الوقت- لماذا تقدم البنوك الأموال لأندية من دون أخرى؟ ما هي المعايير وما هي الأسباب التي تدفعها لتمويل ديونها؟ وما هي الضمانات التي تملكها؟
شهدت أسواق الانتقالات في السنوات الأخيرة انفجاراً ضخماً بأسعار اللاعبين، لكن هذا لم يمنع الأندية الكبرى من الاستمرار بضخ الأمول لقاء التعاقد مع اللاعبين. وما يزيد من قيمة الصفقات هو الشروط التي توضع في عقود اللاعبين، إصافة إلى رغبة وكلاء اللاعبين بتحصيل أكبر قيمة مالية ممكنة من الصفقة.
وفي الوقت الذي يبرع بعض المدربين مثل جوزيه مورينيو وبيب غوارديولا باستقطاب الأسماء الكبيرة بعد أن تحولوا إلى علامة فارقة في عالم كرة القدم، تبقى الكلمة الأخيرة للأموال التي تحسم الصفقات الكبرى وهو ما يترك العديد من الأندية تعاني من الديون التي تزداد عاماً بعد عام.
ما الذي يسهل على الأندية استقطاب المقرضين؟
تملك البنوك والشركات المُقرضة قواعد تحدد على أساسها من هي الشركات التي تقوم بتديينها. وتعد قيمة النادي من المعايير التي تُتبع للإقراض. وتقيس البنوك الأندية التي تستحق أن تقرضها وفقاً لقيمة العلامة التجارية التي بناها النادي لسنوات طويلة، وبعض الاندية مثل مانشستر يونايتد وريال مدريد بنت امبراطوريتها الكروية وباتت تستطيع الاستدانة متى شاءت وبمبالغ ضخمة.
على سبيل المثال مرّ فريق مانشستر يونايتد بثلاثة مواسم سيئة منذ رحيل السير أليكس فيرغسون لكن صورة الفريق المالية لم تهتز وذلك لكون علامتهم التجارية لم تتعرض لأي اهتزاز. فيملك المقرضون ثقة بالنادي وصورته التي يمكن وضع قيمتها إلى جانب شركة "آبل" العالمية.
كيف تستفيد الأندية من المدربين لتلميع صورتها؟ (مورينيو مثالاً)
نستمر بمثال مانشستر يونايتد الذي يمر بفترة سيئة على صعيد النتائج والذي بدأ بتدريبه جوزيه مورينيو مع انطلاقة هذا الموسم. فالعديد من المدربين مثل يورغن كلوب وآرسين فينغر انتقدوا انتقال بوغبا مقابل 89 مليون باوند إلى يونايتد، لكن انتقال بوغبا أحضر إلى الشياطين الحمر ما هو أكثر من أفضل لاعبي الوسط في العالم، بل ساهم بتلميع الصورة النادي ككل. وصول بوغبا إلى يونايتد حمل معه ثقة كبيرة من المستثمرين بأن الفريق قادر على المحافظة على صورته وأن الرقم 6 على قميص بوغبا ما هو الدليل الأهم على هذا الثبات.
هرم كيلير للعلامة التجارية
يساعد هذا الهرم بقياس حجم العلامة التجارية لكل مؤسسة وأهم عناصر قاعدتها هو المجموعة، فالهدف من بناء علامة تجارية قوية هو ضمان أن الشركة تملك متابعين مؤمنين بما تقدمه مهما كانت حالتها سيئة. فمثلاً نادٍ كمانشستر يونايتد تحول إلى مذهب يتبعه أنصار مؤيدين للنادي في السراء والضراء.
وجود هؤلاء الأنصار يعني بناء صورة لا تهتز ولا تفشل مالياً حتى في فتراتها السيئة عملياً. فنجاح الفريق هو أمر يجب ان يشعر به مؤيدوه وطالما أنهم مؤيدين له فهم يملكون الثقة به وبالتالي بكل ما ينتجه مع ما يعني ذلك من أمل بتحقيق الفوز ومع ما يتضمنه من متابعين أكبر مرتبطين بشكل وثيق بالنادي ويصنعون صورته.
تتحول الأندية في هذه الحالي إلى علامات تجارية لا يمكن تحطيمها بأي شكل من الأشكال وهو ما يجعلها ضمانة مستمرة وقائمة لأي مقرضين يمكنوها من ضخ الأموال في سوق الانتقالات.