الوقت - أعلنت الجمهورية الإسلامية في إيران عن انطلاق مناورات عسكرية بحرية مشتركة مع سلطنة عمان تحت إشراف لجنة الصداقة العسكرية المشتركة بين البلدين في شمال المحيط الهندي.
وجاءت هذه المناورات بعد عدة لقاءات تنسيقية مع الدولة العمانية بهدف تأمين مضيق هرمز، وقال مساعد شؤون العمليات لسلاح البحر الاستراتيجي التابع للجيش الايراني "الاميرال محمود موسوي" في تصريح له الخميس، "إن مجموعة قطع البحرية للجيش الايراني التي أرسلت إلى ميناء مسقط بسلطنة عمان وعقدت لقاءات تنسيقية مع القوات البحرية العمانية لإقامة مناورات بحرية مشتركة للاغاثة والانقاذ، تموضعت يوم أمس الاربعاء في النقاط المحددة بشمال المحيط الهندي".
وتابع الأميرال بأن "المرحلة الأولى من هذه المناورات تشمل تمارين تكتيكية عديدة بما فيها إعادة انتشار القوات ومرافقة السفن التجارية وناقلات النفط والتزويد بالوقود في البحار والاتصالات وتمارين أخرى".
وأضاف موسوي، "إن المرحلة الرئيسية من هذه المناورات تشمل التمارين التخصصية للاغاثة والانقاد البحري وتضم عمليات الرد السريع في مواجهة الحالات الطارئة وانقاذ العوامات والكوادر المصابين".
وأكد الاميرال موسوي، أن تعزيز العلاقات القائمة على الصداقة البناءة بين إيران وسلطنة عمان في كافة الجوانب خاصة على صعيد البحار تأتي ضمن أهداف هذه المناورات البحرية المشتركة للاغاثة والانقاذ بين إيران وسلطنة عمان.
وختم بالقول إن هذه التمارين البحرية المشتركة تجري سنويا وبصورة متبادلة بين البلدين، حيث استضافت سلطنة عمان دورة العام الحالي من هذه المناورات.
وفي وقت سابق كان قد أعلن الأدميرال "حبيب الله سياري" قائد القوة البحرية للجيش الايراني، عن إجراء ثلاث مناورات بحرية مشتركة مع سلطنة عمان وباكستان وكازاخستان.
مما لاشك فيه أن سلطنة عمان تعتبر واحدة من بين 6 دول في جنوب الخليج الفارسي تربطها مع إيران أفضل العلاقات السياسية والدبلوماسية والعسكرية وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم بها الدولتان الجارتان بمثل هذه المناورات، ما يبعث رسائل للكثيرين ممن يروجون ويعملون على خلق خلافات بين ايران والدول الخليجية تدحض أقاويلهم، بل على العكس تعتبر هذه المناورات رسائل للدول الأخرى في مجلس التعاون بأن إيران تسعى لإحلال الأمن والإستقرار وتفتح ذراعيها للتعاون مع من يرغب بذلك من دول المنطقة.
وفي الوقت الحالي، عمان هي الدولة الوحيدة في جنوب الخليج الفارسي التي تجري إيران معها مناورات عسكرية مشتركة.
مكان المناورات وأهدافها
وتم إجراء هذه المناورات في شرقي مضيق هرمز وبحر عمان بهدف تأمين الملاحة في المحيط الهندي والحدود البحرية الجنوبية، ورفع الجهوزية الأمنية، والتدرب على القيام بعمليات الإغاثة، بحسب ماذكره قائد المنطقة البحرية الأولى في الجيش الايراني الأميرال "حسين آزاد".
وكان قد أعلن مركز الإعلان التابع لهيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية يوم الأربعاء الماضي، بأن الوفد العسكري للهيئة الإيرانية سافر إلى مسقط للإجتماع مع رئيس هيئة الأركان العمانية وقادة القوات الجوية والبرية والبحرية للجيش والشرطة في سلطنة عمان وذلك على هامش عقد الاجتماع الـ13 للجنة العسكرية المشتركة للبلدين.
وخلال الإجتماع أكد رئيس اللجنة المشتركة للصداقة العسكرية بين ايران وعمان العميد "قدير نظامي"، أنه تم خلال لقاءات المسؤولين العسكريين، دراسة جوانب التعاون العسكري والدفاعي بين طهران ومسقط، فضلا عن التركيز على ضرورة تطوير وتوسيع التعاون على أساس الأهداف والمصالح المشتركة والقضايا ذات الإهتمام المشترك.
كما شدد الطرفان على ضرورة الحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق هرمز الاستراتيجي وأشارا أيضا إلى أهمية ودور القوات المسلحة في البلدين.
علاقة طويلة الأمد
لا يمكن لأحد إغفال التاريخ العريق والطويل الأمد بين إيران وسلطنة عمان، حيث لاتتوانى أي منهما عن مساعدة الأخرى عند الحاجة وهذا ما رأيناه في مراحل مختلفة من تاريخ العلاقات بين الدولتين، فمثلا قدمت إيران لسلطنة عمان يد العون وساعدتها في هزيمة التمرد الكبير في سبعينات القرن الماضي.
وفي سياق منفصل، ذكرت تقارير صحفية بأن نمو التجارة بين البلدين بين عامي 2012- 2013 وصل إلى 70%، وإلى ما يقارب 873 مليون دولار ليصل في نهاية العام 2015 إلى 1 مليار دولار.
بالإضافة إلى ذلك فإن عمان تستقطب الاستثمارات الإيرانية في مجالات أخرى غير النفط وترحب بها، ففي مارس/آذار 2016، أعلنت شركة إيران خودرو لتصنيع السيارات إنشاء مشروع مشترك بقيمة 200 مليون دولار لتصنيع السيارات في عمان. وفي الواقع، دائمًا ما فضّلت السلطنة معالجة الخلافات من خلال المشاركة، بدلاً من السياسات المندفعة والاستراتيجيات التي تحدّد العلاقات السعودية الإيرانية اليوم.