الوقت - أثارت زيارة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير خارجية الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح إلى إيران جملة من التساؤلات بشأن أهداف هذه الزيارة وتوقيتها، والرسائل التي تحملها سواء على مستوى العلاقات بين البلدين أو بين إيران وباقي دول مجلس التعاون خصوصاً مع السعودية.
فقد أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجیة الایرانیة "بهرام قاسمي" بأن الشیخ صباح خالد الصباح یحمل رسالة من أمیر الكویت الشیخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى الرئیس الإيراني حسن روحاني.
وقال قاسمي في تصریح صحفي إن الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة والكویت كدولتین جارتین تجمعهما الكثیر من المشتركات، وقد كانتا ومازالتا على اتصال وتعامل وتشاور مستمر.
وتابع قاسمي، إنه من المقرر أیضاً خلال هذه الزیارة فضلاً عن بحث القضایا والعلاقات الثنائیة، البحث وتبادل وجهات النظر حول أحدث تطورات المنطقة والقضایا الدولیة، فيما تحدّثت أوساط إعلامية إيرانية عن وساطة كويتية يقوم بها الوزير الصباح بين طهران والرياض خلال زيارته الحالية.
وكان السفير الإيراني لدى الكويت "علي رضا عنايتي" قد أوضح وقت سابق بإن زيارة وزير خارجية الكويت إلى طهران هي الأولى بعد عامين واصفاً إياها بالمهمة للغاية، وبيّن أنه سيتم خلال الزيارة التشاور بين البلدين حول مجموعة من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية.
وشدد السفير الإيراني بالكويت على أن زيارة الشيخ صباح الخالد الصباح بحد ذاتها مهمة لتطوير وتعزيز العلاقات بين البلدين وستفتح الطريق للتعاون المشترك مع جميع دول مجلس التعاون.
وكان نائب وزير خارجية الكويت خالد الجار الله أكد لصحيفة "النهار" الكويتية أن بلاده ستقترح على المسؤولين الإيرانيين القيام بالوساطة مع السعودية لتسوية النزاع بين البلدين.
وحول أهمية هذه الزيارة أجرى موقع "الوقت" الإخباري - التحليلي حواراً مع الخبير بشؤون الشرق الأوسط "حسن هاني زاده" أشار فيه إلى أن هذه الزيارة تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة والعالم تطورات كثيرة من بينها تسلم الرئيس الأمريكي الجديد "دونالد ترامب" مهام عمله والذي صرح مراراً بأن تحسين الظروف الاقتصادية لأمريكا والعمل على تعزيز أمن الكيان الإسرائيلي يأتي على رأس أولوياته على الصعيدين الداخلي والخارجي.
وقال هاني زاده إن الدول العربية والإسلامية لاسيّما دول مجلس التعاون تشعر بالقلق إزاء السياسة الخارجية لترامب تجاه الشرق الأوسط ولهذا ترى هذه الدول من الضروري إعادة النظر في سياساتها حيال المنطقة وفي مقدمتها ما يتعلق بالعلاقات مع إيران.
ولفت هاني زاده إلى أن دول مجلس التعاون تولي أهمية خاصة لعلاقاتها مع الدول الغربية لاسيّما أمريكا لكنها لا تريد في الوقت نفسه أن تضع بيضها في سلة واحدة، ولهذا تعتقد هذه الدول بضرورة تحسين علاقاتها مع دول الجوار خصوصاً إيران لما تتمتع به من أهمية استراتيجية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية.
كما لفت هاني زاده إلى أن السعودية تواجه وضعاً حرجاً في الوقت الحاضر بسبب تورطها في الحرب مع اليمن وتراجع دورها في العراق وسوريا، ولهذا أخذت تعيد النظر بسياساتها تجاه المنطقة.
وأعرب هاني زاده عن اعتقاده بأن العلاقات بين إيران والسعودية تواجه العديد من العقبات في الوقت الحاضر، ومن المرجح أن زيارة وزير الخارجية الكويتي إلى طهران تأتي في سياق الجهود الرامية إلى إعادة هذه العلاقات إلى حالتها الطبيعية.
كما يعتقد الكثير من المراقبين بأن الرسالة التي حملها وزير الخارجية الكويتي إلى طهران تهدف بالدرجة الأولى إلى تهيئة الأرضية للتوسط بين إيران والسعودية بهدف تحسين العلاقات بين الجانبين.
وأكد هاني زاده بأن الكويت تسعى لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين إيران وكافة دول مجلس التعاون على الرغم من التحديات التي تواجهها لإنجاز هذه المهمة بسبب التوترات الموجودة بين طهران وبعض عواصم دول مجلس التعاون لاسيّما مع الرياض، مشدداً في الوقت ذاته على أهمية إنهاء هذه التوترات بهدف إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع المنطقة.
كما أكد هاني زاده على ضرورة التنسيق والتفاهم بين كافة دول المنطقة لمواجهة التحديات المشتركة وفي مقدمتها خطر الإرهاب، وعدم السماح للدول الأجنبية بمواصلة التدخل في شؤون المنطقة لضمان أمنها واستقرارها على المدى القريب والبعيد.
يُذكر أن قمة مجلس التعاون التي عُقدت في البحرين الشهر الماضي، كلفت الكويت بإجراء حوار مع إيران، ممثلة لدول المجلس الست، وهي: الكويت، والسعودية، والإمارات، وقطر، والبحرين وسلطنة عمان.