الوقت- "قائد طرق قلوب أبناء الريف المغربي وأوجع رأس الحكومة"، هذا هو الناشط المغربي ناصر الزفزافي زعيم حراك الريف المغربي ضد إجراءات الحكومة الجائرة بحق الفقراء والعاطلين عن العمل، لاسيما بعد قصة طحن بائع السمك المدقع.
ولابد لنا مع دخول الإحتجاجات الشعبية التي شهدتها مدينة الحسيمة في شمال المغرب، للمطالبة بإطلاق سراح زعيم "الحراك" ناصر الزفزافي يومها الثامن، من التطرق الى هذه الشخصية الوطنية التي حركت قلوب أبناء الريف ونوّرت عقولهم لما يحصل من جور وظلم أمام أعينهم.
هو شاب من أبناء الريف المغربي المحروم ولد بمدينة الحسيمة ونشأ بها، بات معروفا في العام 2016 إثر مقتل بائع السمك محسن فكري طحنا داخل شاحنة القمامة، فانطلق يقود المظاهرات مطالبا بمشاريع تنموية اجتماعية واقتصادية بالحسيمة، ومنتقدا بشدة الحكومة والسلطات العمومية
واعتقل الزفزافي يوم 29 مايو/أيار 2017، بسبب إصراره على تنفيذ مطالب الشعب لتغيير الأوضاع المعيشية لأبناء الريف، الأمر الذي أغضب المحتجين من أنصاره فخرجوا الى الشوارع مطالبين بالإفراج عنه.
ومن المعروف عن "قائد حراك الريف المغربي" أنه يُحب أن يعرّف نفسه بكونه ينهل من التراث السياسي للخطابي المبني على فكرة "التحرر من الاستعباد والظلم".
وفاء الريف للزفزافي
لم يمرّ اعتقال قائد حراك الريف على خير بالنسبة للشبان الثائرين، وإنما أعلنوا إضرابهم عن كل شيء وتوجهوا الى شوارع مدينة الحسيمة متمسكين بمطلبهم في الإفراج عن الزفزافي.
ومساء امس الجمعة 3/6/2017 تجمع المتظاهرون لليوم الثامن على التوالي بعد الإفطار في حي "سيدي عابد" وهم يهتفون "كلنا الزفزافي".
واتسمت التظاهرة بتوتر واضح مع انتشار قوات الأمن على مقربة من الحي وحوله، وقيامها بمنع الراغبين في المشاركة من التوجه الى مكان التظاهرة.
وكشفت إحدى المقيمات في حي "سيدي عابد" وهي مذهولة: من غير المعتاد ان تطلب منى الشرطة ابراز هويتى لتسمح لى بالعودة إلى منزلى، وتفرقت التظاهرة دون حوادث قبيل منتصف الليل.
وكانت قد وقعت اشتباكات بعد صلاة الجمعة، بين المتظاهرين وعناصر من الشرطة في بلدة امزورن (15 كلم جنوب شرق الحسيمة)، بحسب ما افاد ناشط محلي لوكالة فرانس برس.
وقام مئات المحتجين برمي الحجارة على قوات مكافحة الشغب، فردت بخراطيم المياه والحجارة في محاولة لتفريق المتظاهرين وإزالة حواجز أقاموها، بحسب ما قال صحفي مغربي في المكان لفرانس برس.
وأما عن الزفزافي فكان يلقي خلال المظاهرات خطبا حماسية باللغة الأمازيغية المحلية "تاريفيت" واللغة العربية، انتقد فيها بشدة ممارسات السلطات المغربية وما وصفها بسياسة التهميش التي تعاني منها الحسيمة.
علاوة على ذلك قام زعيم حراك الريف ببثّ فيديوهات لاذعة على وسائل التواصل الاجتماعي، وجّه فيها انتقادات حادة للوزراء وللنخب المحلية والمنتخبين والعمال والولاة، مؤكدا أنهم فقدوا مصداقيتهم أمام الشارع الغاضب.
والهدف الحقيقي من الإحتجاجات التي أشعلها الزفزافي، هو وقف سياسة حرمان الحسيمة ومنطقة الريف من مشاريع إنتاجية أساسية، ومحاربة الفساد وخاصة بقطاع الصيد البحري الذي يعد النشاط الاقتصادي الأبرز بالمدينة، بالإضافة إلى وضع ركائز للنهوض الفلاحي بالمنطقة ودعم الفلاحين الصغار.
يذكر أن الحكومة المغربية متمسكة برفض التهم التي يوجهها إليها المحتجون، مدّعية أنها لا تميّز في سياساتها التنموية بين منطقة وأخرى، وأن للحسيمة ممثليها في البرلمان وفي المجالس البلدية من أبناء المدينة وهم مسؤولون عن التنمية المحلية تحت مراقبة المواطنين والسلطة.