الوقت - في حوار خاص مع المحلل السياسي وعضو مجلس الشعب السوري "شريف شحادة "تحدثنا حول حقيقة الأحداث والمستجدات في مدينة "منبج" وحول التطورات المتوقعة بين القوى المتصارعة في ريف حلب الشرقي. كما تطرقنا لمواقف الأكراد وخطط أردوغان على الصعيدين العسكري والسياسي وطرق مواجهتها، فكان لنا الحوار التالي..
الوقت: أعلن البنتاغون أنّ الحكومة السورية وحليفتها روسيا، ترسلان "قوافل إنسانية" تشمل سيارات مصفحة إلى مدينة منبج الواقعة في شمال سوريا، ومن جهة أخرى ذكرت بعض المواقع خبر تعزيز أمريكا لقواتها العسكرية في منبج ماهو تعليقك على هذا الموضوع؟
شريف شحادة: منبج هي جزء من الأراضي السورية ويحق لسوريا وحدها التواجد والسيطرة على كل أراضيها ولكن أمريكا وتركيا هما محتلان ولايحق لهما التواجد على الأراضي السورية دون إذن من الحكومة السورية. ومن لاينسق مع الحكومة السورية نحن نعتبره قوة إحتلال؛ أمريكياً كان أم تركياً أم غير ذلك. ولهذا حتى هذه اللحظة هناك تنسيق روسي سوري حول موضوع منبج، وإنّ إرسال المساعدات والمعونات لمنبج يؤكد أن سوريا هي صاحبة القرار وأن سوريا وبالتنسيق مع روسيا تريد أن تُبقي هذه الأرض تحت سيطرة الحكومة السورية. كما أنّ هناك وكالات تذكر بأنّ هناك قوات وتعزيزات أمريكية تُرسل إلى منبج وسمعنا أيضاً أنّ هناك تنسيق أمريكي تركي في هذا الموضوع ويبدو أنّ أمريكا ترسل تعزيزات لتكون حاضرة في حال حدوث أي مستجدات فيما بعد، وهذا ماتؤكده التصريحات الأمريكية وجزء من الوقائع على الأرض.
الوقت: بعد تهديد أنقرة يوم الخميس بضرب المقاتلين الأكراد في حال عدم الانسحاب من منبج، سلّم الأكراد القرى الغربية في ريف منبج للجيش السوري ليحول بينهم وبين قوات المعارضة المدعومة تركياً في مدينة الباب. كيف ترى هذا الحادث؟
شريف شحادة: يوجد هناك تنسيق كردي سوري في منبج والإخوة الأكراد هم جزء من النسيج الإجتماعي السوري ويمكن أن ينسقوا مع الحكومة السورية للوصول إلى حلول ترضي الجميع. بینما لا یوجد تنسيق سوري تركي على الإطلاق ونحن نعتبر تركيا محتلة وغاصبة والتنسيق يجب أن يكون مع الحكومة السورية فقط وكل تنسيق دون ذلك مرفوض من قبلنا.. وفي المحصلة ليس للإخوة الأكراد إلّا الحكومة السورية وهي حكومتهم وبالتالي يجب أن ينسقوا ويتعاونوا معها. خاصة أنّ الأكراد قد تعلموا دروساً من معاملتهم مع الأتراك وقد طعنهم الأتراك في الظهر مراراً وتكراراً ولايمكن لهم أن يثقوا بالتركي بعد اليوم.
الوقت: هل هناك احتمال وقوع مواجهة عسكرية مباشرة بين الجيش السوري و فصائل ما يسمى"درع الفرات" المدعومة من تركيا؟
شريف شحادة: لا أعتقد أنها ستحدث هناك مواجهة لأنّ روسيا تضبط إيقاع الأتراك وتحد من تدخلهم في سوريا. ولكن إذا حصل أي اعتداء على سوريا فسيتصدى الجيش السوري مع الحلفاء لهذا الإعتداء ويردعونه.
الوقت: ماهي خطوات تركيا القادمة بعد التقاء الجيش السوري مع الأكراد في ريف حلب الشمالي وتحديداً في منبج؟
شريف شحادة: لا أحد يستطيع التكهن بخطوات أردوغان لأنها خطوات غير مدروسة ومجنونة وكل الإحتمالات موجودة وواردة. لذلك لابدّ أن نراقب كلّ الأوضاع. يعني حتى هذه اللحظة غير ظاهر للعيان مايمكن أن تفعله تركيا. وأقول لكم أنّ أردوغان يجر تركيا إلى مآسي ومصائب كبيرة وخطيرة. كما أنّ تحرير وسيطرة الجيش السوري على محيط مدينة الباب والقرى المجاورة له يعني انتهاء الحلم الأردوغاني بالوصول إلى الرقة وغرق الأتراك الجدد بالوحل السوري، وبهذا تم فضح حجة أردوغان بالتدخل بالأراضي والمناطق السورية والآن لاحجة له للتدخل والعدوان. وأعتقد أنه وتحت الضغوطات الروسية قد يكون هناك انسحاب تركي من الأراضي السورية.
إعداد: عبدالسلام تقي