الوقت - ارتفعت حدّة التوتّرات على حدود قطاع غزّة. فقد وقعت في الأشهر الأخيرة أكثر من مئة حادث إطلاق نار على الحدود الإسرائيلية مع القطاع، ليس آخرها ما حصل في رفح وخان يونس.
التطورات الجديدة تأتي في أعقاب التدريبات التي أجراها الجيش الإسرائيلي وشارك فيها أكثر من 2000 جندي قرب الحدود مع القطاع، فما الذي يحصل؟
توغل محدود لجرافات الاحتلال شرق خانيونس
توغلت آليات الاحتلال الإسرائيلية صباح اليوم الأربعاء، شرق بلدة القرارة شرق خانيونس جنوب قطاع غزة .
وأفاد موقع فلسطين اليوم أن آليات الاحتلال أطلقت الرصاص صوب أراضي المواطنين، دون التبليغ عن وقوع إصابات، وسط تحليق مكثف لطائرات العدو.
استشهاد شاب.. و"اسرائيل" تبرّر
ويأتي التوغل بعد ساعات من استشهاد فتى فلسطيني وإصابة اثنين آخرين جراء قصف إسرائيلي استهدفهم في ساعة متأخرة ليلة امس للحدود الشرقية من مدينة رفح جنوب القطاع.
وأفاد أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في غزة بأن الطواقم الطبية تمكنت من انتشال الشهيد أبو عاذرة وإصابتين من الحدود الشرقية لمحافظة رفح جنوب قطاع غزة إثر قصف مدفعي إسرائيلي استهدفهم شرق المحافظة، مضيفاً أن الشهيد من سكان مخيم الشابورة بمدينة رفح جنوب القطاع.
وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أن الجيش أعلن في بيان له أنه "خلال الليل اقترب ثلاثة فلسطينيون من السياج جنوب القطاع بطريقة مشبوهة"، مشيراً إلى أنه "وبسبب الخشية من أن يكون الثلاثة قد عملوا على وضع عبوات ناسفة، أُطلقت دبابات قذائف عليهم، وتمّ إصابة أحدهم أثناء محاولته الدخول إلى إسرائيل من قطاع عزة".
القناة الثانية: الحادثة شرق رفح خطيرة والوضع قابل للانفجار مع غزة
من جانبه، وصف المراسل العسكري للتلفزيون الإسرائيلي القناة الثانية، اوري هيلر الحادثة التي وقعت منتصف الليلة الماضية في رفح جنوب القطاع وادت لاستشهاد فتي في الـ18 من عمره بالخطيرة.
وحسب أقواله: هذه المرة الحديث لا يدور عن ثلاثة شبان فلسطينيين أرادوا التسلل "لإسرائيل" عبر السياج بل إن الثلاثة حاولوا زرع عبوات ناسفة، على حد زعمه لذلك قامت القوات بإطلاق قذائف المدفعية نحوهم وقيادة جيش الاحتلال فتحت تحقيقاً في الحادث .
ووفقا للمراسل فالوضع بين "إسرائيل" وقطاع غزة قابل للاشتعال في كل لحظة فالجيش يخشى وقوع عملية مفاجئة كبيرة من قطاع غزة ضد "إسرائيل" مع ذلك فضباط الشاباك وقيادة الجيش الإسرائيليين يقولون بأن المواجهة العسكرية مع قطاع غزة من المبكر الحديث عنها فحماس لا تريد المواجهة حاليا وأصبحت المنظمات السلفية في غزة مشكلة لحماس، على حد زعمهم.
المشهد الجديد بعيون إسرائيلية
السؤال الأبرز اليوم يتعلّق بالحرب المقبلة، وقد حاول موقع "نيوز ون" الإسرائيلي الإجابة على هذا السؤال، قائلاً: حسب تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية، حركة حماس فعليًا أعادت بناء قدرتها العسكرية التي تضررت في الحرب الأخيرة، لكن ليس لديها الآن مصلحة بتصعيد الوضع الأمني على الحدود مع إسرائيل لأسبابها الداخلية. ويضيف التقرير: في الأسابيع الماضية اعتقلت الأجهزة الأمنية لحماس العشرات من السلفيين منهم متورطون في إنتاج صواريخ وإطلاقها والجزء الآخر في مساعدة فرع داعش في سيناء بإقامة بنى تحتية سلفية جهادية في القطاع، وفق تعبيره. حسب أحد التقارير، فان السلفيين يتسللون خلال ساعات الليل للأماكن التي يتم دفن القاذفات بها بالأرض، يجهزونها للإطلاق عن طريق ساعة مؤقتة ويفرون.
الطرفان غير معنيين بتصعيد.. و"اسرائيل" تتراجع
وفي جانب آخر من التقرير يضيف الموقع: في البداية اتخذ الكيان الإسرائيلي سياسة الرد الهجومي مقابل إطلاق أي صاروخ للتنظيمات "المتمردة" وذلك لإجبار حركة حماس لتحمل المسؤولية، لتطبيق سيادتها في قطاع غزة. لكن قبل أسبوع نقلت حركة حماس رسالة تحذير للكيان الإسرائيلي أنها ستغير سياساتها وستتخذ سبل رد جديدة على أي قصف لسلاح الجو الإسرائيلي في القطاع، حسب مبدأ "صاروخ مقابل صاروخ، وموقف مقابل موقف".
وحسب مسؤولين، "اسرائيل" قررت الاعتدال بالرد العسكري على إطلاق الصواريخ التي تطلقها التنظيمات السلفية وذلك لأنها لا تريد تصعيد الوضع الأمني في القطاع. "اسرائيل" أيضًا ليس لديها أي مصلحة الان بالخروج لجولة قتال جديدة في غزة.
ويختم التقرير: وبذلك فإن المصلحة لمنع حرب أخرى في القطاع هي مصلحة مشتركة بالنسبة لإسرائيل ولحماس.