الوقت- قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية في مقال للكاتبة "روزا بروكس" بطريقة تهكمية حول تصرفات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه ينبغي على الجميع تذكر تلك الأوهام قبل أن نتفاءل. حيث إنه وبمجرد كونه الرئيس، فهو متأكد من أنه على حق في الانسحاب من كل تلك المعاهدات، وبمجرد كونه الرئيس، فمن المؤكد أنه سوف يفهم أنه بحاجة للوقف العشوائي للشتائم، وبمجرد كونه الرئيس، فسيكون لديه جانب ظاهر للتبجح السخيف حول بناء جدار على طول الحدود المكسيكية، ولايزال هناك الكثير من الإجراءات التي تقع على عاتق هذا الرئيس.
وتابعت المجلة بالقول إن النتيجة حتى الآن هي أن رئيس الصين حذّر من حروب تجارية وأعلن أن بكين سوف تتولى مهمة الدفاع عن العولمة والتجارة الحرّة ضدّ التصرفات الأمريكية، بينما ألغى رئيس المكسيك زيارة رسمية إلى واشنطن، وقال الزعيم المكسيكي البارز بأن الجدار الحدودي المقترح من قبل ترامب "يمكن أن يأخذنا إلى الحرب - وليست حرباً تجارية"، فالقادة الكبار في حزب ترامب نفسه يستنكرون مزاعم الرئيس وسط خطط لإعادة فتح وكالة المخابرات المركزية "المواقع السوداء"، فكانت ردّة الفعل الدبلوماسية الأولى هي من داخل البيت الأبيض من قبل فريق الإدارة العليا في وزارة الخارجية الأمريكية الذي استقال من منصبه.
وحول شعبية الرئيس الأمريكي قالت المجلة: إنه وفي الوقت نفسه، فإن شعبية ترامب هي أقل شعبية حظي بها أي رئيس أمريكي منذ تاريخ الاقتراع، حيث يتمتع دونالد ترامب فقط بـ 36 في المئة من تأييد الأمريكيين حتى الآن، وحوالي 80 في المئة من المواطنين البريطانيين يعتقدون أن ترامب هو "رئيس سيء" بامتياز، مع 77 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع في فرنسا و 78 في المئة في ألمانيا يرفضون ترامب وتصرفاته.
وتساءلت المجلة بالقول: وهكذا فإن السؤال الذي يجب طرحه هو كالتالي: هل نحن حقاً عالقون مع دونالد ترامب؟
وأجابت المجلة بالقول هذا يعتمد بالتأكيد أساساً على وجود أربع طرق للتخلص من ترامب وهي:
الانتظار....
أولاً وبطبيعة الحال، يمكن للعالم الانتظار بصبر حتى نوفمبر تشرين الثاني من عام 2020، وعند هذه النقطة، سوف يقوم الناخبون الأمريكيون الذين من المفترض أن يعودوا لرشدهم ويكونوا على استعداد لاختيار رئيس جديد.
الإقالة
لكن وبعد الأسبوع الأول الكارثي هذا، أصبحت أربع سنوات وقتاً طويلاً من الانتظار، وهذا يقودنا إلى الخيار الثاني: الإقالة، و بموجب الدستور الأمريكي، يمكن لأغلبية بسيطة في مجلس النواب أن تصوّت على سحب الثقة من ترامب بتهمة "الخيانة، الرشوة، أو الجرائم الكبرى أو الجنح" إذا أدين من قبل مجلس الشيوخ على ثلثي الأصوات، يمكن إقالة ترامب من منصبه، حيث يشير استطلاع جديد للرأي أنه وبعد أسبوع واحد فإن أكثر من ثلث الأمريكيين حريصون على رؤية ترامب معزولاً بالفعل، ولكن اتهام ترامب يبدو وكأنه حل جيد، والخبر السار هو أن الكونغرس لا يحتاج إلى دليل قاطع على الخيانة الفعلية أو القتل بغية المضي قدماً في هذا الاتهام، لكن الأخبار السيئة هي أن الجمهوريين يسيطرون على مجلس النواب ومجلس الشيوخ، ما يجعل الاتهام غير مرجح سياسياً ما لم يستعد الديمقراطيون الكونغرس، وهذا لا يمكن أن يحدث حتى انتخابات عام 2018.
وعلى أي حال، فإن قضايا الاتهام النيابي تستغرق وقتاً طويلاً، أشهراً... إن لم يكن أكثر، ولكن عندما يكون لديك مجنون بالسيطرة على الرموز النووية يمكن اتخاذ قرار أسرع، فإنه وحتى أشهر قليلة يبدو وكأنه يوجد هناك فترة طويلة خطيرة للانتظار، فكم من الوقت سوف يستغرق قبل أن يتم توجيه عبارة "انت مفصول" لترامب.
طموحات نائب الرئيس مايك بنس
أما الخيار الثالث المتاح هو التخلص من ترامب، نداء إلى طموحات نائب الرئيس مايك بنس وبالتأكيد بنس يريد أن يكون هو الرئيس في يوم من الأيام، أليس كذلك؟ بنس ليس بالضبط معتدلاً سياسياً، بل إنه كان معادياً لحقوق المثليين، وهذا يعتبر عتبة جديدة للمعقولية في السياسة الأمريكية، أي أنه "ليس مجنوناً بشكل كامل".
الانقلاب العسكري
أما الحل الرابع هو الانقلاب عسكري، أو على الأقل رفض القادة العسكريين أن يطيعوا أوامر معينة لترامب، حيث إن مبدأ السيطرة المدنية على الجيش موجود بعمق من قبل القوات الأمريكية، التي تفتخر بكفاءاتها غير الحزبية، فقد وقعت خلال السنوات الأولى من إدارة جورج بوش، على سبيل المثال، احتجاجات رسمية من قبل محامين كبار عسكريين في البلاد عندما اعترض القادة العسكريون على تكتيكات مثل الإيهام بالغرق الذي يستخدم في التعذيب، ولكن إدارة بوش تجاهلت ببساطة الجيش، وحصلت وكالة المخابرات المركزية ومقاولون من القطاع الخاص على ترخيص للقيام بعملهم القذر.
واختتمت المجلة بالقول إنه من المستحيل بطبيعة الحال، أن يوجد احتمال لاستجابة القادة العسكريين الأمريكيين لأمر رئاسي مخيف، ولكن احتمال الطاعة العسكرية لأمر مجنون هو مستبعد أيضاً، وق
بل كل شيء، أقسم ضباط الجيش على حماية الدستور الأمريكي والدفاع عنه وليس الدفاع عن الرئيس، وللمرة الأولى في حياتي، أستطيع أن أتخيل سيناريوهات محتملة يوجد فيها كبار المسؤولين العسكريين الذين قد يقولون ببساطة للرئيس: "لا يا سيدي. نحن لا نفعل ذلك ".