الوقت- في ظل استمرار العدوان السعودي على اليمن ودخوله اليوم الـ13 على التوالي تاركاً خلفه حوالي ألف شهيد وأكثر من 1500جريح جلّهم من المدنيين، تزداد شهية القتل والتدمير وعمليات الإبادة التي يقوم بها طيران تحالف العدوان السعودي ضد أطفال ونساء اليمن، والسبب في ذلك يعود لفشل الضربات الجوية من ناحية ومحاسبة الشعب اليمني لوقوفه بجانب جيشه ولجانه الشعبية في وجه "عاصفة الحزم" من ناحية أخرى .
لم تنجح "عاصفة الحزم" التي يشنها التحالف العربي من سماء اليمن في إيقاف الجيش اليمني و”اللجان الشعبية” التابعة لـ”أنصار الله” في تطهير عدن من تنظيم “القاعدة” والمجموعات المسلحة المؤيدة للرئيس الفارّ عبد ربه منصور هادي بعد تطهير المحافظات الأخرى، لذلك سعت السعودية عبر طائراتها لتمكين القاعدة من مدينة المكلا في محافظة حضرموت عبر التركيز على معسكرات ومواقع للجيش لم تستسلم لـ”القاعدة ”.
القاعدة والتي تؤدي دوراً أقرب إلى التوظيفي في اليمن من قبل المحرك السعودي، باتت تشكل الذراع البرية للمملكة في ظلّ عدم اتخاذ سلطات الرياض قرار إرسال قوات برّية تؤازر العمليات الجوية والبحرية، والسبب في ذلك يعود لحجم الخسائر التي سيتكبدها التحالف اذا ما فكر بالتقدم برياً، ولكن في ظل الحشد السعودي على الحدود والضربات الجوية والبحرية وإرهاب تنظيم القاعدة ، كيف سينجح الشعب اليمني في صد العدوان؟ وما هي أهم فرص النجاح؟
لا شك في أن الهجمة الحالية على الشعب اليمني شرسة للغاية، وتحتاج إلى وقفة تأمل لاتخاذ موقف مسؤول يسبح بسفينة اليمن إلى شطآن النصر .
أثبت الشعب اليمني أنه مؤمن وحكيم كما وصفهم نبي الرحمة (ص)، فالحذر والصمت الذي يشوب سماء اليمن إلاّ من هدير الغارات العمياء التي تبحث عن رؤوس الأطفال والبنى التحتية ومقدّرات الجيش، يكسره ثبات الشعب اليمني الذي يزداد رفضاً للعدوان عبر حضوره في السّاحات ليؤكّد صموده واستعداده للمقاومة .
حكايات الصمود والدعم للجيش واللجان الشعبية المدعومة من أنصار الله تكاد لا تنتهي، كانتصارات وحدات القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية الذين يسطرون أروع الملاحم البطولية في تصديهم لهمجية القاعدة، ولا ريب في أن الانتصارات المتتالية للجيش اليمني واللجان الشعبية التابعة لـ"أنصار الله" استطاعت أن تكسر شوكة القاعدة بعد أن فشلت كافة القوى الأخرى في مواجهتها لترسّخ بذلك مقومات سلطة اليمن الموحد في كل ربوع الوطن .
ما يثلج القلب حالياً في اليمن ويبشر بالنصر المبين هو وقوف الشعب اليمني بكافة أطيافه في وجه العدوان غير آبهين بكل ما تروج له الأذرع الإعلامية لأعداء اليمن، فضلاً عن إدانتهم (الأحزاب اليمنية) "للعدوان الغاشم" والحصار البري والبحري والجوي المفروض على اليمن، وكذلك دعوتهم إلى التصدي الحازم والمسؤول لهذا العدوان لإفشال أهدافه المشبوهة بشتى الوسائل .
الأحزاب اليمنية على مختلف انتماءاتها(أكثر من 19 حزبا وتنظيم سياسي) والتي أشادت بصمود الشعب اليمني وتلاحمه في وجه العدوان، لم تنس أن تثمّن الدور البطولي لرجال الجيش والأمن واللجان الشعبية وأبناء المحافظات الجنوبية الأحرار الذين قدموا أروع ملاحم العمل البطولي في دحر تنظيم القاعدة الإرهابي وفلول نظام هادي .
رهانات الخارج على العداوة "المفترضة" بين الجيش و"أنصار الله" الحليف الأقوى باءت بالفشل، ونرى حالياً أن الخطوات من قبل الطرفين في أعلى مستوى من الدقة والتنسيق. لم يكن حساب حقل الرياض كبيدر صنعاء، فعلى العكس ساهم العدوان السعودي في رصّ الصفوف وزيادة مستوى التنسيق إلى أعلى درجاته بين الجيش وأنصار الله .
المشهد اليمني رغم مرارته، يبعث الطمأنينة في النفوس بسبب الرأي العام الوطني الذي يشكل داعماً لصمود القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية حتى تحقيق النصر المؤزر، والسبيل الوحيد لنجاة اليمن هو دعم الجيش بكافة الوسائل المتاحة، فحين يقف الشّعب في وجه العدوان الأجنبيّ، فإنّ بشارة النصر المبين تلوح في الأفق، فيما يكتمل الخزي والعار أكثر فأكثر في وجه الغزاة .