داعش
على جانب التنظيم الارهابي ذكر مصدر محلي في محافظة نينوى، يوم الثلاثاء، بأن تنظيم داعش أعدم 200 مدني حاولوا الهروب من قضاء تلعفر غرب مدينة الموصل.
وتابع المصدر العراقي لقناة السومرية نيوز: إن 200 مدني من أهالي تلعفر (55 كم غرب الموصل) حاولوا ترك القضاء والهروب نحو المناطق التي تسيطر عليها القوات الأمنية في محافظة نينوى، لكن عناصر داعش أمسكوا بهم قبل أن يتمكنوا من الخروج.
وأكد المصدر أن المدنيين قُدّموا الى ما تسمى المحكمة الشرعية في تلعفر، وحكمت عليهم بالإعدام لتركهم أرض الخلافة المزعومة، مبينا أن التنظيم نفذ الحكم، أمس الثلاثاء، بحق المدنيين.
احتضان المدنيين
وأما الجيش العراقي فقد قام يوم أمس الثلاثاء، بفحوصات أمنية تزامنا مع عودة سكان الموصل إلى منازلهم في المناطق المحررة.
وفي صور نشرتها وكالة رويترز للأنباء، ظهر الوضع الصحي السيء الذي يعاني منه النازحين في الموصل وخاصة الأطفال.
وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري حرّرت قوات الرد السريع العراقي، أطفالاً احتجزهم تنظيم "داعش" في مستشفى حي الشفاء في الجانب الايمن من مدينة الموصل.
وظهر أن هؤلاء الاطفال هم من قضاء تلعفر، حيث لفت أحدهم ان "ابويه قتلهما التنظيم في وقت سابق".
وكانت قد أبطأت قوات مكافحة الارهاب العراقية يوم الثلاثاء، تقدمها في المستطيل المتبقي من الموصل الذي لاتزيد مساحته على 300 متر، بسبب وجود عشرة آلاف مدنيا محاصرين مع الدواعش.
ومنذ بدء الهجوم قبل أكثر من ثمانية شهور وجد سكان الموصل أنفسهم وسط إطلاق النار ويستهدفون عن عمد من قبل داعش. الأمر الذي أدى لمقتل ونزوح نحو 900 ألف شخص أي نحو نصف سكان الموصل قبل الحرب.
وفي الصور بانت عظام الأطفال الذين يعانون من "جفاف شديد"، بينما ينهار كبار السن على الطريق. وفي الكثير من الحالات لا يجدون أي شيء للأكل سوى القمح المغلي.