الوقت- قتل وأصيب عدد من المدنيين السودانيين جراء قصف مدفعي شنته قوات الدعم السريع على مخيم للنازحين في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي البلاد. بموازاة ذلك أعلنت الأمم المتحدة أن السودان يواجة أكبر أزمة جوع في العالم.
الأزمة السودانية المعقدة تأخذ أبعادا جديدة ولا يوجد أفق لحل قريب.. فمنذ العام الماضي يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع معارك عنيفة أسفرت عن مقتل وجرح عشرات الآلاف من المدنيين ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا.
ومؤخرا قتل وأصيب عدد من المدنيين بقصف المدفعي شنته قوات الدعم على مخيم أبو شوك للنازحين بالفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربية السودان، حيث تجددت الاشتباكات في المحور الشمالي الشرقي للمدينة بحسب ما أعلنته لجنة إغاثية.
لكن حتى الآن لم يصدر عن السلطات السودانية آو قوات الدعم السريع آي تعليق على ضحايا القصف الجديد.. وفي المقابل قصفت قوات الجيش مواقع للدعم في الفاشر بالطائرات المسيرة.
ولم تقف آثار الحرب الأهلية عند هذا الحد، بل ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان أوتشا أن البلاد تواجه أكبر أزمة جوع في العالم، مشيرا في الوقت ذاتة إلى تسجيل أكثر من 100 ألف اصابة بالكوليرا خلال عام واحد، وهو اكبر تفش للمرض في السنوات الأخيرة.
الكوليرا التي اعتبرت وباء في السودان منذ آب/أغسطس العام الماضي شهد تراجعا منذ شباط/فبراير العام الحالي، ليعاود الانتشار مجددا بسبب تلوث مياه الشرب الناتج عن توقف محطات المياه في عدة مناطق بسبب استمرار الحرب.
وسط غياب حملات التوعية الصحية وانعدام وسائل الوقاية لن تقف الأمور عند هذا الحد بل أن الكوارث الطبيعية شاركت أيضاً في زيادة حجم المأساة، حيث لقي أكثر من ألف شخص مصرعهم في انهيار أرضي دمر قرية كاملة في منطقة جبال مرة في إقليم دارفور غربي السودان.. حجم الحادث كان كبيرا حيث سويت القرية بالأرض تماما ولم ينجو سوى شخص واحد.
هذا الوضع المأساوي دفع حركة جيش تحرير السودان التي تسيطر على المنطقة إلى طلب المساعدة من الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية في انتشال جثث الضحايا من رجال ونساء وأطفال.
الغريب هنا هو أن الكثير من السكان فروا من الحرب المستعرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ولاية شمال دارفور إلى منطقة جبال مرة حيث لا يتوفر الغذاء والدواء الكافي.