الوقت – بينما تستضيف باريس الأحد ما يسمى بـ "المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط" بمشاركة نحو ٧٠ دولة ومنظمة دولية، لم يترك رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي فرصة إلا وتجاهر فيها بمعارضته لهذا المؤتمر قائلا انه لا يرى أفقا مضيئا أمام هذا الاجتماع.
وفي أحدث تصريحاته ذكر نتنياهو خلال لقاء مع وزير الخارجية النرويجي بورج بريندي في القدس المحتلة الجمعة أن "هذا المؤتمر هو عبارة عن خدعة فلسطينية برعاية فرنسية تهدف إلى اعتماد مواقف أخرى معادية لتل أبيب".
ويأتي موقف نتنياهو ومعارضته لمؤتمر باريس في وقت يعلن الاسرائيليون دوما انهم يريدون التفاوض بشكل ثنائي مع السلطة الفلسطينية دون تدخل جهات اجنبية، وذلك في وقت اعلن الفلسطينيون منذ ما يقارب السنة ترحيبهم بعقد مؤتمر باريس الذي طرحته فرنسا، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو "لماذا يرفع نتنياهو صوته لمعارضة مؤتمر باريس؟ وهل يمكن أساسا عقد الآمال في مخرجات ونتائج هذا المؤتمر؟"
أسباب معارضة نتنياهو
إذا أردنا تحليل أسباب معارضة نتنياهو لمؤتمر باريس فيمكننا الإشارة الى النقاط التالية:
1- قال نتنياهو في تصريحات له بشأن أسباب معارضته لمؤتمر باريس ان عقد مثل هذا المؤتمر يمنح الفلسطينيين ذريعة لمعارضة قيام دولة يهودية بالأساس.
2- احد أسباب مواقف نتنياهو يعود الى تصريحات المسؤولين الفرنسيين الذين قالوا منذ بداية طرحهم لموضوع مؤتمر باريس بأنه في حال فشل مساعيهم لكسر حالة الجمود بين الاسرائيليين والفلسطينيين فإنهم سيعترفون بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران.
3- يعتقد الاسرائيليون بأن الخطة الفرنسية تضغط عليهم وحدهم وتجبر كيانهم على وقف بناء المستوطنات خلف الخط الأخضر، في وقت لا تطلب شيئا من الفلسطينيين ولن يتم التحدث عن موضوع حق العودة ولن يتم فعل شيء حيال التحركات الفلسطينية التي يعتبرها الاسرائيليون استفزازا.
4- يعتقد نتنياهو ان مؤتمر باريس مصيره الفشل الحتمي لأنه مع التهديد الفرنسي بالإعتراف بدولة فلسطين فإن الفلسطينيين باتوا يدركون بأن مطلبهم الرئيسي قد تحقق مسبقا وبالتالي هم ليسوا بحاجة الى تقديم تنازلات أو اتخاذ خطوات أخرى.
5- من خلال معارضته لمؤتمر باريس يريد نتنياهو ان لايصبح مجبرا على إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية من الناحية الحقوقية كما انه يريد تجاهل موضوع حل الدولتين.
6- ان عدم رغبة نتنياهو في حل الدولتين قضية هامة بالنسبة له فهو كان قد وعد في حملته الانتخابية بأنه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية مازال باقيا في السلطة.
7- ان الداعمين لحكومة نتنياهو سياسيا وعقائديا هم معارضون لحل الدولتين في حين كان نتنياهو قد وافق على حل الدولتين على مضض وبسبب ضغوط اوباما، ان الداعمين لنتنياهو وحلفائه اليمينيين والمتطرفين لن يسمحوا له أساسا بذلك.
ورغم هذه المعارضة الاسرائيلية لاتزال فرنسا تسعى الى تغيير رأي الاسرائيليين حيال مؤتمر باريس، وفي هذا الصدد قالت السفيرة الاسرائيلية في تل أبيب في مقابلة مع صحيفة يديعوت احرونوت ان مؤتمر باريس يعطي نتنياهو فرصة لإستئناف المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين.
آمال السلطة الفلسطينية
رغم معارضة الطرف الاسرائيلي ونتنياهو لمؤتمر باريس تأمل السلطة الفلسطينية في ان يؤدي تدويل القضية الفلسطينية الى دخول هذه القضية في مسارها الصحيح (كما تظن السلطة) ويتم افساح المجال لمواجهة السياسات الاسرائيلية في مجال الاستيطان، وان يتم في ختام مؤتمر باريس التأكيد على ضرورة انهاء الاحتلال وقيام دولة فلسطينية في حدود عام 1967 والخوض في مسألة قيام دولتين في اطار برنامج زمني محدد.