الوقت- باتت أكبر معاقل المجموعات المسلحة في ريف حماه الشمالي على موعد قريب جداً مع وصول طلائع الجيش السوري إليها، خارطة السيطرة الميدانية تختلف بين الساعة والأخرى بسبب سرعة تقدم الجيش فلم تكتَفِ قواته بإعادة ما خسرته بل استردّت مواقع جديدة اقتربت عبرها من أكثر معاقل المسلحين ثقلاً في ريف حماه الشمالي.
ما يحدث على جبهات حماه الشمالية من عمليات عسكرية واسعة يُشيرُ إلى أنّ الجيش السوري لن يكتفي بإبعاد الخطر عن المدينة أو عن مواقعها الرئيسية في الريف الشمالي، وقد افاد مصدر ميداني أنّ "الجيش السوري وسّع دائرة الأمان على مختلف محاور ريف المدينة الشمالي واقترب من أكبر معاقل المسلحين التي شكّلت نقطة ارتكاز لهم في هجماتهم الأخيرة".
التقدم الذي أحرزه الجيش وحلفاؤه والذي تمّ من خلاله استعادة بلدة حلفايا ادى إلى السيطرة على بلدات المصاصنة وزور الحيصة وزور الطيبة شمال شرق البلدة، المصدر العسكري أكّد أنّ "الجيش السوري سيصل في وقت قريب لبلدة اللطامنة التي تشكّل مع كفرزيتا ومورك مثلّثَ ثِقَلِ المُسلحين في ريف حماه الشمالي".
وبحسب المصادر، فإن استمر تساقط البلدات الحموية أمام الجيش المتقدم شمالاً، فإن ذلك يعني وصوله إلى مشارف خان شيخون، التي قد تدخل المواجهة قريباً، مع إشعال الجبهات الواقعة على الحدود الإدارية مع محافظة إدلب. ومن اللافت خلال العمليات العسكرية التي تشهدها المنطقة، أن خسائر الجيش خلال معارك الايام الماضية تمثلت في شهيدين. يأتي ذلك في مقابل إعلان مسلحي المنطقة النفير العام 4 مرات، من دون استجابة لهذا النداء، وسط خسائرهم اليومية المتواصلة، فقد افاد مطلعون ان عمليات البارحة اسفرت عن مقتل عشرات المسلحين، و اعترفت مصادر اخبار معارضة بمقتل القائد العسكري لقوات "اجناد الشام".
محاور الهجوم
بدأ الجيش السوري هجومه عبر محور بطيش ــ الترابيع جنوب البلدة، تحت غطاء مدفعي كثيف، ما أفضى إلى انسحاب المسلحين شمالاً، باتجاه اللطامنة وكفرزيتا. واعتبر مصدر ميداني أن سيطرة الجيش على تل الناصرية، جنوب حلفايا، لعب دوراً في سقوط البلدة سريعاً، باعتباره يكشف المنطقة بشكل كامل. كذلك ذكر المصدر أن الجيش واصل تقدمه مسيطراً على زلينواللويبدة وزور أبو زيد وزور الناصرية، الأمر الذي يعني تأمين محيط مدينة محردة بنسبة تزيد على 90%.
وشرح المصدر أن السيطرة على حلفايا خففت الوضع على جارتها محردة باعتبارها تزيدها ارتفاعاً وتبعد عنها حوالى 1 كلم شرقاً. ومفاجأة الجيش، بحسب المصدر، السيطرة على الزلاقيات، التي تشكل تقدماً لافتاً يعني عودة الدولة السورية إلى حدود سيطرتها السابقة، قبل هجوم المسلحين الأخير، إضافة إلى التقدم عبر زور الحيصة غربي طيبة الإمام. ويضيف أن استعادة السيطرة على طيبة الإمام، قبل أيام، حسّنت من الظرف الميداني، بفضل دورها في قطع إمدادات المسلحين القادمة من الشمال. ويرى المصدر أنّ اندفاع الهجوم السوري شمالاً لن يتوقف بسهولة، إذ إن انكسار دفاعات المسلحين كشف عجزهم عن إغلاق الجيب الذي فتحوه على أنفسهم بإشعال الجبهات، وسط تمسك الجيش بحماية خطوط إمداده بين حلب والساحل السوري، عبر الريف الحموي.
ويصف المصدر مثلث اللطامنة ــ كفرزيتا، مورك، بالبؤرة المؤثرة في تثبيت نجاح الجيش السوري هذه المرة، لضمان عدم حدوث أي تراجع مرة أخرى. مصادر ميدانية عدة تعوّل على استمرار الضغط الناري على هذا المثلث، بهدف خلق معادلة جديدة في ريف حماه الغربي ترمي إلى تراجع المسلحين إلى نقاط إضافية.
اعتبارات هامة
وبالطبع يجب ان لا ننسى ان اصرار قادة الهجوم على تطهير التلال المحيطة بالمدن والبلدات، له اعتبارات هامة في تحقيق هدف المعركة، فالمعركة في ريف حماة الشمالي وتحديدا في محيط مدن صوران وطيبة الامام واخيرا حلفايا، كانت معركة تلال بامتياز، فالجيش تقدم وسيطر على التلال وشكل منها نقاطًا هجومية من خلال نيران التهميد المدفعي والصاروخي، بالاضافة الى كونها نقاطا دفاعية حصينة ستمنع اي هجمات ارتدادية، كون الطبيعة الجغرافية في ريف حماة الشمالي هي عبارة عن سهول واسعة تتخللها بعض التلال، ما يعطي الافضلية العسكرية للجيش السوري في حالات الهجوم والدفاع.
ويرى مطلعون أن لدى الجيش السوري أمكانية بإستكمال معركته نحو الشمال غرب بإتجاه محافظة إدلب والسيطرة على جزء واسع من الريف الجنوبي لإدلب، وهو أمر ممكن عسكرياً.