الوقت- 48 منتخباً يقسمون على 16 مجموعة وتضم كل منها 3 فرق، هذا هو الشكل الذي سيكون عليه كأس العالم في سنة 2026 بعد قرار "الفيفا" الذي تم اتخاذه بالتصويت السري في مقرها في زيورخ.
رئيس الاتحاد الدولي لكرة "جياني إنفانتينو" صرّح سابقاً أن هدفه من توسيع البطولة هو منح فرصة لمشاركة عدد أكبر من الدول في كأس العالم وهو ما يمنح دفعة كبيرة لكرة القدم الدولية، إلا أن الحقيقة تكمن في مكان آخر وهي الدراسات التي أجراها الصرح الأكبر لكرة القدم في العالم والتي تشير إلى أن توسيع البطولة إلى 48 منتخب سيزيد قيمة الأرباح التجارية والإعلانية والنقل التلفزيوني بحوالي 800 مليون باوند إذ دافع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) "جياني إنفانتينو"، بشكل قاطع عن قرار مجلس الاتحاد بزيادة عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم من 32 إلى 48 منتخبا اعتبارا من مونديال 2026 وقال إن ذلك سيساعد على تطوير اللعبة.
وقد أكد إنفانتينو في مؤتمر صحفي بعدما ترأس في زيورخ الاجتماع الثاني لمجلس الفيفا "اعتقد أنه قرار إيجابي للغاية لتطوير كرة القدم".
وأضاف أنه يشعر بـ"ارتياح كبير" تجاه القرار الذي جرى اتخاذه، لأنه لن يؤدي فقط لزيادة عدد المنتخبات، ولكن زيادة أيام المسابقة أيضا، التي تقام حاليا في 32 يوما، بالاضافة إلى أن الفريق الذي سيصل للنهائي سيخوض في المجمل سبع مواجهات.
وتابع "نحن في القرن الحادي والعشرين ويجب تكييف المسابقة على القرن الحادي والعشرين".
جوزيف بلاتر والقرار الجديد
السؤال عن عراب هذه الفكرة، سيقودنا إلى الرجل الأكثر فساداً في تاريخ اللعبة "جوزيف بلاتر". فالسويسري كان قد اقترح أن يتم توسيع البطولة لتشمل 40 منتخباً، إلا أن سقوطه في سنة 2015، منح الفرصة لإنفانتينو للسير بنهج مشابه ورفع العدد إلى 48 منتخباً.
أما شكل البطولة فمر بفكرة أولى تقوم على مواجهة خروج المغلوب بين 32 منتخب يتأهل منهم 16 يلتحقون بـ 16 منتخب مصنّف ليشكلوا 8 مجموعات من 4 منتخبات الواحدة، إلا أن هذه الفكرة سقطت لمصلحة فكرة أخرى وهي 16 مجموعة من 3 فرق يتأهل من كل منها الأول والثاني لشكلوا 32 منتخباً يلعبون بدور خروج المغلوب.
شكل البطولة الأخير سيرفع عدد المباريات الإجمالية من 64 مباراة إلى 80، وسيخوص من يصلون إلى دور نصف النهائي حوالي 7 مباريات وهو العدد نفسه الذي يلعبونه في الشكل الحالي للبطولة. أما مدة البطولة فستكون 32 يوماً كما هي المدة الحالية ذلك بهدف مراعاة دور الأندية.
إلى أين ستذهب الأموال؟
يقول إنفانتينو إن هدفه من هذا القرار هو زيادة الشغف بكرة القدم حول العالم، إلا أن الحقيقة تكمن بأن الأرباح المالية تشكل المحرض الأساسي لمثل هذا القرار.
وأشار إنفانتينو إلى أن فيفا لم يقرر بعد حصص كل اتحاد قاري من عدد المقاعد الاضافية في كأس العالم.
واعترف بأن الصيغة الجديد ستحقق مزيدا من المنافع للاتحاد الدولي، ولكنه رفض الدخول في تفاصيل حول الارقام، أو عن كيفة الحصول على هذه الأموال تحديدا.
وحول الانتقادات بأن زيادة عدد المنتخبات سيؤثر على قوة البطولة، رفض إنفانتينو ذلك مرارا، مؤكدا أن كرة القدم تتطور في كل العالم كما شوهد في المونديال الاخير، عندما فازت كوستاريكا على ايطاليا وانجلترا.
والسؤال الكبير هنا هل يضمن إنفانتينو بـ 48 منتخب بطولة كأس عالم تؤمن نوعية كرة قدم مميزة؟
وإذا كان هذا الشكل من البطولة هو فكرة جوزيف بلاتر الذي اعتاد مراعاة الاتحادات وشراء أصواتها، فمن يضمن عدم استمرار النهج ذاته خاصة وأن المشاركة بكأس العالم باتت أمراً أكثر سهولة لأي اتحاد محلي وهو ما قد يشجع الكثير من عمليات الرشى؟
وأخيراً كيف ستوزع الأرباح وإلى جيوب أية اتحادات ستذهب الـ 800 مليون باوند الإضافية؟ هل سيكون كأس العالم من 48 منتخب حجة إضافية لاستمرار توزيع الأرباح السنوية للفيفا بالتساوي بين اتحادات تضم أكثر من 6 ملايين لاعب واتحادات لا يتجاوز عدد لاعبيها المسجلين الـ 10 آلاف؟