الوقت- تصاعدت حدّة الخلاف في الآونة الأخيرة بين برلين وأنقرة على خلفية اتهامات اردوغان اللاذعة لألمانيا وبعض الدول الأوروبية، لاسيما وأنه شبه سياساتها تجاه المسلمين بالنازية والفاشية الأمر الذي أغضب العواصم الأوروبية وفي مقدمتها برلين.
وجاء الردّ الألماني على تجاوزات أنقرة الكلامية كما عدّتها برلين، من خلال قيام جهاز المخابرات الألمانية الخارجية بنسف رواية أردوغان حول الانقلاب الفاشل الذي شهدته تركيا في يوليو الماضي، حيث تذرّع الرئيس التركي بأن عدوّه اللدود الداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة هو من دبر الإنقلاب.
حيث صرّح رئيس جهاز المخابرات الخارجية الألماني "برونو كال" غير عابئ بعلاقات بلاده المتأرجحة مع تركيا وقال: إن الحكومة الألمانية لا تعتقد أن غولن يقف وراء الانقلاب الفاشل في تركيا في يوليو الماضي.
محاولات أنقرة المجهضة
وفي مقابلة له مع مجلة "دير شبيغل" يوم السبت تابع كال: حاولت تركيا إقناعنا بذلك على كل المستويات، لكنها لم تنجح بعد.
والغريب في الأمر أن "كال" أخرج غولن من قفص اتهامات اردوغان، مشيرا الى أن منظمة الداعية التركي عبارة عن منظمة مدنية تهدف إلى تقديم المزيد من التعاليم الدينية.
وشكّك رئيس المخابرات الخارجية الألماني بصحّة مايزعمه اردوغان بشأن محاولة الإنقلاب في تركيا قائلا: قبل يوم 15 يوليو كانت الحكومة قد بدأت بالفعل عملية تطهير كبيرة، مما جعل أجزاء من الجيش تعتقد أنها يجب أن تقوم بانقلاب على وجه السرعة قبل أن يلحق بهم أيضا هذا التطهير.
وزعم "كال" بشأن التواجد العسكري الروسي بالقرب من بعض الدول الأوروبية، بأنه يمثّل تهديدا لألمانيا وأوروبا، وقال: إن روسيا ضاعفت قوتها القتالية على الحدود الغربية... لا يمكن اعتبار كل ذلك دفاعا في مواجهة الغرب.
وعلى غرار أمريكا حاول كال توريط موسكو بالتدخل في الانتخابات الاتحادية بألمانيا قائلا: إن روسيا يمكن أن تؤثر على الانتخابات الاتحادية المقررة في ألمانيا في 24 سبتمبر. وأضاف: يجب على الأقل أن نتوقع إمكانية حدوث ذلك.
مذكرات الطفل العنيد اردوغان
وفي وقت سابق من هذا العام هاجم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ألمانيا متهما إياها باتباع تصرفات فاشية تذكّر بحقبة النازية، لاسيما بعد إلغاء تجمعين سياسيين يهدفان لحشد تأييد 2ر1 مليون تركي يقيمون في ألمانيا.
وردّ العديد من المسؤولين الألمان على اتهامات اردوغان، وكان في مقدمة الغاضبين من تصريحاته نائبة رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والتي قالت: إن الرئيس التركي يتصرف مثل طفل عنيد يجهل ما يقوم به.
وأما "أندرياس شوير" الأمين العام لحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي المشارك في الائتلاف الحاكم فقد وجّه كلاما لاذعا لأردوغان قال فيه: إردوغان "طاغية البوسفور" وعليه أن يعتذر.
يذكر أن السلطات الألمانية كانت قد سحبت تصاريح تجمعين في مدينتين ألمانيتين منذ أسبوعين كان من المقرر لوزراء أتراك إلقاء كلمات فيهما لحث الأتراك على التصويت بنعم في استفتاء على إصلاحات دستورية الشهر المقبل تمنح إروغان صلاحيات تنفيذية واسعة.