الوقت- تمكن المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون ومرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبان، من حسم الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية لصالحهما، بعد اقصاء مرشحي الاحزاب التقليدية، وسط اقبال شديد على صناديق الاقتراع.
الانتخابات بلغة الأرقام
وبلغة الأرقام حصل المرشح الشاب المستقل والمؤيد لأوروبا ووزير الاقتصاد السابق إيمانويل ماكرون على 23.7 %، فيما حصلت مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان على 21.9 %، أما مرشح اليمين فرانسوا فيون فجاءت نتيجته ما بين (19 - 20،3%) متقاربة جدا مع نتيجة مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلنشون (19،5 – 20%)، وبذلك يتأهل المرشحان الحاصلان على أعلى نسبة (ماكرون ولوبان) إلى الدورة الثانية من الانتخابات.
وكانت الداخلية الفرنسية قد أعلنت نتائج أن نسبة التصويت بلغت 69.42%.
لوبان: النتيجة ستمكن من الدفاع عن الوطنية والدولة
مارين لوبان (45) عاماً، سارعت بعد الاعلان الاولي للنتائج واحتلالها المرتبة الثانية، الى الظهور بمظهر المنتصر أمام الالاف من انصارها، وقالت إن الوقت حان لتحرير الشعب الفرنسي من النخبة السياسية الحالية، وأضافت لوبان أنه على الفرنسيين اغتنام هذه الفرصة التاريخية، مؤكدة أن هذه النتيجة ستمكن من الدفاع عن الوطنية والدولة، كما دعت مرشحة الجبهة الوطنية الفرنسيين إلى الانضمام إلى مشروع حزبها الذي سيأتي بالبديل لفرنسا.
ماكرون: سوف أكون ممثلا لكل الفرنسيين
أما المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون (39 عاماً) فأكد بعد اعلان نجاحه بالتأهل للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، "أن الفرنسيين قرروا أن يجعلوه في قائمة الأفضل من أجل فرنسا، مضيفا أن فرنسا تجاوزت مرحلة مهمة، مستطردا بالقول إنه يعرب عن تقديره لجميع المرشحين، وأضاف ماكرون "في عام واحد غيرنا وجه السياسة الفرنسية"، مشيراً إلى " أنه من الضروري المحافظة على الزخم، وسوف أكون ممثلا لكل الفرنسيين"، مبينا أنه يجب الحفاظ على التفاؤل في فرنسا وفي جميع أنحاء أوروبا.
الخاسرون يصطفون خلف ماكرون ضد لوبان
وبعد صدور النتائج الاولية التي حسمت المعركة بين لوبان وماكرون، أقر بنوا هامون، المرشح الحزب الاشتراكي اليساري في مؤتمر أمام أنصار بهزيمته في الانتخابات، داعيا للتصويت لصالح ماكرون في الجولة المقبلة، وقال" ادعو إلى أن نضرب بقوة الجبهة الوطنية ونهزم هذا اليمين المتشدد. يجب أن نصوت لماكرون رغم أنه ليس من اليسار ولا يمثله"، وتابع "أنا أفرق بين خصم سياسي وبين عدوة للجمهورية" في إشارة إلى لوبان.
بدوره اعترف فرانسو فيون، مرشح حزب الجمهوريون اليميني بهزيمته في السباق الرئاسي، مؤكدا دعمه لماكرون الوسطي، وقال في تصريح صحفي "لا بد لنا من اختيار الأفضل لبلادنا. أنا لا أقوم بذلك بطيبة خاطر، إلا أن الامتناع ليس من شيمي خصوصا عندما يقترب حزب متطرف من السلطة. إن التطرف لا يمكن إلا أن يحمل الشؤم والفرقة إلى فرنسا"، وفق "فرانس برس".
كما قدم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تهنئته لماكرون، مؤكدا دعمه له، وقال هولاند "بالنسبة إلى الفرنسيين، أعتقد أن أفضل رسالة يمكنهم توجيهها هي أن الديمقراطية أقوى من كل شيء".
في حين دعا رئيس الوزراء الفرنسي برنار كازنوف ووزير خاجيته جان مارك إيرولت يوم الأحد، المواطنين للتصويت لصالح المرشح الاشتراكي ايمانويل ماكرون في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية، وأضاف رئيس الوزراء كازنوف أن وجود مرشحة من أقصى اليمين في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية بعد 15 عاما من صدمة أبريل/نيسان 2002، أمر يدعو الجمهوريين لاتخاذ موقف واضح وقوي.
استطلاع ماكرون سيكتسح لوبان في الدورة المقبلة
وفي أحدث استطلاع للرأي أجراه معهد "إيبسوس سوبرا ستيريا" بعد اعلان نتائج الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، أظهرت نتائج الاستطلاع أن إيمانويل ماكرون سيفوز بفارق كبير على مارين لوبان في الدورة الثانية، حيث سيحصل ماكرون على 62% من الأصوات في مقابل 38% لمرشحة حزب "الجبهة الوطنية". بينما أورد معهد هاريس إنترأكتيف أن الفارق سيكون أكبر مع 64% من الأصوات لماكرون و36% للوبان.
وبإسدال الستار عن نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، سيتنافس المرشح إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان في السابع من مايو/أيار المقبل في الدورة الثانية الحاسمة للوصول الى قصر الاليزيه.