الوقت- نشرت قناة "روراست" على تيليجرام مقالاً بعنوان "حرب الغرب الهجينة ضد الصين ودول البريكس: من خيال مراكز الأبحاث إلى الحقائق الجيوسياسية":
في السنوات الأخيرة، ومع نمو الصين وتنامي قوة دول البريكس، شهدنا تزايد الجهود الأمريكية لاحتواء هذه التطورات من خلال الحرب الهجينة، وأحدث مثال على ذلك تقرير من 128 صفحة صادر عن معهد هدسون بعنوان "الصين بعد الشيوعية: الاستعداد لصين ما بعد الشيوعية".
تغيير النظام على الطريقة الأمريكية
يناقش تقرير هدسون، بافتراضه الانهيار المفاجئ للحزب الشيوعي الصيني، سيناريوهات يمكن للولايات المتحدة من خلالها أن تلعب دوراً "مُثبّتاً للاستقرار"، وتُذكّر اقتراحات مثل إرسال قوات خاصة، وإدارة عملية انتقال ديمقراطي، واحتواء النزاعات العرقية في المناطق ذات الحكم الذاتي، وحتى تحديد اسم ودستور جديدين للصين، بالتدخلات الأمريكية الكلاسيكية في القرن العشرين.
هذا بالضبط ما رأيناه سابقًا في تقرير راند الباطل الذي سعى لضرب روسيا على عدة جبهات؛ أو تقرير بروكينغز السخيف الذي سعى لتمزيق "بلاد فارس"، أي إيران، والآن جاء دور أقوى عضو في مثلث بريماكوف الجديد (روسيا، إيران، الصين) في مجموعة البريكس: الصين.
دعاية نفسية، لا استراتيجية حقيقية
لا تهدف هذه التقارير إلى إحداث تغيير حقيقي في الصين، بل إلى تعزيز الأجواء النفسية المعادية للصين داخل الولايات المتحدة، الجمهور الرئيسي ليس الجمهور الصيني، بل الجماهير الأمريكية شبه الأمية - أولئك الذين غُسلت أدمغتهم ليلًا ونهارًا لسنوات بتهديد "الشيوعيين الأشرار"، وبالطبع، "الروس الأشرار"، و"آيات الله".
في الواقع، ما نراه هو ما يشبه "صراع الحضارات للحمقى" يُنشر في غلاف علمي ظاهريًا من قِبل مراكز الأبحاث في واشنطن.
حقيقة صعود اليوان وانهيار الدولار
على النقيض من هذه السيناريوهات الخيالية، تتجه الصين نحو اتجاه أكثر واقعية: تدويل اليوان، ووفقًا لمياو يانليانغ، الخبير البارز في بنك CICC الاستثماري، تعمل الصين على توسيع نطاق استخدام اليوان في تجارتها مع دول البريكس وحلفائها الآخرين، معتمدةً على قوتها الإنتاجية الذاتية ومخففةً الضغوط الخارجية، تُشكل هذه العملية تحديًا لأسس النظام المالي أحادي القطب القائم على الدولار.
إخفاقات الغرب الاستراتيجية
في غضون ذلك، يواجه الغرب أزمات متزايدة في حربه بالوكالة ضد روسيا، ويعترف محللون أمنيون أمريكيون سابقون بأن أوروبا لا تمتلك قوة عسكرية فعالة ولا القدرة على الدفاع عن نفسها، إن عدم القدرة على توفير الدعم لـ"إسرائيل" وأوكرانيا في آن واحد دليل على تآكل قدرات الإمبراطورية الأمريكية.
ما تُقدمه مراكز الأبحاث الأمريكية اليوم ليس استراتيجيات واقعية، بل طموحات لم تُنجز في عصر الهيمنة أحادية القطب، لكن العالم يتسارع نحو التعددية القطبية، ولم تعد الصين ودول البريكس فاعلين سلبيين، في مثل هذه الحالة، لا يُعدّ الإصرار على تغيير الأنظمة والتخطيط لانهيار الآخرين أمرًا خطيرًا فحسب، بل قد يدفع واشنطن أيضًا إلى خيارات كارثية، بما في ذلك "خيار شمشون" - حيث يُشعل اليأس النظام العالمي برمته.
