الوقت- في تطور لافت دانت الأمم المتحدة بأشد العبارات الهجمات التي طالت عدداً من المساجد في محافظة ديالى العراقية والتي أسفرت عن استشهاد وإصابة العشرات من المصلين.
وقدم ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق "يان كوبيتش" في بيان تعازيه لأسر الضحايا، مشيراً الى ان مثل هذه الأفعال المشينة تتناقض مع روح الإسلام في التسامح والتعايش السلمي وتدل على أن الجماعات الإجرامية تقوم بتنفيذها بهدف تقسيم وتدمير النسيج الاجتماعي للعراق.
وكان عضو مجلس محافظة ديالى عامر الكيلاني قد اعلن قبل يومين أن 30 شخصاً سقطوا بين شهيد وجريح بينهم آمر فوج طوارئ بتفجير مزدوج بسيارة مفخخة وعبوة ناسفة قرب حسينية وسط قضاء بلدروز التابع لمحافظة ديالى. واعتبر الكيلاني هذا الحادث الاجرامي بأنه يمثل مؤشراً خطيراً على محاولات الاشرار ضرب الاستقرار الامني في ديالى، مؤكداً ضرورة التوحد لحماية الأمن في المحافظة.
وتجدر الاشارة الى أن ديالى شهدت تطورات أمنية مهمة في الفترة الاخيرة تمثلت بتطهيرها من تنظيم "داعش" الإرهابي، إلا أن بعض مناطق المحافظة تشهد عمليات اغتيال وتفجيرات بين فترة وأخرى تستهدف مدنيين ومنتسبين للقوى الأمنية بهدف زعزعة الاستقرار في المحافظة.
وفي وقت سابق سقط عدد من الشهداء والجرحى جراء انفجار سيارة مفخخة يقودها ارهابي استهدف نقطة امنية مشتركة للجيش والشرطة قرب مبنى قائمقامية الطارمية شمالي العاصمة بغداد.
من جانب آخر استشهد سبعة عراقيين على الاقل واصيب 20 آخرون في تفجير سيارة مفخخة استهدف زواراً كانوا في طريقهم الى منطقة الكاظمية لاحياء ذكرى استشهاد الامام الكاظم "عليه السلام" التي تصادف الخميس المقبل. ووقع الانفجار قرب ساحة كهرمانة في منطقة الكرادة المكتظة بالسكان وسط بغداد.
واتخذت القوات الامنية العراقية اجراءات امنية شملت اغلاق بعض الشوارع التي سيعبرها الزوار، والتي تنتشر على جوانبها خيم تقدم الخدمات الغذائية والطبية للزوار. وأعلنت قيادة عمليات بغداد أن ۷۵ ألف عنصر أمني سيشاركون في تأمين وحماية الزوار، كما أن وزارة النقل ستقوم بتسيير ستة قطارات لنقل الزائرين.
في هذه الاثناء أعلنت وزارة الداخلية العراقية عن مقتل 51 عنصراً من تنظيم "داعش" الارهابي بينهم انتحاري بهجوم لقوات الشرطة شرقي تكريت. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية سعد معن في بيان صحافي، إن " الشرطة الاتحادية شنت هجوماً كبيراً في منطقة تلال حمرين، وقتلت 50 ارهابياً من داعش في حقول علاس وحقول عجيل شرقي تكريت"، مبيناً أن "الشرطة استولت على جميع اسلحة الارهابيين".
في سياق آخر انضم اكثر من ۱۰۰۰ مقاتل من ابناء العشائر العراقية في محافظة الانبار غربي العراق الى قوات الحشد الشعبي لمحاربة تنظيم "داعش" الارهابي. وشارك مسؤولون سياسيون وامنيون وزعماء عشائر عراقيون في عرض عسكري كبير في قاعدة عسكرية ببلدة عامرية الفلوجة، لتعزيز دور عشائر الأنبار، كبرى محافظات العراق في القتال ضد هذه الجماعة الارهابية.
الى جانب ذلك ظهرت مؤخراً تشكيلات عسكرية مسيحية تؤازر الحكومة العراقية لحماية قراهم ومناطقهم من هجمات تنظيم "داعش" الذي نفذ مجازر دموية بحق المسيحيين، إذ تشير الإحصاءات إلى مقتل وإصابة المئات منهم على يد مسلحي التنظيم، فيما فرّ عشرات الآلاف إلى المدن العراقيّة الأخرى بعد احتلال الموصل في حزيران / يونيو العام الماضي.
على صعيد آخر أكد الرئيس العراقي فؤاد معصوم أن المساعدات التي تقدمها إيران للعراق في حربه ضد تنظيم "داعش" الارهابي ليست تدخلاً في شؤون البلاد، مشيراً الى أن 3 وزراء في الحكومة سيرافقونه خلال زيارته الى طهران الاسبوع الحالي.
وقال معصوم في حديث صحفي: "عندما تعرضنا للهجمات من قبل "داعش" كانت ايران اول دولة قدمت المساعدات الصحية والانسانية والعسكرية للعراق، ونحن مهتمون بهذه العلاقة ونرجو أن تتطور اكثر فأكثر، واصفاً العلاقة بين البلدين بالمهمة جداً والاستراتيجية وانها مبنية على اساس الدين والثقافة والحوار، وبيّن أن هذه العلاقات متواصلة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، والزيارات المتبادلة مستمرة دائماً بين المسؤولين في البلدين".
من جهة اخرى أعلن مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أن الأخير سيزور العاصمة الروسية موسكو قريباً بناء على دعوة رسمية وجهت له من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. واضاف بيان المكتب "ان الجانبين سيبحثان العلاقات الثنائية ودعم روسيا للعراق بمجال التسليح والمعلومات الاستخبارية وتعزيز قدرات المؤسسة الأمنية والعسكرية في العراق".