الوقت- من جديدة ارتفعت حدة التوتر بين حركة أحرار الشام وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) على خلفية سيطرة الأخيرة على معمل الغزل في ادلب وحدوث انشقاقات في قيادة الصف الأول بالحركة وانضمامها للنصرة، بالرغم أن هذه التوترات لم تصل الى مرحلة المواجهة العسكرية الكبيرة كما حصل سابقاً.
وقالت تنسيقيات المسلحين إن "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا- فرع تنظيم القاعدة في سوريا) هاجمت معمل الغزل (معمل للتصنيع العسكري) الذي تسيطر عليه "حركة أحرار الشام" في محيط مدينة ادلب واستولت عليه من دون وقوع اشتباكات، وذكرت التنسيقيات أن الذي قاد الهجوم هو أحد المسؤولين السابقين في "أحرار الشام" ويدعى "أبو عمر شريف"، الذي أعلن انشقاقه عن الحركة وانضمامه لـ"جبهة تحرير الشام"، السبت الماضي، بعد أن سلّم مستودعات ومعمل الغزل في مدينة إدلب للأخيرة.
من جانبه قال قيادي بارز في حركة أحرار الشام، بحسب موقع "عربي21"، انشقاق أبو عمر شريف، وقال، رافضا الكشف عن هويته، إن الشريف انشق مع عدد من عناصره، بعد أن سلم معمل الغزل لتحرير الشام بما فيه من آليات عسكرية وذخائر وبعض المواد الغذائية، وأوضح أنه بعد أن توجه عشرات المقاتلين من الحركة لاسترداده، تدخل شرعيو تحرير الشام وأحرار الشام، ودعوا إلى محكمة شرعية للفصل في الأمر، لكنه أكد أن التوتر ما زال مستمرا، وأن أحرار الشام مصممة على استرداده.
وبحسب مصادر ميدانية، فقد سبّب هذا الانشقاق توترا داخل مدينة إدلب، بعد أن حشدت أحرار الشام عشرات المقاتلين، وتوجهوا لمعمل الغزل، شرقي مدينة إدلب لاسترداده من "تحرير الشام"، التي وضعته تحت وصايتها، ونشرت عشرات المقاتلين المدججين بالسلاح على بوابته لحمايته.
وكانت حركة أحرار الشام سيطرت على معمل الغزل مع بدء عملية طرد قوات النظام السوري من مدينة إدلب في أواخر آذار/ مارس 2015.
سياسة ضبط النفس التي تمارسها حركة أحرار الشام مع النصرة لم تقتصر داخل مدينة ادلب، اذ هاجمت جبهة النصرة " هيئة تحرير الشام" معبر باب الهوى في ريف إدلب الشمالي الخاضع لسيطرة حركة أحرار الشام، دون أن تقوم الأخيرة بأي رد، قبل أن تنسحب جبهة النصرة بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية لمسلحي "حركة أحرار الشام" إلى تلك المنطقة، وتحدثت تنسيقيات المسلحين في المنطقة أن بعض سكان المنطقة منعوا أرتالاً لـ “هيئة تحرير الشام” من الاشتباك مع مسلحي “الحركة” عند المعبر.
الى ذلك لم تفلح الوساطة بين الطرفين في بلدة "زردنا" بريف إدلب الشمالي الشرقي، اذ اندلعت اشتباكات عنيفة هيئة تحرير الشام"و"حركة أحرار الشام" استخدمت فيها الرشاشات الثقيلة من دون معرفة أسباب الاشتباك، فيما رجح مراقبون أن تكون تلك الاحتجاجات رداً على الاعتداءات المتكررة لعناصر هيئة تحرير الشام وعلى أكثر من محور داخل مدينة ادلب وفي ريفها.
وتعد جذور الخلاف بين الطرفين قديمة، وتتهم جبهة النصرة، حركة أحرار الشام بأنها عميلة لأمريكا، وكشفت عن قيام قياديين في الحركة بتسليم الجانب التركي ومنه الى الجانب الأمريكي نقاط وخرائط مراكز قيادة الجبهة حيث قامت الطائرات الأميركية مؤخرا بتنفيذ غارات على ادلب وريفها تمكنت خلالها من تصفية قادة من الصف الأول في النصرة
وفي أواخر العام 2015، و بعد إعلان "جند الأقصى" في تشرين الأول 2016 انضمامه لـ"فتح الشام" بعد خلاف واقتتال مع "أحرار الشام، سطع نجم الخلافات بين الطرفين مجددا في ظل تبادل الإتهامات بين العمالة وحرب التصفية، الأمر الذي أدى إلى معارك جديدة بين الجانبين.
كذلك بدأت تطفو الاختلافات على السطح رويداً رويداً خاصة بعد سقوط مدينة ادلب بيد الجماعات المسلحة وخروج الجيش السوري منها، ولكن وتيرة التصعيد ارتفعت حدتها بشكل غير مسبوق منذ مطلع العام الحالي بعد أن أعلنت عدة فصائل مقاتلة في إدلب تنضوي تحت لواء "أحرار الشام" والدعوة الى النفير قتال جبهة النصرة، حيث أعلنت تنظيمات مسلحة بينها "ألوية صقور الشام، جيش الإسلام، كتائب ثوار الشام، الجبهة الشامية، جيش المجاهدين، تجمع فاستم كما أمرت" الانضمام والاندماج في صفوف جبهة أحرار الشام الإسلامية. وجاء في بيان مشترك "أي اعتداء على أبناء الحركة المنضمين لها أو مقراتها أو بمثابة إعلان قتال لن تتوانى حركة أحرار الشام في التصدي له وإيقافه مهما تطلب من قوة، وما كادت تلك الفصائل المسلحة تنتهي من بيان "الاندماج" حتى سارعت جبهة النصرة الى التحرك ضد مواقع جبهة أحرار الشام الإسلامية والفصائل الجديدة المنضوية تحتها في مدينة ادلب وريفها.
وبالتزامن مع الحديث عن مؤتمر استانة وجنيف 4 وموقف المجتمع الدولي من النصرة التي يعتبرها منظمة ارهابية ويجب محاربتها، اعتبرت "هيئة تحرير الشام" أن قبول الأطراف المسلحة بالجلوس على طاولة المفاوضات يعد مثابة اعلان الحرب عليها، وعلى اثر ذلك استولت جبهة النصرة على مقر جبهة أحرار الشام في إدلب وفي ريف حلب الشمالي، كذلك استولت على مستودعات أسلحة أحرار الشام" وفق ما أعلن تنظيم أحرار الشام، حتى بدأت التوترات بين التنظيمين.