الوقت- رفضت شركة ياهو سابقاً عرضًا كبيراً بقيمة 45 مليار دولار من شركة مايكروسوفت في العام 2008، وبعد أن تجاوزت قيمتها السوقية 125 مليار دولار أتمت شركة ياهو الأمريكية صفقة الاستحواذ مع شركة فيريزون الأمريكية مقابل 4.84 مليار دولار تدفع نقدًا.
الشركة المقدمة لخدمات الاتصال اللاسلكي في الولايات المتحدة، والمالكة لشركة AOL أيضًا قررت أن تستفيد من ضم شركة ياهو إليها في مجال محرك البحث، وقطاع الاتصالات، وخدمات الاعلانات إلى جانب المحتوى الرقمي طبعًا، ولكن الصفقة هذه والتي تمت في داية العام هذا العام لا تتضمن حصة ياهو في موقع علي بابا البالغة 15% ولاحتى حصتها في ياهو اليابان التي تتجاوز 30%.
والآن ها قد لفظت شركة ياهو أنفاسها الأخيرة مع الإعلان يوم الأمس عن اكتمال صفقة الاستحواذ على أعمالها الأساسية من قبل شركة فيريزون مقابل 4.8 مليار دولار، بينما سيتغير اسم ما تبقى من الشركة بما في ذلك ياهو اليابان وAlibaba stakes إلى اسم Altaba، بدون تقديم سبب حقيقي وراء تغير الاسم أو تفسير لهذا الاسم الجديد!
أما بالنسبة لإدارة شركة ياهو فستتحول بعد ضم الشركة إلى نائب المدير التنفيذي لشركة AOL مارني والدن، ولكن المديرة التنفيذية لشركة ياهو "ماريسا ماير" أكدت بأنها تستعد للاستقالة من مجلس الإدارة بعد اكتمال استحواذ شركة فيريزون على شركة ياهو، والجدير بالذكر أن ماريسا مارير كانت قد انتقلت إلى ياهو في عام 2012 على أمل إصلاحها إلى انها فشلت في تحقيق هذه المهمة وهي في طريقها للخروج منها كلياً.
بالإضافة إلى ذلك سيغادر عدد كبير من التنفيذيين العاملين في شركة ياهو بعد اكتمال عملية الاندماج ومنهم ديفيد فيلو أحد مؤسسي ياهو وإدي هارتينشتاين وريتشارد هيل وجين شو وماينارد ويب، على ان يصبح اريك براندت رئيس مجلس الإدارة، وسعت ياهو إلى توضيح ان رحيل المدراء التنفيذيين الستة لم يكن بسبب وجود أي خلافات أو مشاكل مع سياساتها أو العمليات.
وأيضاً تعرضت الشركة إلى صفعة قوية بعد الإعلان عن صفقة الاستحواذ من قبل فيريزون، حيث أوضحت ياهو تعرضها إلى عملية قرصنة واسعة النطاق مدعومة من قبل حكومات سمحت بالوصول إلى بيانات 500 مليون حساب، لتعلن لاحقاً عن تأثر أكثر من مليار مستخدم بسبب عملية القرصنة هذه.
وأدى ذلك الأمر إلى ظهور عدد من التقارير التي تشير إلى تفكير شركة فيريزون في الخروج من الصفقة أو الطلب من ياهو حصولها على خصم مليار دولار على الأقل، وتحدثت تقارير أخرى عن إمكانية خروج ماريسا ماير من مجلس الإدارة الجديد بعد اكتمال عملية الاستحواذ لتحصل على 55 مليون دولار.
وهذه العملية تعتبر تغييراً كبيراً لإسم الشركة الجديدة المتبقية من شركة ياهو بمثابة المرة الثانية التي يتم فيها اقتراح تغيير العلامة التجارية لها، حيث كشف مجلس الإدارة في عام 2015 عن اقتراح تغيير الاسم إلى Aabaco والذي يضم الأعمال المتعلقة بياهو اليابان وعلي بابا وقسم الأعمال التجارية الصغيرة.
ولكن توقفت تلك الجهود بعد عدة أشهر عندما قررت الشركة بدلاً من ذلك القيام بعملية تعاكس الإنقسام، وستكون شركة Altaba الجديدة مسؤولة عن زيادة العائد الاستثماري في قطاعات ياهو اليابان وعلي بابا، التي أعلنت مؤخراً انها بصدد الحصول على متجر البيع بالتجزئة الصيني Intime مقابل 2.6 مليار دولار.
وبذلك ستكون نهاية شركة ياهو العملاقة التي بدأت في العام 1994 كبوابة خدمات يستفيد منها الملايين المستخدمين حول العالم، ويحاول الكثير من المحللين إلقاء اللوم في فشل الشركة على المديرة التنفيذية "ماريسا ماير" والتي قامت بالكثير من صفقات الاستحواذ التي لم تجلب فائدة إضافية للشركة وأهدرت أموالها، وكان من المتوقع أن تكون قيمة الصفقة 5 مليارات دولار ولكن المبلغ النهائي لم يتجاوز 4.84 مليار دولار لتكون بذلك أحد أكبر قصص التراجع لشركة تقنية بعد شركة نوكيا.