الوقت- صرّح مولود تشاووش أوغلو وزير الخارجية التركي يوم الخميس، لتلفزيون (إن.تي.في) الخاص: إن لألمانيا حرية سحب قواتها المتمركزة في قاعدة إنجيرليك إذا أرادت ذلك.
وأضاف الوزير التركي ردّا على تلويح وزارة الدفاع الألمانية بسحب قواتها المشاركة في قوات حلف الأطلسي من قاعدة إنجيرليك التركية: إن على برلين التخلي عن "أسلوب التفضل على" أنقرة عند التعامل معها.
ويوم الأربعاء لوحّت ألمانيا بنقل نحو 250 من جنودها من قاعدة إنجيرليك إلى الأردن معلنة عن استعدادها للتخلي عن تواجدها في قوات التحالف المتواجدة في تركيا، الأمر الذي عدّته تركيا نوعا من التفاضل عليها.
وكانت قد رفضت أنقرة خلال العام الماضي السماح لمشرعين ألمان بزيارة قاعدة إنجيرليك العسكرية الواقعة جنوبي تركيا. وأعادت أنقرة سبب رفضها هذا بحسب مسؤولون أتراك "بأن زيارة المشرعين غير ملائمة في الوقت الحالي".
والمناوشات بين أنقرة وبرلين ليست وليدة اللحظة وإنما استعرت بعد إلغاء خطابات لوزراء ونواب أتراك في ألمانيا أمام تجمعات لأتراك يعيشون في ألمانيا، لاسيما وأن أعداد الأتراك في ذلك البلد تتجاوز الـ 3 مليون نسمة ومن يحق لهم التصويت يقدّرون بنحو 4ر1 مليون شخص، وهو ما أُثار حنق اردوغان الذي كان يتأمل الحصول على أصوات أتراك الخارج لتأييد توسيع صلاحياته الرئاسية.
وتفاقم التوتر بين البلدين بعدما رفضت برلين السماح لوزير العدل التركي "بكر بوزداج" ووزير الاقتصاد "نهاد زيبكجي" بحضور اجتماع جماهيري كان من المقرر أن يلقيا خلاله خطابًا أمام مؤيدين للرئيس التركي في مدينة غاغناو، ومدينة كولونيا.
وجاء هذا أيضا بعد سلسلة من الإعتقالات شنّتها أنقرة بحقّ مراسلين ألمان كان من بينهم مراسل صحيفة "دي فيلت" الذي قام بنشر تقرير أثار غضب السلطة التركية، الأمر الذي بدوره أغضب المستشارة الألمانية انجيلا ميركل لتعبّر عن خيبة أملها من إجراءات الأمن التركي الجائرة ولتعدّها قاسية بحق الصحفي الألماني الذي كان قد قدّم نفسه للعدالة.
عزّة نفس أنقرة
وفي أنقرة استعرّ غضب كبار القادة بعد تهديدات برلين بسحب قواتها من إنجيرليك ومنعها مسؤولي العدالة والتنمية من إلقاء خطبهم في ولايات ألمانية، مادفع وزير الخارجية التركي "مولود شاويش أوغلو" الى توبيخ ماسماها الدولة العميقة في ألمانيا قائلا: إذا كنتم ترغبون بالعمل مع تركيا، فأنتم مضطرون لتعلم كيفية التصرف معنا، بهذه الطريقة لا تسير الأمور، نحن أيضًا سنرد بالمثل من دون تردد.
ومنذ اندلاع أزمة المهاجرين في العام 2015 بين تركيا وألمانيا زادت حدّة التوتر بينهما، وقد أحصي منذ مارس/آذار العام الماضي استدعاء الخارجية التركية السفير الألماني لدى أنقرة، ستة مرات.
يذكر أنه أكثر ما أثار غضب أنقرة من برلين، هو اعتراف البرلمان الاتحادي الألماني حديثا بالمجازر التي تعرض لها الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى من قبل السلطنة العثمانية في ذلك الوقت.