الوقت- إنها حقا الزيارة التي يمكن أن نسميها
بالتاريخية، تلك هي الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني "شي جينبينغ" الی
إسلام آباد يوم أمس، حيث كانت أول زيارة لرئيس صيني لباكستان منذ 9 أعوام، ومن المفترض
أن تؤدي هذه الزیارة الی نمو غیر مسبوق لدی اقتصاد کلی البلدین. ويبني الباكستانيون
والصينيون آمالاً واسعة علی زيارة الرئيس الصيني لإسلام آباد، خاصة في مجالات التعاون
الإقتصادية والأمنية، حيث وقع مسؤولون من البلدين قبل يومين 50 اتفاقاً مبدئياً لتطوير
مشاريع عملاقة في مجال الطاقة والبنی التحتیة تصل كلفتها الی 46 مليار دولار أمریکي،
ضمن مشروعٍ اقتصادي كبيرا يعرف بـ"الممر الاقتصادي". حيث يربط الصين بالشرق
ويشمل كذلك باكستان.
وصرح الرئيس الصيني خلال كلمة له في البرلمان الباكستاني
يوم أمس امام نواب البرلمان وكبار جنرالات الجيش الباكستاني، أنه "أمام باكستان
فرصة تاريخية للتطور"، مؤكداً علی مكانة الصداقة التي تربط البلدين الذين تعود
علاقاتهما الديبلوماسية الی خمسينات القرن المنصرم. وتسعی الصين من خلال هذه المشاريع
الاقتصادية العملاقة مع اسلام آباد توسيع تجارتها الخارجية ونفوذها في آسيا الوسطى
وجنوب غرب آسيا بالإضافة الی تسهيل وصولها الی موارد الطاقة خاصةً النفط في الشرق الأوسط
وتقليل اعتمادها علی النقل البحري. وتجری جميع هذه المشاريع الإقتصادية ضمن مشروع الممر
الاقتصادي الذي يربط غرب الصين بميناء جوادور الباكستاني الواقع علی بحرالعرب. وتشمل
الصفقة الاقتصادية الصينية الباكستانية التي بلغت 46 مليار دولار، شبكة من الطرق ومواصلات
سكك الحديد ومشروعات في مجال الطاقة، إضافةً الی تزويد شبكة الكهرباء الباكستانية بـ
10.400 ميجاوات من خلال الفحم ومشاريع الطاقة النووية المتجددة. وقال الرئيس الصيني
بأن "إحدى النقاط التي تحدّد علاقاتنا هي الثقة السياسية العميقة المتبادلة التي
تجعلنا نضع أنفسنا في موقع الآخر عندما يتعلق الأمر بمواجهة تحديات مهمة". وكان
شي صرح خلال لقاء له سبق زیارته لباکستان مع صحيفة لهذا البلد: "ستكون هذه زيارتي
الأولى لباكستان، لكني أشعر أنني سأزور منزل أخي".
لکن في المقابل تثير هذه الزيارة مخاوف أميركا والهند
بشكل كبير. خاصة بعد إصدار الجانبين الباكستاني والصيني، بياناً مشتركاً عن الزيارة،
أكدا فيه علی إنشاء تحالف وشراكة استراتيجية بين البلدين في كل الظروف وعلی جميع الأصعدة.
وتشمل الإتفاقات الموقعة تزويد الصين باكستان ثماني غواصات حديثة تصل قيمتها إلى خمسة
مليارات دولار وهذا ما سيكون مصدر قلق عسكري للهند التي توجد لها خصومة كبيرة مع جارتها
المسلمة باكستان. وحاول الرئيس الصيني من خلال لقائه مع قادة الأحزاب والكتل البرلمانية
الباكستانية الموالیة للحكومة والمعارضة القول بأن الصين لا تفرق بين الباكستانيین،
وأنها تقف علی مسافة واحدة منهم جميعاً. فقد حظی "شي جينبينغ" باستقبال كل
من الرئيس الباكستاني ممنون حسين ورئيس الوزراء نواز شريف وقادة الجيش والبحرية وسلاح
الجو الباكستاني وأعضاء الحكومة المركزية في قاعدة نور خان الجوية الواقعة بالقرب من
إسلام آباد.
كما اكدت مصادر باكستانية الی احتمال مشاركة الصين
في مشروع إكمال خط انابيب نقل الغاز الإيراني الی باكستان في ظروف من المحتمل أن تنتهي
فيها العقوبات الإقتصادية علی إيران. في ظل توقيق اتفاقٍ نوويٍ بين طهران ومجموعة دول
5+1 خلال الفترة القريبة القادمة. لكن من جهة اخری لازالت بعض المخاوف من أن تواجه
خطط الصين الاقتصادية في باكستان معارضة من قبل المتمردين الإنفصالیين في اقليم بلوشستان
الباكستاني، والذين يستمرون في صراعهم مع الحكومة المركزية الباكستانية بسبب مطالبتهم
بالإنفصال عن إسلام آباد. ومن المحتمل في حال سريان التعاون الإقتصادي بين إسلام آباد
وبكين وفقاً للخطط المشار الیها، فإن الإقتصاد الباكستاني سيشهد قفزة نوعیة غير مسبوقة
علی شتی المجالات، تؤدي الی زيادة نسبة الدخل القومي الباكستاني وتقليص نسبة البطالة
في البلاد.
وفي العقود الماضیة ساعدت الصین باكستان
في بناء ترسانتها النووية، كما أن إسلام آباد وبكين كلاهما دخلا حربا ضد الهند وظلت
الصين داعماً عسكرياً لإسلام آباد خلال العقود الماضية. وستمكن هذه المشاريع الاقتصادية
بين باكستان والصين، الأخيرة من أن تطرح نفسها كقوة اقتصادية عظمی في العالم أكثر من
أي زمن مضی. لكن في المقابل من المحتمل أن نری تعاوناً اوسع من قبل الهند وواشنطن خلال
الفترة القادمة للرد علی تعاون باكستان والصين. لكن هذا لا يعني أن حركة قطار الإقتصاد
الصيني ستواجه مشكلة، بل إنه وفي الحقيقة، بدأ العالم يلمس وبوضوح، مشاركة الصين الواسعة
في المجال الاقتصادي العالمي خاصة في منطقة الشرق الاوسط.
التكفيري الذي ما زال يُدرس في مدارسهم وجامعاتهم ومساجدهم. كما أصبح جلياً أيضاً المشروع الأمريكي الاسرائيلي الكبير الذي يطبخ للمنطقة، وما جريمة اعدام العمال الأثيوبيين و قبلهم الأقباط المصريين و غيرها من المجازر التي ارتكبت من قبل تنظيم داعش الإرهابي وحركة الشباب وبوكو حلرام وجبهة النصرة، الا وقود لإتمام طبخة السم تلك، التي إن نضجت فإن أول من سيتذوقها هم حكام الدول الذين ساعدوا في طبخها.