الوقت- قال الكاتب الشهير روبرت فيسك في مقال له نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية اليوم الاحد أن الاجراء الاخير الذي قام به ترامب بحظر دخول المسلمين قد يكون مجرد حركة لخدمة مصالح ذاتية فقط من الرئيس الجديد.
وقال الكاتب بحسب ما نقلت عنه الاندبندنت انه لا يوجد اية أعذار اليوم لمثل هذه الكلمات القذرة، لكن الاجراء الاخير الذي قام به ترامب لا يمكن الالتفاف حوله، ولايمكن أن نسميه اليوم الا بالنازية، بالفاشية، بالعنصرية، بالانغلاق غير الأخلاقي والقاسي، والأخطر من هذا كله أن ما قام به ترامب يعتبر سابقة شريرة.
وتابع الكاتب بالقول بالطبع إن ترامب لا يمارس هذه العبارات البذيئة على المهاجرين اليهود، لأنها ستكون فاحشة، من وجهة نظره، ففي الوقت التي أدانت فيه أمريكا دائما الدول الطائفية، لكن الآن ترامب أعلن أنه يوافق على الطائفية وبشكل علني، فأنا أعتقد أننا يمكن أن نتوقع من جميع السفارات الامريكية في العالم أنه يوجد لديها ثلاثة طوابير لطالبي التأشيرات، واحد للمسلمين، وواحد للمسيحيين، وثالث كتب عليه "أخرى"، حيث ان معظمنا سوف يقف في هذا الخط، وبذلك، فإننا تلقائيا قمنا بإعطاء الموافقة على هذا النظام الجائر التي شنه ترامب والتي يشرع الطائفية.
وتابع فيسك في قرائته للقرار الذي أصدره ترامب بالقول ليس هناك فائدة في إضاعة الوقت على ما هو واضح، إن أمريكا قصفت بشكل مباشر أو غير مباشر جميع التكهنات حيث أنه لا يوجد شيء يمكن الحصول عليه من خلال التأكيد على أن عدد من الدول التي شاركت في الجرائم الدولية ضد الإنسانية في 11/9 بحق المواطنين الامريكيين وهي السعودية هي غير موجودة قي قائمة ترامب، فالنسبة للسعوديين يجب أن يكون ترامب محبوبا، متودداً أكثر، طبعا هذا مع العلم أن السعودية تقطع الرؤوس وتضخ الاموال عن طريق مواطنيها للقتلة في تنظيم "داعش" .
وقال فيسك لا يهدف القرار الخاص بترامب سوى إستهداف اللاجئين والفقراء، والجماهير المحتشدة التي تتوق للتنفس مجانا، وهم المسلمون، وليس المسيحيين، كيف يمكن أن تصمد امريكا أكثر من أي وقت مضى أمام "اختبار القيم"؟ وما هي "القيم" هل هي أمريكا على أي حال؟ على ما يبدو إن ترامب موافق على مهاجمة الدول ذات السيادة، حيث إنه لا بأس من استخدام الطائرات بدون طيار للاعتداء على الرجال والنساء في بلدان أخرى، ولا بأس إذا قام حلفائكم بسرقة الأرض من الآخرين، ولا بأس أيضاً إذا كنت تدعم الديكتاتوريات العربية التي تؤدي إلى إضعاف وتنفيذ واغتصاب السجناء المحتجزين لديهم، طالما أنهم "حلفاء" للولايات المتحدة الأمريكية، فما يزال ترامب موافق على المسار السريع بمنح تأشيرات للسعودية حتى ولو كانوا أعضاء في الطائفة الوهابية الأكثر ارهاباً في العالم، والتي تشمل عضوية حركة طالبان وتنظيم القاعدة، وتنظيم "داعش".
واختتم الكاتب مقاله بالقول أنه كان ينبغي على أمريكا من الآن فصاعدا حماية نفسها من "المتطرفين الإسلاميين" وإذا كانت أمريكا تعبر نفسها بأنها هي شريان الحياة الاقتصادي فإنه لن يكون لدينا من الان فصاعداً شريان للحياة الأخلاقية للمهاجرين، حيث أنه وبالتأكيد، انها فترة طويلة منذ الحرب العالمية الثانية، ولكن بعد ذلك، ما فعلته امريكا يشابه شر هتلر، حيث منع اللاجئين اليهود من القدوم إلى أمريكا.
يذكر أن السياسة الخارجية التي يتبعها ترامب تحيط بها الكثير من إشارات الاستفهام حيث إنه وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" فقد قدم المسؤول الثاني بوزارة الخارجية الأمريكية باتريك كاندي و3 موظفين آخرين بالوزارة استقالتهم بسبب عدم موافقتهم على سياسة الرئيس دونالد ترامب الخارجية، حيث جاء في تقرير نشرته "واشنطن بوست" على موقعها الإلكتروني إن أبرز المستقيلين هم باتريك كاندي الرجل الثاني في الوزارة الى جانب جويس بار، وميشل بوند وجانتري سميث، وهم من أكبر الموظفين في الوزارة نظرا لخبرتهم الكبيرة، ويشار إلى أن مجموعة كاملة من كبار الموظفين بوزارة الخارجية الأمريكية سيغادرون الوزارة حين يتولاها ريكس تليرسون، حيث أتت هذه الاستقالات الجديدة بعد موجة استقالات كبيرة شهدتها الوزارة منذ فوز الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية الأخيرة ما سيصعب المهمة على دونالد ترامب بالتعامل مع الملف الخارجي، وفقا للصحيفة الأمريكية.