الوقت- أيام قليلة تفصلنا عن دخول العدوان السعودي على اليمن عامه الثالث. العدوان الذي أرادت منه الرياض بوابة للولوج إلى ملفات إقليمية أخرى، كانت تجربة قاسية جدّاً على الرياض التي لا تزال حتى الساعة غارقة في المستنقع اليمني وعلى أكثر من صعيد، عسكري، اقتصادي واجتماعي.
المشهد الميداني يراوح مكانه دون أن تنجح القوات السعودية في تحقيق إنجازات عسكريّة تذكر.
مجزرة جديدة في الحديدة
وفي إطار الاستراتيجية السعودية الجديدة في السيطرة على المنافذ البحرية بعد أن عجزت في الوصول إلى صنعاء عبر شرقها في نهم، عمدت السعودية إلى ارتكاب مجزرة جديدة بحقّ أهالي المدينة بغية تأليبهم على قوات الجيش واللجان الشعبية.
وقد ارتفع عدد شهداء مجزرة طيران العدوان السعودي المروعة بسوق بمديرية الخوخة بمحافظة الحديدة اليوم إلى 22 شهيدا وثمانية جرحى في حصيلة أولية.
وأوضح مصدر محلي بالمحافظة لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن طيران العدوان شن غارة على سوق الدوار بمديرية الخوخة ما أدى إلى استشهاد 22 مواطنا وجرح ثمانية آخرين، مشيرا إلى أن عدد الشهداء مرشح للزيادة جراء الإصابات البالغة.
وأشار المصدر إلى أن طيران العدوان حلق بكثافة بعد قصف السوق لمنع المسعفين من إنقاذ الجرحى مما زاد من عدد الشهداء.
وأدان المصدر بشدة إمعان تحالف العدوان في استهداف المواطنين والمنازل والأسواق في ظل صمت دولي مخجل ومعيب.. مؤكدا أن هذه المجزرة المروعة وصمة عار في جبين الإنسانية.
وفي أوّل ردود الأفعال على المجزرة، أدانت إيران، اليوم السبت 11 مارس/آذار، "الهجمات السعودية على المناطق السكنية والأهداف غير العسكرية في اليمن".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، في تصريحات للصحفيين إن طهران تدين القصف السعودي، الذي استهدف سوقا شعبية في مدينة الحديدة غربي اليمن، والذي أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين.
انفجار زورق بحري بالمخا في تعز
ميدانياً أيضاً، انفجر زورق بحري تابع لقوى العدوان السعودي جراء اصطدامه بلغم بحري على الساحل الغربي للمخا بمحافظة تعز.
وأفاد مصدر عسكري أن أحد الزوارق البحرية التابعة لقوى العدوان ومرتزقته تعرض للاصطدام مساء أمس بلغم بحري على الساحل الغربي للمخا ما أدى إلى انفجاره وإصابة وفقد من كانوا على متنه.
القوّات اليمنيّة تشتبك لأول مرة مع القوات القطرية والكويتية
على صعيد متّصل، حصلت ليلة الأمس لأول مرة منذ بدء العدوان على اليمن اشتباكات مباشرة بين قوّات الجيش واللجان الشعبيّة من جهة، وقوّات عسكرية قطرية وكويتية من جهة أخرى على مناطق حدودية سعودية.
وقالت مصادر عسكرية ان اشتباكات حصلت بين قوات عسكرية قطرية وكويتية مع قوّات الجيش واللجان الشعبيّة الليلة الماضية محاولة في قرب مركز سقام الحدودي بقطاع نجران.
تحذير أممي من موجة نزوح باليمن
من جانبه، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق إن العمليات القتالية في غرب ووسط اليمن أدت إلى نزوح أكثر من 62 ألف شخص في الأسابيع الستة الماضية. وأضاف فرحان في تصريح له أن معظم هؤلاء لجؤوا إلى المرافق العامة والمنشآت الصحية بينما اضطر آخرون للبقاء في العراء.
ونزح أكثر من مليون يمني منذ بدء العدوان على اليمن عام 2015، ويعيش النازحون وضعا سيئا ومعاناة كبيرة، خاصة كبار السن والأطفال.
كلام فرحان يأتي بعد أيام قليله على ما قاله الرئيس اليمني المستقيل والداعم للعدوان على شعبه، عبد ربه منصور هادي الذي أعلن الثلاثاء الماضي أن اليمن يمر بكوارث إنسانية هي من بين الأعقد في العالم. وأضاف:إن اليمن بات اليوم يواجه انتشار الأمراض والأوبئة والمجاعة، وتراجع مؤشرات التنمية الاقتصادية والاجتماعية بشكل مرعب، وارتفاع معدل الجريمة و"الإرهاب".
السعودية تستجدي دعم الكويت… واقتصادها على سكة الانهيار
لم تقتصر نتائج العجز الميداني السعودي على الميدان العسكري، بل تعدّته وبشكل أكبر إلى الميدان الاقتصادي. فقد قالت صحيفة "رأي اليوم" إن الاقتصاد السعودي بات على شفير الهاوية، مستدلة بذلك على زيارة الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز الأخيرة إلى الكويت لاستجداء الدعم في الحرب التي تشنها المملكة على اليمن.
وقالت الصحيفة إن الملك السعودي قال: " لولا الظروف الصعبة التي تمر بها السعودية لما طلبت السعودية مساعدات مالية من الكويت ". وأوضحت الصحيفة التي تتخذ من لندن مقرّاً لها أنه وفق مجلة "فورين بوليسي" فإن كلفة الحرب على اليمن تجاوزت 725 مليار دولار، كما أن السعودية دفعت أكثر من 2.8 مليار جنيه إسترليني على شراء الأسلحة من بريطانيا وحدها.
وسبق للخبير الإقتصادي والرئيس التنفيذي لصناديق التحوط زاك شرايبر أنّ حذر من كارثة مالية وشيكة في السعودية، وتوقع أنّ أمام المملكة عامان أو ثلاثة قبل أن ترتطم بالجدار وتواجه إفلاساً هيكلياً وشيكاً ،وهو ما تقاطع مع توقعات الخبراء الإقتصاديين السعوديين الذين توقعوا إنهياراً حتمياً للإقتصاد السعودي خلال السنوات المقبلة القادمة .
يذكر أن العجز السعودي قد دفع بمفتي المملكة عبدالعزيز آل الشيخ لدعوة الشركات الخاصة والمصارف والمؤسسات التجارية إلى التبرع بالمال، من أجل دعم عائلات الجنود السعوديين.