الوقت - يحاول المسلمون الذين يعيشون في دول تعاني من أزمات وصراعات وحروب داخلية وخارجية كـ "اليمن، سوريا، العراق، ليبيا وفلسطين"، تحدي الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها في أيام شهر رمضان المبارك، آملين أن يقبل الله صيامهم وأن تنتهي هذه الحروب التي فرقتهم عن أحبائهم وأبعدتهم عن ديارهم.
شهر رمضان يمر هذا العام بمزيد من الآسى والمعاناة على أبناء الدول الآنفة الذكر إلا أن التحدي والصمود والأمل الذي تعيشه هذه الشعوب في أيام الشهر الفضيل تخفف عنهم آلامهم رغم الأوضاع الإقتصادية الصعبة التي تمنعهم من ممارسة الطقوس الرمضانية كما اعتادوا أن يمارسوها قبل أن تدمر الحرب منازلهم وتشرد أبنائهم.
وفي هذا التقرير سنمر على الظروف التي يمر بها أبناء الدول التي تعيش نزاعات داخلية في منطقة الشرق الأوسط وكيف يقضون أيام شهر رمضان المبارك لهذا العام.
سوريا
تبدو الأمور مستقرة إلى حد ما في أغلب المناطق السورية خلال أيام رمضان، حيث تشهد أغلب الجبهات السورية هدوءاً نسبياً، هذا من الناحية العسكرية، أما من الناحية المعيشية والإقتصادية فيواجه الشعب السوري تحديا كبيرا في هذا المجال ورغم كل الضغوط الإقتصادية والحرب الشرسة المفروضة عليه لايزال هذا الشعب صامدا.
وبالنسبة للمواد الغذائية فإنها تتوفر في أغلب المدن السورية لكن المشكلة تكمن في أسعار هذه المواد، حيث يحاول المواطنون الحصول على أفضل الأسعار بعد أن باتت رواتبهم بالكاد تكفي لتغطية احتياجات المعيشة الأساسية، لذلك يبحثون عن أسعار مناسبة لهم في الأسواق الشعبية التي تتيح لهم شراء أكبر كمية ممكنة مما قد تحتاجه عائلتهم خلال الأسابيع القادمة.
غزة والمعتقلون
تواجه مدينة غزة حصارا مفروضا عليها منذ أكثر من أحد عشر عاما من قبل قوات الإحتلال الإسرائيلي، لذلك فإن القدرة الشرائية للمواطنين تنخفض عاما بعد عام، بالرغم من طرح العديد من المحال التجارية للعروض والتنزيلات على أسعارها أملاً في تنشيط الواقع الاقتصادي المتردي بسبب انخفاض الأجور والأزمات المتلاحقة في القطاع الساحلي.
ولأهل غزة عاداته الخاصة في أيام رمضان حيث يقوم الغزاويون بزيارة عوائل الشهداء والأسرى، وصلة الأرحام والتزاور.. تلك عادات يداوم الغزيون عليها في شهر رمضان المبارك، فهي تعد فرصة في هذا الشهر المبارك بالنسبة لهم، لزيادة الترابط بين أركان المجتمع الفلسطيني بكافة قطاعاته.
أما بالنسبة للأسرى هذا العام فقد عاشوا أياما صعبة خلال إضرابهم عن الطعام والذي استمر لمدة أربعين يوم، ليأتيهم بعد ذلك شهر رمضان، مسطرين بذلك صورة جديدة من التحدي.
الأسرى البالغ عددهم 7000 أسير يملكون هذا العام برنامجا رمضانيا مميزا، هذا البرنامج يترواح بين قراءة القرآن وصلاة التراويح، وجلسات الذكر التي يتخللها فقرات من الإنشاد الجماعي، والنكت المرحة، وكل شيء يجابه تنغيص إدارة مصلحة السجون لهم، كمنعهم من صلاة التراويح جماعة، أو حرمانهم من الطعام المناسب، أو مصادرة المراوح من غرفهم الحارة صيفا.
اليمن
يعاني اليمن من ظروف معيشية قاسية وأوبئة وأمراض وانتشار للمجاعة خلال أيام الشهر الفضيل في ظلِ استمرار العدوان والحصار السعودي الذي دخل عامه الثالث ليزيد من معاناة اليمنيين وآلامهم.
تختفي مظاهر استقبال شهر رمضان تماما في الأسواق اليمنية، لا بضائع معروضة ولا تمور ولا إقبال على الشراء في ظل تأخر الرواتب وتدني القدرة الشرائية للناس واستمرار الحرب التي دخلت عامها الثالث دون توقف، فيما تفاقمت انعكاسات وباء الكوليرا الذي أصاب أسواق الخضروات في مقتل.
يحاول اليمنيون تحمل الظروف الصعبة التي يمرون بها بسبب تفشي الكوليرا، مما أدى إلى كساد في أسواق الخضروات والفاكهة خاصة بعد تحذيرات طبية بتجنب شراء الخضروات باعتبارها ناقلة للوباء.
العراق
يعيش العراق لهذا العام مجموعة من الإنتصارات حيث حرر العراقيون أغلب أراضيهم من تنظيم "داعش" الإرهابي، لذلك نجد بعض المناطق يعيش سكانها بهجة وفرحة كبيرة خلال أيام رمضان، بينما المدن القابعة لسيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي لن ترى الفرحة حتى يتم طرد التنظيم.
ويحاول العراقيون هذا العام التمسُّك بعاداتهم وتقاليدهم خلال أيام رمضان من خلال تناول حبات التمر واللبن عند إفطارهم، وكذلك فإن برنامج زيارة الأقارب يعد واحدة من سمات شهر رمضان التي تنشط فيها مسائل تقديم المساعدات للمحتاجين والتبادل بوجبات الطعام قبل آذان المغرب وسماع مدفع الإفطار.
ليبيا
كل عام يمر على الليبيين أصعب من العام الذي سبقه بسبب استمرار الصراعات داخل المدن وانخفاض الأجور، حيث يشعر الليبيون هذا العام بالمرارة خلال أيام الشهر الفضيل، بسبب النقص في السيولة وارتفاع الأسعار وعودة الاشتباكات المسلحة إلى البلاد.
ورغم كل هذه الظروف الصعبة يحاول الشعب الليبي الحفاظ على عاداته وتقاليده في شهر رمضان، مع أخذ الحيطة في إنفاقهم عبر اختصار لائحة المشتريات.