الوقت- بعد المرحلة الأولى من المناظرات الرئاسية في إيران الجمعة الفائت والتي وحسب الإحصاءات جذبت أكثر من 60 بالمئة من الشعب الإيراني في متابعة لحدث يُشكل الركيزة الأساس في بناء الوعي عند الناخب، ليتمكن من اختيار مرشحه الأصلح لتبوأ سدة رئاسة الجمهورية.
جرت اليوم المرحلة الثانية (من أصل ثلاث) من هذه المناظرات، ضمن البرنامج الذي وضعته اللجنة المشرفة على حسن سير الانتخابات، وعنوانها المواضيع السياسية (السياسة الداخلية والخارجية) إضافة إلى الأمور الثقافية، وكما المرحلة الأولى بعد وصول المرشحين الستة إلى منظمة الإذاعة والتلفزيون وتقسيم أماكن الجلوس فيما بينهم بقيد القرعة، بدأت المناظرات باختيار المقدم لرقم المرشح ومن ثم رقم السؤال. حيث وكما المرحلة الأولى يتم توجيه السؤال للمرشح وله الحق بالإجابة في أربعة دقائق، لتُعطى الفرصة بعدها للمرشحين المنافسين بالتعليق وطرح الإشكالات أمام الرأي العام، ليتمكن بعدها المرشح وراء المنبر من الدفاع والإجابة عن تساؤلات منافسيه خلال خمسة دقائق.
وأتت الأسئلة للمرشحين الستة على الشكل التالي:
1-كيف يمكن زيادة التطور العلمي والبحثي في التعليم المدرسي والعالي، والرفع من مكانة إيران العلمية في العالم؟
2-مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية والانسجام الاجتماعي، ما هي نظرتكم حول العلاقات التي يجب أن تكون بين حكومتك والأحزاب والجهات الداخلية المخالفة؟
3-ما هو الأسلوب المؤثر الذي ستتبعه لحفظ حقوق الشعب الإيراني في الاتفاق النووي، وكيف يمكن منع وتحاشي النقض المتكرر لأمريكا والدول الغربية لهذا الاتفاق؟
4-ما هي أولويات السياسة الخارجية لحكومتك، وبالخصوص تقوية تيار المقاومة ومواجهة الإرهاب؟
5-إيران هي البلد الأكثر أمناً بين دول المنطقة، ما هو برنامجك لاستمرار وتقوية هذا الأمر؟
6-ما هو وجه الاختلاف بين أسلوب الحياة الإيراني-الإسلامي وأسلوب الحياة الغربي، وما هو برنامجكم لترويج ثقافة أسلوب الحياة الإيراني-الإسلامي؟
وهنا أكتفي بإشارة مختصرة إلى الأجوبة الخاصة بالسياسة الخارجية، إضافة إلى موضوع الاتفاق النووي حيث أجمع المرشحين على التعهد بالالتزام بهذا الاتفاق ومواجهة النقض الأمريكي الصريح لهذا الاتفاق الدولي. مع تباين حول كيفية هذه المواجهة حيث اعتبر البعض أن المرحلة بحاجة إلى دبلوماسية القوة لأخذ الحق من المجتمع الدولي خاصة في ظل وجود إدارة أمريكية ناقضة للعهد بشكل صريح وفاضح.
أما عن دعم تيارات المقاومة في مواجهة الإرهاب فقد أجمع المرشحون على استمرار سياسة إيران في دعم محور المقاومة، وجرى الحديث عن الأزمة السورية كشاهد أكيد على الحضور الفعال والمباشر في مواجهة هذا الإرهاب.
بعد انتهاء الجولة الأولى وبعد استراحة قصيرة بدأت الجولة الثانية حيث وجه لكل مرشح سؤال بقيد القرعة.
والأسئلة على النحو التالي:
1-ما هو برنامج حكومتك للاستفادة من الإمكانات الثقافية، الفنية والسينمائية للبلد لتحقيق القيم الإسلامية للثورة والتي تحدث عنها إمام الثورة؟
2-ما هو برنامجك العملي لتقوية البعد التربوي للنظام التعليمي في البلد؟
3-ما هي سياستك وأسلوبك لإيجاد وحدة وتعاون بين القوى المختلفة، وفي حال وجود تباين في وجهات النظر إلى أي مدى تجد نفسك ملزما في العودة إلى القانون؟
4-مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة الاستفادة الصحيحة من الفضاء المجازي، ما هو برنامجك لتقليل الأضرار الواردة من هذا الفضاء؟
5-مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة ترويج ثقافة بساطة العيش في المجتمع، إذا أصبحت رئيسا للجمهورية كم سيكون مستوى معيشة وزرائك متوازيا مع عامة المجتمع الإيراني؟
6-ما هو برنامجك من أجل رفع شأن ومنزلة وتحسين معيشة الشريحة المتصدية للشأن الثقافي؟
يُشار إلى أنه ومن أجل رعاية التساوي في الحق بالكلام بين مختلف المرشحين تم إعطاء بعض المرشحين وقتا إضافيا لتقديم ما لديهم من طروحات وتوضيحات للرأي العام الإيراني.
يُذكر أن المرشحين الستة يمثلون مختلف التيارات الأصولية والمحافظة (المبدئية)، وقد أتت المرحلة الأولى من المناظرات حامية بين المرشحين وقد أثّرت بشكل ملحوظ على استطلاعات الرأي، حيث تراجع الرئيس الحالي الشيخ حسن روحاني بمجموع النقاط في مقابل تقدم واضح للمرشح الأصولي محمد باقر قاليباف الذي يشغل حاليا منصب عمدة طهران. وبعد مناظرات اليوم والتي أظهرت تباينا ملحوظا في وجهات النظر خاصة بالأمور المتعلقة بالشأن الداخلي من المنتظر أن يحصل خلط آخر لنقاط المرشحين ونبقى بانتظار النتائج الجديدة لاستطلاعات الرأي خلال الأيام المقبلة.