الوقت - علن نادي ليفربول يوم الاثنين تعاقده مع ألكسندر إيساك قادما من نيوكاسل يونايتد في صفقة قياسية بريطانية منهيا بذلك ملحمة طويلة تسببت في خلاف بين المهاجم السويدي وفريقه السابق منذ بداية الموسم.
وبضم إيساك في عقد طويل الأمد تبلغ قيمته وفقا لوسائل إعلام 125 مليون جنيه إسترليني (168.86 مليون دولار)، يرتفع إنفاق ليفربول في سوق الانتقالات إلى أكثر من 450 مليون جنيه إسترليني.
ويتفوق هذا المبلغ على المبلغ الذي دفعه تشيلسي لضم إنزو فرنانديز والبالغ 107 ملايين جنيه إسترليني وكذلك على 115 مليون جنيه إسترليني دفعها النادي اللندني لضم لاعب الوسط مويسيس كايسيدو.
وقال إيساك: “كانت رحلة طويلة للوصول إلى هنا. لكني سعيد للغاية لكوني جزءا من هذا الفريق وهذا النادي وكل ما يمثله”.
وأضاف: “إنه شيء أفخر به وأتطلع للدفاع عن ألوان ليفربول. أنا سعيد لأن الأمر انتهى ويمكنني العودة إلى العمل”.
وصل إيساك إلى نيوكاسل قبل ثلاث سنوات قادما من ريال سوسيداد وأثبت نجاحه الكبير بأهدافه التي ساعد بها النادي مرتين في التأهل لدوري أبطال أوروبا وإنهاء فترة صيام استمرت 70 عاما للفوز بلقب محلي في نهائي كأس الرابطة الموسم الماضي.
لكن سرعان ما تدهورت مكانة اللاعب السويدي في النادي بعد أن أوضح اللاعب السويدي رغبته في الرحيل وتم تجميده فعليا، ولم يشارك في المباريات الافتتاحية لنيوكاسل هذا الموسم ولم يتدرب حتى مع الفريق الأول.
وأكد نيوكاسل رحيله في بيان مقتضب مكون من 37 كلمة اليوم الاثنين.
وسيتنافس الدولي السويدي مع المهاجم الفرنسي أوجو إيكيتيكي، الذي تعاقد معه ليفربول مقابل 69 مليون جنيه إسترليني، والذي بدأ بالفعل مشواره بقوة.
وسجل إيساك 23 هدفا في الدوري الموسم الماضي ليقود نيوكاسل للعودة إلى دوري أبطال أوروبا بعد احتلاله المركز الخامس، كما سجل في نهائي كأس الرابطة ضد ليفربول ليمنح نيوكاسل أول لقب محلي لهم منذ 70 عاما.
ولم ينضم اللاعب إلى نيوكاسل في جولتهم التحضيرية للموسم الجديد، واضطر إلى التدرب بشكل منفصل في مواجهة متوترة مع النادي والتي وصفها المدرب إيدي هاو بأنها “موقف خاسر للجميع”.
واتهم إيساك نيوكاسل بخرق الوعود وتضليل المشجعين في بيان أكد فيه رغبته في مغادرة النادي الواقع في شمال شرق البلاد قائلا إن هذا التغيير في “مصلحة الجميع”.
وفي حين أن خط هجوم ليفربول لا يزال بقيادة الدولي المصري محمد صلاح، والصفقة الجديدة إيكيتيكي التي بدأت في التألق، فإن بيع لويس دياز وداروين نونيز والوفاة المأساوية لديوغو جوتا جعلت خيارات المدرب أرنه سلوت محدودة.
لذا فإن قدوم اللاعب الذي وصفه قائد نيوكاسل برونو غيمارايش الموسم الماضي بأنه “أفضل مهاجم في العالم” سيكون دفعة هائلة لآمال ليفربول في الفوز بلقبين متتاليين للمرة الأولى منذ 1984.
وقال إيساك الذي خاض 52 مباراة دولية “أعتقد أن لدي الكثير لأقدمه، أعتقد أن لدي الكثير لأطوره. أنا مهاجم ولكنني أريد دائما أن أعطي أكبر قدر ممكن للفريق، خاصة الأهداف. أريد الفوز بكل شيء. نعم، (بهذه البساطة)”.
نادي النخبة
عندما تغلب نيوكاسل على ليفربول 2-1 ليفوز بكأس الرابطة في مارس، وسجل إيساك الهدف الثاني في ويمبلي، بدت شعبيته لدى جمهور فريقه السابق لا تتزعزع.
ويحظى المهاجمون بتبجيل لا مثيل له في سانت جيمس بارك، وانضم إيساك إلى نادي النخبة الذي يضم أمثال جاكي ميلبرن، ومالكوم ماكدونالد وآلان شيرر وبيتر بيردسلي.
ومع 62 هدفا في 109 مباريات بما في ذلك 54 هدفا في 86 مباراة في الدوري الإنكليزي الممتاز، فإن أرقام إيساك تقارن بشكل إيجابي مع أفضل من ارتدى القميص الأبيض والأسود الشهير.
وقد سجل 23 هدفا في الدوري الموسم الماضي ليقود نيوكاسل للعودة إلى دوري أبطال أوروبا باحتلاله المركز الخامس.
لكن في غضون أسابيع قليلة، تسبب المهاجم في تنفير أولئك الذين كانوا يعشقونه بسبب دوره في المواجهة التي وصفها مدرب نيوكاسل إيدي هاو بأنها “خاسرة للجميع”.
كان من الواضح أن شيئا ما كان يختمر عندما لم ينضم إيساك إلى نيوكاسل في جولته الآسيوية التحضيرية للموسم الجديد مع انتشار شائعات عن اهتمام ليفربول المتوج حديثا باللقب باللاعب.
وبعد رفض عرض ليفربول الأولي، أُجبر إيساك على التدرب بعيدا عن الفريق الأول ولم يكن ضمن تشكيلة الفريق في المباريات الثلاث الافتتاحية في الدوري التي هتفت فيها جماهير نيوكاسل ضد اللاعب السويدي.
واختير إيساك ضمن فريق العام لرابطة لاعبي كرة القدم المحترفين لكنه لم يحضر حفل توزيع الجوائز معللا عدم حضوره بتأثره “بكل ما يحدث”.
وتعمق الخلاف عندما اتهم إيساك نيوكاسل بمخالفة الوعود وتضليل المشجعين في بيان قال فيه إن التغيير كان في “مصلحة الجميع”.
ورد نيوكاسل قائلا إنه لم يكن هناك أي التزام من قبل النادي بالسماح ببيعه في الصيف.
وأسفرت زيارة ليفربول إلى ملعب سانت جيمس بارك في أول مباراة لنيوكاسل على أرضه في أجواء مشحونة حيث فاز الضيوف 3-2 وهز إيكيتيكي، الذي كان نيوكاسل يرغب في التعاقد معه ربما كبديل لإيساك، الشباك لصالح ليفربول.
وقبل ساعات من تلك المباراة وصل رئيس مجلس إدارة نيوكاسل ياسر الرميان إلى النادي وقيل إنه كان ضمن وفد من النادي لإجراء “محادثات سلام” مع إيساك لكن لم يكن هناك عودة إلى الوراء.