الوقت- شركاء الأمس في سفك دم السوريين يحولون بنادقهم إلى بعضهم البعض، فقد اندلعت مواجهات عنيفة بين الفصائل المسلحة الارهابیة في الغوطة الشرقية أمس، وسط تبادل للاتهامات وأنباء عن سقوط عشرات القتلى والجرحى بينهم مدنيون.
وتشير المصادر الى مقتل 100 مسلّح وإصابة العشرات بجروح في حصلية أولية للاشتباكات المتواصلة بين "جيش الإسلام" من جهة، و"جبهة النصرة" و"فيلق الرحمن" من جهة أخرى، في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وبعد اشتباكات عنيفة استعاد مسلحو جبهة النصرة وفيلق الرحمن الارهابتین السيطرة على بلدة "حزة" التي كان "جيش الإسلام" قد سيطر عليها وعلى مساحة واسعة من بلدة عربين وحسب مطلعين، إن المعارك لا تزال متواصلة على محاور الاشعري وافتريس وبيت نايم.
سبب الاقتتال
ذكرت مصادر معارضة ان الاقتتال الجديد بين هذه المجموعات يأتي على خلفية هجوم نفذه "جيش الإسلام" صباح الجمعة على مقار "هيئة تحرير الشام" في عربين وحزة وحوش الأشعري وكفربطنا، وذلك بحجة احتجاز الأخيرة رتل مؤازرة كان متوجهاً إلى جبهة القابون لقتال الجيش السوري.
تبادل الاتهامات
من جهته رد ما يسمى "فيلق الرحمن" ببيان جاء فيه: "لقد شهدت معارك القابون لأكثر من ثلاثة أشهر قتالاً شديداً لم تنقطع فيها المؤازرات وطرق الإمداد لأي فصيل، ومع اشتداد هذه المعارك يقوم جيش الإسلام بهذا الاعتداء المنكر صباح هذا اليوم (أمس) على مقرات فيلق الرحمن في كل من مدينة عربين وبلدتي كفربطنا وحزة".
وتحدث "فيلق الرحمن" ايضا عن مقتل عصام القاضي أحد قادته العسكريين وسقوط العديد من الجرحى، متهماً "جيش الإسلام" بأنــه "أعد وحشد لأسابيع للاعتداء على فيلق الرحمن في بلدات الغوطة الشرقية، وحضَّر لذلك الذرائع والرواية الإعلامية التي يسوّق بها لفعلته وغدره"، بحسب ما زعم البيان، كما اكدت تنسيقيات المسلحين مقتل "أبو غازي" المسؤول العسكري لـ "هيئة تحرير الشام في مدينة عربين في هذه الاشتباكات الدائرة.
وتابع "فيلق الرحمن": "كل ما أشاعه جيش الإسلام عن احتجاز مؤازراته أو قطع الطرق دونها لا صحة له... إننا نناشد العقلاء في جيش الإسلام بالتوقف الفوري عن هذه التصرفات الرعناء و الاعتداء الأحمق الذي لا يصب في مصلحة الغوطة الشرقية المحاصرة".
وأكدت قيادة "جيش الإسلام" في بيان لها أن خلافهم محصور مع "هيئة تحرير الشام" وهم "على تواصل ووفاق مع بقية الفصائل ومن بينها فيلق الرحمن"، الذي نفى في بيان له وجود أي تواصل مع "جيش الإسلام"، مؤكداً على تعرضه للاعتداء.
وقد ذكر مطلعون أن جيش الإسلام دعا عناصر هيئة تحرير الشام إلى تسليم أنفسهم، وطلب من الأهالي النزول إلى الأقبية، مشيرين إلى استخدام الدبابات وعربابات مدرعة في عمليات اقتحام مناطق هيئة تحرير الشام وفيلق الرحمن، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، إلى جانب ارتقاء ضحايا مدنيين بينهم طفل برصاص الاقتتال.
اوامر إقصاء من الدول الداعمة
يرى ناشطون أن "جيش الإسلام كان يحشد قواته لعمل عسكري لم تعرف أهدافه بناء على أوامر صدرت من الدول الداعمة قبل أيام، وتبين اليوم أن الأوامر هي إقصاء هيئة تحرير الشام للانفراد بالنفوذ". وقد استندوا في معلوماتهم إلى تغريدات كان قد نشرها عبد الجبار العكيدي القيادي البارز في "الجيش الحر" عبر حسابه على تويتر قبل أيام دعا فيها "جيش الإسلام" إلى الحذر من غدر "تنظيم القاعدة"، إلى جانب مطالبته من وصفها بالقوى الثورية إلى فضح خيانة جبهة النصرة وعمالتها وطردها من سوريا.
الجدير ذكره أن هذا الاقتتال المتجدد بين كبرى مجموعات الغوطة المسلحة الارهابیة، يأتي بعد عام كامل من الاقتتال الذي جرى بين "جيش الإسلام" من طرف، و "فيلق الرحمن" و "جيش الفسطاط" الذي كانت تشكل "جبهة النصرة" ("تنظيم القاعدة في بلاد الشام") عماده من طرف آخر، والذي اندلع في أواخر نيسان (أبريل) 2016، وقضى فيه أكثر من 500 مقاتل من الطرفين، بالإضافة إلى مئات الأسرى والجرحى في صفوفهما.
على صعيد ميداني متّصل، قُتل أحد المسؤولين الميدانيين في "جبهة النصرة" الارهابیة المدعو "أبو يزيد" وجُرح عدد من أفراد مجموعته خلال هجوم شنه مسلحو "النصرة" على نقاط لتنظيم داعش عند منطقة "الثلاجات" بين جرود فليطة والجراجير في القلمون، فيما قُتل ثلاثة مسلحين من التنظيم.