الوقت- حقّقت القوات العراقية بعد 73 يوما على بدئها عملية تحرير مدينة الموصل مكاسب نوعية على أرض المعركة، لاسيما وأنه تم محاصرة إرهابيي داعش من ثلاثة محاور في هذه المعركة.
يعدّ تحرير مدينة الموصل عاصمة دولة داعش المزعومة من أهم عمليات الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي في العراق.
وكانت قد انطلقت هذه العملية بعد شهور من النزاع والإختلاف والمشاورات السياسية التي أفضت عن إعلان رئيس الوزراء العراقي وقائد القوات المسلحة "حيدر العبادي" بدء عملية تحرير الموصل، وحتى الوقت الراهن تم تطهير مساحة 2000 كيلومتر مربع من هيمنة عناصر تنظيم داعش الارهابي على الرغم من تخاذلات أمريكا وعدم دعمها بشكل جاد للجيش العراقي في القضاء على التنظيم.
وشملت عملية التطهير مئات القرى وعشرات المدن التي زادت من مكاسب القوات العراقية على أطراف مدينة الموصل، الأمر الذي وجّه ضربة موجعة لإرهابيي داعش.
من جهة أخرى تمكنت قوات الحشد الشعبي التي لعبت دورا كبيرا في عملية التحرير من قصم ظهر تنظيم داعش على محور الموصل من خلال سيطرتها على مطار تلعفر الاستراتيجي.
ومع تحرير هذا المطار الهام يكون قد تم قطع أي اتصال بين عناصر التنظيم مع الحدود السورية، ما جعلهم محاصرين من قبل القوات العراقية المشتركة.
وعلى الرغم من تزايد محاولات إرهابيي التنظيم لاستعادة هذا المطار، إلا أن القوات العراقية استطاعت ردعهم في كل محاولة.
وسنورد في رصد ملخّص إنجازات القوات العراقية المشتركة على مدى الشهرين السابقين منذ إعلان عملية الموصل تحت عنوان "قادمون يانينوى":
المحور الأول: المحور الشرقي والشمالي الشرقي والجنوب الشرقي
القوات المشاركة: الجيش العراقي+ القوات الخاصة لمكافحة الارهاب+البيشمركة الكردية + غطاء التحالف الأمريكي الجوي.
معدل المساحة المحرر على هذا المحور: 625ر1831 کیلومتر مربع (1832 تقريبا)
عدد المدن المحررة: 5 مدن من ضمنها بعشيقة.
عدد القرى المحررة: 108 قرى
المحور الثاني: المحور الجنوبي
القوات المشاركة.. الأمن الفيدرالي العراقي
المساحة المحررة.. 776ر959 كيلومتر مربع (960 تقريبا)
عدد المدن المحررة.. مدينتان من ضمنهما "حمام العليل"
عدد القرى.. 82 قرية
المحور الثالث: الغربي والشمالي الغربي والجنوبي الغربي
القوات المشاركة.. قوات الحشد الشعبي (جيش بدر، عصائب أهل الحق، كتائب حزب الله، سيد الشهداء و..)
المساحة المحررة.. 722ر2618 كيلومتر مربع (2619 كيلومتر تقريبا)
المدن المحررة.. مدينة واحدة علاوة على مطار تلعفر
القرى المحررة.. 149 قرية
وعلى الرغم من تفاقم المؤثرات السلبية في بداية المعركة إلا أنها لم تؤثر كثيراً على سيرها فيما بعد، اذ ان التصعيد التركي ومحاولة تمويه الجهد العسكري ذهب ادراج الرياح، ولَم يعد اَي اثر لهذا التدخل، والذي كان من المعول ان يكون سفينة إنقاذ لداعش وحماية لتحركهم في الموصل، كما ان الاجماع الوطني في العراق على ضرورة إنهاء ملف داعش وإنهاء وجوده كان معززاً له المعركة، اذ لم تضع القيادات العسكرية أي خطوط حمراء في مشاركة من يريد المساهمة في معركة التحرير، الامر الذي اُعتُبِر وقفة وطنية موحدة ضد تنظيمات داعش، وانهاء وجودها في البلاد، ناهيك عن التنسيق العالي، وتشكيل غرفة عمليات مشتركة لإدارة المعركة، وفيها جميع القوى المشاركة، كما ان هناك حرصاً كبيراً على ان تكون المعركة بيضاء قدر الإمكان مع الحفاظ على الممتلكات العامة، وتقليل الخسائر، والوقوف بحزم أمام أي صراع اثني أو عرقي.
يذكر أن القيادة العامة للجيش العراقي قد اعلنت في 17 من تشرين الاول الماضي عن بدء انطلاق معركة استعادة الموصل بمشاركة قوات الجيش والشرطة الاتحادية وبإسناد من قوات البيشمركة والحشد الشعبي وحرس نينوى، وبدعم جوي من قبل الطيران العراقي والتحالف الدولي التي تقوده امريكا، حيث تمكنت القوات العراقية من استعادة العديد من القرى والاقضية التابعة لمحافظة نينوى، والتوغل نحو مدينة الموصل المسيطر عليها من قبل تنظيم داعش منذ حزيران 2014.