الوقت- تصاعدت الأصوات المنددة بالمجزرة الجديدة التي ارتكبتها القوات الأمريكية في مدينة الموصل، والتي أدت لسقوط أكثر من 263 ضحية بحسب إحصائية غير نهائية، وسط ودعوات لوضع حد للانتهاكات الأمريكية المتواصلة بحق المدنيين في سوريا والعراق.
وفي اول رد رسمي عراقي، صوّت مجلس محافظة نينوى في جلسة طارئة، على اعتبار الموصل منطقة منكوبة، مطالباً رئيس الحكومة حيدر العبادي بالإشراف المباشر على المعركة لتجنب وقوع مجازر جديدة فيها.
"أبشع جريمة" في القرن الحادي والعشرين بعد سبي وقتل الايزيديين
كما أمر وزير الدفاع العراقي عرفان الحيالي بفتح تحقيق بحادثة القصف على الموصل الجديدة، في حين اعتبرت عضو مجلس النواب عن الاتحاد الوطني الكردستاني ريزان شيخ دلير، أن مقتل مدنيين بالموصل بأنه "أبشع جريمة" في القرن الحادي والعشرين بعد سبي وقتل الايزيديين من قبل "داعش"، مبينة أنها حصلت بسبب قرارات "هوجاء" أمرت بتدمير المكان الذي كانوا يحتمون به، فيما دعت الى محاسبة المقصرين.
من جانبه دعا رئيس مجلس النواب العراقي، سليم الجبوري إلى عقد جلسة برلمانية طارئة يوم الثلاثاء المقبل لبحث "مجزرة" الموصل الجديدة، فيما أعلن التحالف الدولي ضد داعش بقيادة أمريكا وأعلن أنه فتح تحقيقا في التقارير التي تحدثت عن "مجازر" جماعية للسكان المدنيين في الموصل جراء غارات التحالف الجوية في الأسبوع الماضي.
كما طالب كاظم الشمري، رئيس الكتلة النيابية لائتلاف الوطنية بزعامة نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي،بتشكيل لجنة تحقيق مشتركة من التحالف الدولي والحكومة العراقية لكشف ملابسات المجزرة، وأضاف الشمري :"إن الهدف الأساسي الذي كان ينشده الجميع في معركة الموصل هو تقليل الخسائر بين المدنيين والقوات الأمنية"، وتابع أن ما حصل في حي الموصل الجديدة من قصف استهدف المدنيين وأسفر عن مقتل المئات تحت أنقاض المنازل هي مجزرة وكارثة بكل معنى الكلمة.
ايران تندد باستهداف المدنيين في الموصل
وفي سياق متصل، ندد امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني علي شمخاني، بقتل المدنيين الابرياء بذريعة مكافحة الارهاب بانه تحول الى منهج جار للجيش الامريكي في المنطقة، مؤكدا ضرورة البت الفوري في هذا الموضوع في محاكم عادلة.
وقدم شمخاني المواساة للحكومة والشعب العراقي بهذا الحادث المؤسف وقال، ان وضع امريكا العراقيل باستمرار امام الجيش والقوات الشعبية العراقية في مسار عمليات مكافحة الارهاب والدعم المالي والتسليحي والمعلوماتي العلني والخفي من جانب امريكا وحلفائها الاقليميين للجماعات الارهابية سيظل باقيا في الذاكرة التاريخية للشعوب وسيجعل سجل صانعي داعش اكثر سوادا.
وقال امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني، ان اي عمليات عسكرية واستهداف للارهابيين في اراضي العراق وسوريا يجب ان تتم بناء على ترخيص رسمي من هذين البلدين ومن مسؤولية مجلس الامن الدولي تذكير الحكومات التي تعتبر نفسها فوق الامم المتحدة، احترام وحدة الاراضي والسيادة الوطنية للدول.
وكان الجيش الأمريكي اعترف في بيان صادر القيادة المركزية للقوات الأمريكية، التي تقود التحالف الدولي ضد داعش، بأنه فعلا وجه الأسبوع الماضي ضربة جوية إلى منطقة سكنية في "حي الموصل الجديدة" بمدينة الموصل، وأضاف البيان:" إن التقييم الأولي لنتائج الغارات الجوية التي تم تنفيذها من 16 إلى 23 مارس (آذار) يظهر أن التحالف وجه، بطلب من قوات الأمن العراقية، ضربات إلى مسلحي داعش ومعداته العسكرية في المنطقة التي سقط فيها بقصف جوي، حسب التقارير، ضحايا من السكان المدنيين يوم 17 مارس".
مجازر أمريكية عديدة في سوريا والعراق
وبحسب الاحصائيات الرسمية فان المجزرة الامريكية ليست الأولى من نوعها، اذ سبق للجيش الأمريكي ان ارتكب مجازر عديدة في سوريا والعراق بحجة محاربة تنظيم داعش، ومن بين تلك المجازر، استهدف الطائرات الأمريكية مبنى مدرسة البادية بمنطقة المنصورة غرب الرقة، والتي كان يتواجد فيها أكثر من 50 عائلة نازحة من مدينة تدمر وبلدة مهين بريف حمص ومسكنة بريف حلب مما أدى الى استشهاد العشرات.
كذلك قصفت طائرات التحالف الدولي العام الماضي قرية الهيشة شمال مدينة الرقة بنحو 40 كم أدت إلى استشهاد عشرات السوريين بينهم أطفال، بالتزامن مع استهداف بلدة الشعارة بريف دير الزور الشرقي ما أدى الى سقوط ضحايا مدنيين ايضا، بالاضافة الى عشرات المجازر المشابهة في ريف حلب وريف ادلب.
ومن بين أشهر المجازر الامريكية في سوريا، تلك التي نفذتها مقاتلات التحالف الدولي قرب جبل ثردة فى مدينة دير الزور شرق البلاد والتي أسفرت عن استشهاد وإصابة ١٩٠ من قوات الجيش السوري وساهمت بشكل علني بدعم تنظيم داعش الارهابي في المنطقة، وتذرعت واشنطن انذاك بأن الغارات كانت بالخطأ.
كذلك توثق الاحصائيات الرسمية العراقية، استشهاد مئات المدنيين العراقيين بنيران الجيش الأمريكي وتحالفه الستيني الذي شكله بحجة محاربة تنظيم داعش الارهابي، وشكلت الطائرات الامريكية أداة للقتل والتدمير لا تقل عن وحشية عن اجرام تنظيم داعش.
تقول منظمة "إيروورز" غير الحكومية -ومقرها في لندن- في تقرير لها صدر منتصف العام 2015 أن "العدد الإجمالي للأشخاص الذين قضوا بضربات التحالف في سوريا والعراق يتجاوز 1500 قتيل"، ليتضاعف هذا الرقم من ذلك حتّى المجزرة الأخيرة.