الوقت- الطاقة المتجددة أو ما يعرف بالطاقة البديلة هي تلك الطاقة التي يتم استخراجها من الموارد المتجددة، والتي تتجدد بشكل تلقائي وطبيعي مع مرور الزمن، مثل أشعة الشمس والرياح والمطر والمد والجزر، والأمواج، والحرارة الجوفية. وعادة تستعمل الطاقة المتجددة في أربعة مجالات أساسية: توليد الكهرباء، وتسخين المياه أو تبريدها، والنقل.
تتواجد موارد الطاقة المتجددة في مناطق جغرافية واسعة، على عكس مصادر الطاقة الأخرى التي تتركز وتنحصر في عدد محدود من البلدان. ويؤدي الاستعمال الواسع والانتشار السريع للطاقة المتجددة والكفاءة في استعمالها إلى تحقيق أمن كبير على صعيد استهلاك الطاقة عموماً، فضلاً عن تخفيف آثار تغير المناخ المتزايدة وطبعاً منافع اقتصادية كبيرة.
وخلصت نتائج تقرير عالمي أجري مؤخراً إلى أنه وبالنظر إلى ارتفاع انبعاثات الغازات الدفيئة وما يسببه ذلك من تغير للمناخ، فإن من شأن ارتفاع حس المسؤولية عند الدول أن يوفر حوافز قوية وجدّية لنشر تكنولوجيات الطاقة المتجددة. وفي استطلاعات الرأي العام الدولي تبين أن هناك دعم شعبي عالمي قوي لتعزيز مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
لذا وعلى الصعيد الدولي فإن 30 دولة على الأقل باتت تمتلك طاقة متجددة تساهم بأكثر من 20% من إمدادات الطاقة فيها. ومن المتوقع أن تستمر الأسواق المختصة بالطاقة المتجددة في النمو بقوة في العقد القادم وما بعده. ففي بعض البلدان كأيسلندا والنرويج مثلاً توليد الكهرباء يتم باستخدام الطاقة المتجددة بنسبة 100%، والعديد من البلدان الأخرى قد وضعت هدف للوصول إلى نسبة 100٪ من استهلاكها للطاقة عبر تلك المتجددة في أقرب وقت ممكن، فعلى سبيل المثال، قررت الحكومة في الدانمارك تحويل إجمالي إمدادات الطاقة (الكهرباء والتنقل والتدفئة والتبريد) إلى طاقة متجددة بنسبة 100٪ بحلول عام 2050.
واستنادا إلى التقرير الصادر عن مؤسسة الطاقة المتجددة في عام 2016، فإن مصادر الطاقة المتجددة ساهمت بنسبة 19.2٪ من استهلاك الطاقة العالمي للبشر وفي 23.7٪ من توليد الكهرباء في عامي 2014 و 2015 على التوالي.
وينقسم استهلاك الطاقة المتجددة هذا إلى 8.9٪ من الكتلة الحيوية التقليدية، و 4.2٪ كطاقة حرارية (الكتلة الحيوية الحديثة، والطاقة الحرارية الأرضية، والحرارة الشمسية)، و 3.9٪ للكهرباء المائية و 2.2٪ للكهرباء من الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الحرارية الأرضية والكتلة الحيوية.
وبلغت الاستثمارات العالمية في مجال تكنولوجيات الطاقة المتجددة إلى أكثر من 286 مليار دولار أمريكي في عام 2015، حيث استثمرت بلدان مثل الصين والولايات المتحدة بشكل كبير في الرياح والطاقة المائية والطاقة الشمسية والوقود الحيوي. أما على الصعيد العالمي، فهناك ما يقدّر بـ 7.7 مليون وظيفة مرتبطة بصناعات الطاقة المتجددة.
ويعتقد المختصون بأن توسيع استعمال تكنولوجيا الطاقة المتجددة في البلدان الفقيرة والقرى والبلدات النائية يساهم بشكل كبير في نهضة مجتمعاتها لما للطاقة من ارتباط مباشر بتطور ونمو الدول وإقتصاداتها. وفي هذا الاطار قال الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون أن الطاقة المتجددة لديها القدرة على رفع أفقر الدول إلى مستويات جديدة من الرخاء والرفاهية. وبما أن معظم مصادر الطاقة المتجددة توفر الكهرباء، فإن نشر الطاقة المتجددة غالباً ما يترافق مع المزيد من توسع انتشار الكهرباء، والذي له فوائد عديدة:
أولاً يمكن تحويل الكهرباء إلى حرارة (وعند الضرورة يمكن توليد درجات حرارة أعلى من تلك المتولدة من الوقود الأحفوري)، كما يمكن تحويلها إلى طاقة ميكانيكية بكفاءة عالية وبأقل تلوث عند الاستهلاك، وبالإضافة إلى ذلك فإن انتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة يعتبر أكثر فعالية من من انتاجه بواسطة النفط وغيره، وبالتالي سيؤدي ذلك إلى انخفاض كبير في الحاجات والمتطلبات التي نحتاجها عند استخدامنا للطاقة الأولية، لأن معظم مصادر الطاقة المتجددة ليس لديها دورة بخار ذات خسائر عالية، فعادة ما يكون لدى محطات الطاقة الأحفورية "النفطية مثلاً" خسائر وهدر يتراوحان بين 40% إلى 65٪.
وأخيراً نشير إلى أن التقارير العلمية فضلاً عن التجربة أثبتت بأن نظم الطاقة المتجددة أصبحت أكثر كفاءة وفعالية وأقل تكلفة من غيرها. ويوماً بعد آخر تزداد حصتها من إجمالي استهلاك الطاقة العالمي، ويرجح أن ينخفض استهلاك الفحم والنفط بحلول عام 2020 إلى ما يقارب الصفر وذلك بسبب زيادة الاعتماد على موارد وتكنولوجيا الطاقة المتجددة فضلاً عن الاستخراج المتزايد للغاز الطبيعي. وفيما يلي بعض الأحصائيات والرسوم البيانية التي تعكس وتبين رشد ونمو هذا القطاع العالمي خلال السنوات الماضية:
رسم بياني يبيّن كيفية استهلاك العالم لموارد الطاقة بين النفط والفحم والغاز والطاقة النووية والطاقة المتجددة منذ عام 1965 وحتى 2015
رسم بياني يبين النمو الحاصل في الإعتماد على طاقة الرياح
رسم بياني يبين كيفية زيادة الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة منذ 2004 وحتى 2010
وأخيراً رسم بياني يبين كيفية توزع ونمو قطاعات مختلفة من الطاقة البديلة أو الطاقة المتجددة
